رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وليد دويدار 18 نوفمبر، 2014 0 تعليق

إضاءات سلفية – الإخبــــــــات

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (هود: 23)

وقال سبحانه: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ} (الحج: 34-35)

  روي عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- في قوله تعالى: وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ قال: «هم المتواضعون. وقال الأخفش: الخائفون. وقال إبراهيم النّخعيّ: هم المصلّون المخلصون».

الإخبات هو الخضوع والتّذلّل لله- عزّ وجلّ- مع المحبّة والتّعظيم له.

وعن عمرو بن أوس قال: المخبتون الّذين لا يظلمون وإذا ظلموا لم ينتصروا.

قال ابن القيّم- رحمه الله-: والإخبات من أوّل مقامات الطّمأنينة. كالسّكينة، واليقين، والثّقة بالله ونحوها. فالإخبات: مقدّمتها ومبدؤها.

     وقال أيضاً: فاعلم أنّه متى استقرّت قدم العبد في منزلة «الإخبات» وتمكّن فيها، ارتفعت همّته، وعلت نفسه عن خطفات المدح والذّمّ، فلا يفرح بمدح النّاس، ولا يحزن لذمّهم. هذا وصف من خرج عن حظّ نفسه، وتأهّل للفناء في عبوديّة ربّه، وصار قلبه مطّرحا لأشعّة أنوار الأسماء والصّفات. وباشر حلاوة الإيمان واليقين قلبه.

الاستئذان

     قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (النور: 58- 59).

الاستئذان: طلب الإذن في الدّخول لمحلّ لا يملكه المستأذن.

عن أبي سعيد الخدريّ-  رضي الله عنه - قال: كنت في مجلس من مجالس الأنصار؛ إذ جاء أبو موسى كأنّه مذعور، فقال: استأذنت على عمر ثلاثا فلم يؤذن لي فرجعت. فقال: ما منعك؟ قلت:

     استأذنت ثلاثا فلم يؤذن لي فرجعت- وقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : «إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع» فقال: والله لتقيمنّ عليه بيّنة. أمنكم أحد سمعه من النّبيّ صلى الله عليه وسلم ؟ فقال أبيّ بن كعب: والله لا يقوم معك إلّا أصغر القوم- فكنت أصغر القوم- فقمت معه فأخبرت عمر أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال ذلك. متفق عليه.

قال عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه : «من ملأ عينه من قاعة بيت قبل أن يؤذن له فقد فسق».

قال أبو موسى- رضي الله عنه - «إذا دخل أحدكم على والدته فليستأذن».

قال أبو هريرة- رضي الله عنه - فيمن يستأذن قبل أن يسلّم، قال: «لا يؤذن له حتّى يبدأ بالسّلام».

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك