رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 13 أكتوبر، 2020 0 تعليق

إصدار جديد لمجلة الفرقان – كتاب: الحكمة ضالة المؤمن

 

كتاب (الحكمة ضالة المؤمن) لمؤلفه أ.د. وليد خالد الربيع، كتاب قيم يحتوي على 74 حكمة من حكم القرآن الكريم، وقد انتهج المؤلف فيه نهجًا رائعًا؛ إذ يستدل بالآية من القرآن الكريم ثم يذكر تفسيرها، وأقوال العلماء فيها، والحكم التي اشتملت عليها، وقد بدأت (مجلة الفرقان) في نشر هذه الحكم القيمة على شكل حلقات قبل نحو عشر سنوات وتحديدًا عام 2010 من العدد رقم (611) بتاريخ 13ديسمبر2010 الموافق 7 من المحرم 1432 هـ، وانتهت بالعدد رقم (897) بتاريخ 26ديسمبر 2016 الموافق 27من ربيع الأول 1438هـ، ولقد حرصت مجلة الفرقان على نشر هذه الحكم القرآنية تحقيقًا لرسالتها في نشر العلم الشرعي، وتأصيل القيم الثقافية المنضبطة بالكتاب والسنة وفهم سلف الأمة.

والحكمة هي إصابة الحق بالعلم والعقل، وهي العلوم النافعة والعقول المسددة وإصابة الصواب في الأقوال والأفعال، وهي معرفة الحق والعمل به، قال بعضهم: الحكمة كل كلمة وعظتك أو زجرتك أو دعتك إلى مكرمة أو نهتك عن قبيحة.

     ومن الحكم التي أوردها المؤلف بيان وسطية الأمة، فلا غلو ولا تفريط، فالوسطية تعني: الوقوف حيث أوقفنا الشرع، والامتثال لنصوصه الكريمة وأحكامه القويمة؛ مصداقا لقوله -تعالى-: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} (البقرة:143). وألا أحد يُكرَه على الدخول في الإسلام، أو يُحمَل على الإيمان بالله -تعالى- جبرا وقهرا، قال -تعالى-: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} (البقرة:256). ومن ذلك أيضا قول الشوكاني في تفسير قوله -تعالى-: {لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ} (البقرة:272): «أي: ليس بواجب عليك أن تجعلهم مهديين قابلين لما أمروا به ونهوا عنه، ولكن الله يهدي من يشاء هداية توصله إلى المطلوب».

     كما دعانا الشرع الحكيم إلى أن نكون حُكَمَاء وعُلَمَاء وفقهاء، ومعلمين للناس ومربين لهم بالعلم والعمل والتعليم من خلال التوحيد والإخلاص، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ مصداقا لقوله -تعالى-: {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} (آل عمران:79)، ودعانا القرآن الكريم إلى الاعتصام بالدين الحنيف بما يحمي الإنسان ويدفع عنه الخطر، قال -تعالى-: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا} (آل عمران:103) ؛ ولهذا فإن شيخ الإسلام يؤكد أن ائتلاف قلوب المسلمين مقصد من مقاصد الشريعة، ويقدم على بعض المستحبات؛ فمصلحة تأليف القلوب أعظم في الدين من بعض المستحبات؛ ولهذا قال الله -تعالى-: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} (النساء:128).

     ومن الحكم القرآنية أيضا، قال ابن كثير: «يأمر -تعالى- عباده المؤمنين بالمعاونة على فعل الخيرات، وهو البرُّ، وترك المنكرات وهو التَّقوى، وينهاهم عن التَّناصر على الباطل، والتَّعاون على المآثم والمحارم»؛ فقال -تعالى-: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} (المائدة:2).

     والتغيير سنة ماضية، وهو وسيلة شرعية لتحصيل النعم الدينية والدنيوية والأخروية واستدامتها، إذا أخلص المسلم النية، وأحسن العمل، واستعان بربه في القيام بعبادته، وشكر نعمته، قال -تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد:11). قال السعدي في تفسير الآية {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} (القصص:26): «وهذان الوصفان، ينبغي اعتبارهما في كل من يتولى للإنسان عملا، بإجارة أو غيرها؛ فإن الخلل لا يكون إلا بفقدهما أو فقد إحداهما». ويذهب الشيخ ابن عثيمين إلى معنى أوسع وأشمل (للمجاهدة) فيقول: «المجاهدة تعني مجاهدة الإنسان نفسه ومجاهدة غيره،.. ومجاهدة النفس على شيئين، على فعل الطاعات، وعلى ترك المعاصي؛ لذا قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} (العنكبوت:69)».

     ومن الحكم الواردة في العبادة، قال الشيخ الشنقيطي في تفسيره للآية الكريمة {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات:56): «أي إلا لآمرهم بعبادتي وأبتليهم، أي: أختبرهم بالتكاليف، ثم أجازيهم على أعمالهم، إن خيرا فخير وإن شرا فشر». والتوكل على الله من أعظم واجبات التوحيد والإيمان، وبحسب قوة توكل العبد على الله يقوى إيمانه، ويتم توحيده، {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} (الطلاق:3).

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك