رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 1 ديسمبر، 2014 0 تعليق

إصلاح ذات البين.. مهمة.. وإنجاز عظيم

 كثيرا ما يدخل سوء الفهم والغفلة ونصرة النفس والكِبر والشيطان والأهواء بين أفراد الأسرة الواحدة؛ فهذا يشعر أنه مظلوم، والآخر يشعر بأن هناك تميزاً في المعاملة، والثالث يريد التغاضي دوما عن أخطائه، وقبول الاعتذار فوراً، والرابع يرى أنه مثل الناس، ولكن أهله معقدون!! وغيرها.

هذه المشكلات زائدة في الأسرة بطريقة لافتة للأنظار! ولكن لنرجع إلى أنفسنا، هل دخولنا للدورات وقراءة الكتب واستشارة أهل الخير كافية؟! الجواب: لا.

     لو أصلحنا ما بين أنفسنا وبين الله -عز وجل- لأصلح ربنا -تبارك وتعالى- بيننا جميعا، ولو حرصنا على صلاة أبنائنا وعبادتهم لتغير الوضع، ولو حرصنا على قراءة القرآن والنصح والموعظة لاختلف الأمر؛ وكذا الحال بالنسبة للدعاء؛ فكم ندعو لأبنائنا بالصلاح والتقوى؟ وكم نتصدق ونتقرب إلى الله -عز وجل-و بقصد الصلاح؟ وهل نكف ألسنتنا عن نقد الآخرين والغيبة والنميمة وإسكات اللسان؟ إن عدم فعلنا لكل ماسبق من البلاء.

هل نحن نقارن بين أبنائنا وباقي أبناء الأقارب والجيران؟ لأن هذا سبب في إيغار  الصدور؟ وهل أهملنا أبناءنا من الجلسات مع بعضهم وإيجاد الابتسامة وكسرنا حاجز الروتين القاتل؟

     هل الأم والأب جادون في الحفاظ على وحدة الأسرة؟ وكم يبذلون لذلك من جهد ووقت ومال؟ إن الإجابات الصادقة عن كل ماسبق والحرص على فعل مايصلح الأسرة يقرَّب وجهات النظر ويجعل أفراد الأسرة يحبون بعضهم ويحلون مشكلاتهم دون تدخل أطراف أخرى؟ ويجب علينا ألا نتأثر بنقد الناس للأبناء ونتأكدمنها أهي وشاية جعلنا لها مكانا في القلب؟ كما قال تعالى: {وفيكم سماعون لهم} أم هي حقيقة لا مراء فيها؟.

ومن المشكلات المؤثرة جداً أن المشكلات بين الوالدين تكون علانية وأمام الأبناء وبصورة منفرة ومزعجة؛ مما ينعكس على الجميع صغارا وكباراً.

فهنا يأتي دور المصلح المخلص الساعي للخير؛ ولذلك في الحديث: «تعدل بين الاثنين صدقة» رواه البخاري من حديث أبي هريرة.

أما العناد والخصومة والتمسك بالرأي وعدم التنازل وعدم العدل وشحن النفوس بالكذب وإلصاق التهم وجمع الزلات وتحميل الكلمات ما لا تحتمل، وتدخل أطراف أخرى، هذه تزيد التعقيد وثقافة الكراهية والعداوة وتحريش الشيطان بينكم!

     فالجميع فيه مكامن الخير والمحبة للمعاني الطيبة، لكن كيف نفتحها حتى يخرج منه ذلك الينبوع، وتستبدل تلك المعاني السيئة بسلامة الصدر وطهارة القلب ونقاوة الصدر، وأكبر دليل أنك لو ابتسمت فقط فإنك ستجد الذي أمامك يقابلك بابتسامة مثلها، قال تعالى: { وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}(النساء: 114).

وفي الحديث: «ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا» متفق لله.

فهل نفتح صفحة جديدة، وفرصة أخرى، وحسن الظن، ونغير واقعنا الرتيب في البيت؟ وحتما سنجد أن التغيير من الوالدين سينعكس حتما على الأبناء فردا فرداً.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك