رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: forqan 10 يونيو، 2010 0 تعليق

إصدارات مبرة الآل والأصحاب شذى الياسمين.. في فضائل أمهات المؤمنين(2)

 أم المؤمنين سودة بنت زمعة

هي سودة بنت زَمْعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حِسْل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر، وأمها الشموس بنت زيد بن عمرو، الأنصارية، وكانت قبل النبي [ عند السكران بن عمرو. روت عن النبي [ وعنها ابن عباس ويحيى بن عبدالله بن عبدالرحمن بن سعد بن زرارة، أسلمت بمكة قديما وهاجرت هي وزوجها إلى الحبشة الهجرة الثانية، مات زوجها هناك (تهذيب التهذيب)، وهي أول امرأة تزوجها رسول الله [ بعد خديجة وكان ذلك بمكة، وانفردت به نحوا من أربع سنين، وهي سيدة جليلة ونبيلة توفيت في آخر خلافة عمر بن الخطاب ].

ومن مناقبها:

1. حرصها على البقاء في عصمة النبي [، فقد وهبت يومها في القسم لعائشة تقربا إليه [ وحبا له، ولتكون من زوجات النبي [ في الجنة.

ذكر ابن سعد أن سودة قالت للنبي [: أنشدك بالله إلا راجعتني، فقد كبرتُ ولا حاجة لي في الرجال ولكني أحب أن أبعث في نسائك يوم القيامة، فراجعها النبي [ (الطبقات الكبرى بتصرف).

وروى البخاري بإسناده إلى عائشة رضي الله عنها: «أن سودة بنت زمعة وهبت يومها لعائشة، وكان النبي [ يَقْسم لعائشة بيومها ويوم سودة» (صحيح البخاري).

2. تمني عائشة أن تكون مثل هديها وطريقتها، فقد روى مسلم بإسناده إلى عائشة رضي الله عنها قالت: «ما رأيت امرأة أحب إليّ أن أكون في مسلاخها من سودة بنت زمعة...» (صحيح مسلم).

أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق

تُكنى بأم عبدالله؛ فقد سألت النبي [ أن تكتني فقال: «اكتني بابن أختك» فاكتنت بأم عبدالله، وهو عبدالله بن الزبير بن العوام وأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم جميعا. وأمها أم رومان بنت عويمر الكنانية، ولدت بعد البعثة بأربع سنوات، وتزوجها رسول الله [ وهي بنت ست ودخل بها وهي بنت تسع سنين، ولم يتزوج بكرا غيرها، وقد نزلت براءتها من فوق سبع سموات، وكانت أحب أزواجه إليه من بعد خديجة، وأفقه نساء الأمة، يستفتيها أكابر الصحابة.

توفي عنها رسول الله [ وهي في الثامنة عشرة من عمرها، وكانت وفاتها في 17 من رمضان سنة 58هـ وصلى عليها أبوهريرة ] ودُفنت في البقيع رضي الله عنها.

وانفردت عائشة رضي الله عنها بمجموعة من المناقب التي ذكرتها كتب السنة، ومنها:

1. كانت أحب الأزواج إلى النبي [، من بعد خديجة رضي الله عنها.

روى البخاري بسنده عن عمرو بن العاص ]: «أن النبي [ بعثه على جيش ذات السلاسل، قال: فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: «عائشة»، فقلت: فمن الرجال؟ قال: «أبوها» (صحيح البخاري).

2. جاء جبريل عليه السلام بصورتها إلى رسول الله [ في قطعة من الحرير قبل زواجها.

روى الشيخان بإسناديهما إلى عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: قال رسول الله [: «أريتك في المنام ثلاث ليال، جاءني بك الملك في سَرَقةٍ من حرير فيقول: هذه امرأتك، فأكشفُ عن وجهك فإذا أنتِ هي، فأقول: إن يكُ هذا من عند الله يُمْضه» (صحيح مسلم).

3. أرسل لها جبريل السلامَ مع رسول الله [.

روى البخاري بإسناده إلى عائشة: قالت: «قال رسول الله [ يوما: يا عائش، هذا جبريل يقرئُك السلام، فقلتُ: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، تَرَى ما لا أرى - تريد رسول الله [» (صحيح البخاري).

4. أُنزل الوحي على رسول الله [ وهو في لحافها دون غيرها من أمهات المؤمنين.

قال رسول الله [: «.. يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة؛ فإنه والله ما نزل عليَّ الوحي في لحاف امرأة منكن غيرها» صحيح البخاري.

5. أول من بدأها النبي [ بالتخيير عند نزول آية التخيير وهي قوله تعالى: {يأيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا, وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما} (الأحزاب: 28-29). وقرن ذلك بموافقة أبويها، فاختارت رسول الله [ قبل أن تستشيرهما، فاستنّ بها بقية أمهات المؤمنين.

روى الشيخان بإسناديهما إلى عائشة قالت: «.. ففي أيّ هذا استأمر أبويّ؟، فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة، قالت: ثم فعل أزواج رسول الله مثل ما فعلت» (صحيح البخاري).

6. نزلت آيات من القرآن الكريم بسببها، منها ما هو بشأنها ومنها ما هو للأمة عامة، فمن الخاص بها:

- أن الله شهد لها بالبراءة مما رميت به من الإفك والبهتان.

{إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم} إلى قوله تعالى: {الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم} (النور: 26).

وأما ما نزل بسببها وهو عام للأمة:

- فآية التيمم التي كانت رحمة وتسهيلا للأمة.

روى الشيخان بإسناديهما إلى عائشة رضي الله عنها: «أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت، فأرسل رسول الله [ ناسا من أصحابه في طلبها فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء، فلما أتوا النبي [ شكوا ذلك إليه؛ فنزلت آية التيمم فقال أُسَيْدُ بن حضير: جزاك الله خيرا، فوالله ما نزل بك أمر تكرهينه إلا جعل الله لك منه مخرجا وجعل للمسلمين فيه بركة» (صحيح البخاري).

7. حرص النبي [ أن يُمرَّض في بيتها، فكانت وفاته بين سَحْرها ونحرها في يومها، وجمع الله ريقيهما في آخر ساعة له من الدنيا وأول ساعة له من الآخرة، ودفن في بيتها، فقد روى البخاري بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت: «دخل عبدالرحمن بن أبي بكر على النبي [ وأنا مسندته إلى صدري، ومع عبدالرحمن سواك رَطْبُ يستنُّ به فأبدَّه رسول الله [ بصره، فأخذتُ السواك فقضمته ونفضته وطيبته ثم دفعته إلى النبي [ فاستنَّ به...» (صحيح البخاري).

8. أخبر [ بأنها من أصحاب الجنة.

روى البخاري بإسناده إلى القاسم بن محمد «أن عائشة اشتكت، فجاء ابن عباس فقال: يا أم المؤمنين، تقدمين على فرط صدق، على رسول الله [ وعلى أبي بكر» (صحيح البخاري)، فقَطْعُ ابن عباس لها بدخول الجنة لا يكون إلا بتوقيف.

كما روى الترمذي وصححه عن عبدالله بن زياد الأسدي قال: سمعتُ عمارا يقول: «هي زوجته في الدنيا والآخرة» (صحيح البخاري).

9. هي أعلم نساء الأمة: إذ روت عن النبي [ أحاديث كثيرة تجاوزت الألفين، إضافة إلي أن كبار الصحابة كانوا يرجعون إليها ويستفتونها.

أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب

هي أخت عبدالله لأبيه، وأمها زينب بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة، تزوجها رسول الله [ سنة ثلاث للهجرة بعد زوجها خنيس بن حذافة البدري المتوفى بالمدينة، وكانت صوَّامة قوّامة، وُلدت قبل البعثة بخمس سنين وتُوفيت في شعبان سنة 45 هـ رضي الله عنها.

ومن مناقبها:

1. شرفت بالهجرة مع زوجها، روى ابن سعد بإسناده إلى أبي الحويرث قال: «تزوج خنيس بن حذافة من حفصة بنت عمر، فكانت عنده وهاجرت معه إلى المدينة» (الطبقات الكبرى).

2. كثرة الصيام والقيام وهي من أزواج المصطفى [ في الجنة.

روى الطبراني بإسناده إلى قيس بن زيد: أن رسول الله الله[ طلق حفصة تطليقة.. فجاء النبي[ فدخل فتجلببت، فقال النبي[: «أتاني جبريل - عليه السلام فقال: راجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة» .

3 - لما جُمع المصحف في عهد أبي بكر - رضي الله عنه - ظل عنده حتى وفاته، ثم عند عمر في خلافته، ثم صار عند حفصة، ثم استعانوا به عندما جمعه عثمان - رضي الله عنه - وأعادوه لها حتى توفيت سنة خمس وأربعين بالمدينة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك