رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: forqan 17 يونيو، 2010 0 تعليق

إصدارات مبرة الآل والأصحاب شذى الياسمين.. في فضائل أمهات المؤمنين(3)

 أم المؤمنين زينب بنت خزيمة

5. أم المؤمنين زينب بنت خزيمة بن عبدالله ابن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر ابن صعصعة الهلالية، كان يقال لها أم المساكين لإطعامها إياهم والتصدق عليهم، استشهد زوجها عبدالله بن جحش بأحد فتزوجها رسول الله [، وكان دخوله بها بعد حفصة ولم تلبث معه إلا شهرين أو ثلاثة، ثم توفيت سنة أربع للهجرة. وإن كانت لم تذكر لها مناقب على الخصوص فيكفيها ما جاء في حقهن على العموم وكذلك صلاة رسول الله[ عليها لما ماتت، فتلك فضيلة اختصت بها؛ لأنه لم يمت في حياة رسول الله [ من زوجاته إلا خديجة وهي، وصلاة رسول الله [ رحمة واجبة للمؤمنين.

أم المؤمنين هند بنت أبي أمية

6. أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أبي أمية (حذيفة) المخزومية القرشية، كان أبوها يلقب بـ(زاد الركب) لجوده، فالمسافر معه لا يحمل زادا، وأمها عاتكة بنت عامر، كنانية من بني فراس، تزوجها رسول الله [ بعد موت زوجها أبي سلمة بن عبدالأسد وهو ابن عمها، الذي هاجرت معه إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وقيل: إنها أول ظعينة دخلت المدينة، وكانت من أجمل النساء وأشرفهن نسبا.

ومن مناقبها:

1. زواج النبي [ منها ودعاؤه لها، روى مسلم بإسناده إلى أم سلمة «.. قالت: أرسل رسول الله [ حاطب بن أبي بلتعة يخطبني له، فقلت: إن لي بنتا وأنا غيور، فقال: أما ابنتها فندعو الله أن يغنيها عنها، وأدعو الله أن يَذهب بالغيرة».

2. أخبر [ بأنها من أهل الجنة، روى أحمد بإسناده إلى أم سلمة رضي الله عنها قالت: أغدف (غطى) رسول الله [ على علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله تعالى عنهم خميصة سوداء، ثم قال: «اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي». قالت: قلت وأنا يا رسول الله؟ قال: «وأنتِ».

3. وتظهر حكمتها جلية يوم الحديبية، لما دعا رسول الله [ الصحابة فقال: «يا أيها الناس انحروا واحلقوا. قال (راوي الحديث): فما قام أحد، قال: ثم عاد بمثلها فما قام رجل، حتى عاد بمثلها فما قام رجل. فرجع رسول الله [ فدخل على أم سلمة فقال: «يا أم سلمة، ما شأن الناس؟» قالت: يا رسول الله قد دخلهم ما رأيت، فلا تكلمن منهم إنسانا، واعمد إلى هديك حيث كان، فانحره واحلق؛ فلو قد فعلت ذلك فعل الناس ذلك، فخرج رسول الله [ لا يكلم أحدا حتى أتى هديه فنحره ثم جلس فحلق، فقام الناس ينحرون ويحلقون، وقال: حتى إذا كان بين مكة والمدينة وسط الطريق فنزلت سورة الفتح.

وتلك المشورة دالة بوضوح على ما أوتيت أم سلمة من عقل وحسن تدبير.

أم المؤمنين زينب بنت جحش

7. أم المؤمنين زينب بنت جحش بن رباب بن يَعْمر الأسدي حليف بني عبد شمس، من المهاجرات الأول، وأمها أميمة بنت عبدالمطلب بن هاشم عمته [، تزوجها النبي [ سنة ثلاث أو خمس بعدما كانت لزيد بن حارثة مولى رسول الله [، الذي كان يدعى (ابن محمد)، وفي ذلك بيان حكم الزواج من زوجة الابن المتبنى، فقد تبنى رسول الله [ زيد ابن حارثة ]، قبل النبوة فكان يُقال له: زيد ابن محمد، فقطع الله تعالى هذه النسبة بقوله: {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله}، ثم زاد ذلك بيانا وتأكيدا بوقوع تزويج رسول الله [ بزينب بنت جحش رضي الله عنها حتى نزلت الآية: {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله} (الأحزاب: 5) وفيها نزلت، {فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} (الأحزاب: 73).

كانت زينب رضي الله عنها من سيدات النساء دينا وورعا وجودا، وهي أول الأمهات لحوقا بالنبي [ حيث كانت وفاتها سنة عشرين.

ومن مناقبها:

1. زوّجها الله عز وجل لنبيه [ من فوق سبع سموات: {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا} (الأحزاب: 37).

وكانت تفتخر على الزوجات، فتقول: «زوجكن أهاليكن، وزوّجني الله تعالى من فوق سبع سموات» رواه البخاري.

2. كان زواجها سببا لنزول آية الحجاب؛ فقد روى البخاري بإسناده إلى أنس بن مالك ] قال: «.. لما أهديت زينب إلى رسول الله [ كانت معه في البيت، صنع طعاما ودعا القوم، فقعدوا يتحدثون، فجعل النبي [ يخرج ثم يرجع، وهم قعود يتحدثون؛ فأنزل الله تعالى: {يأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما} (الأحزاب: 53)، فضُرب الحجاب، وقام القوم».

3. ثناء النبي [ عليها بين أزواجه بتصدقها وإنفاقها في سبيل الله؛ فقد روى مسلم بإسناده إلى عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله [: «أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا، قالت: فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا. قالت: فكانت أطولنا يدا زينب؛ لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق».

4. ومن فضائلها رضي الله عنها أن عائشة رضي الله عنها قالت: «لم أر امرأة قط خيرا في الدين من زينب وأتقى لله وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تَصَدَّقُ به وتقربُ به إلى الله تعالى» رواه مسلم.

أم المؤمنين جويرية بنت الحارث

8. أم المؤمنين جويرية بنت الحارث بن ضرار ابن حبيب بن خزيمة، الخزاعية المصطلقية، سبيت في غزاة بني المصطلق (الْمُريْسيع) سنة خمس أو ست من الهجرة، فوقعت في سهم ثابت بن قيس، فكاتبها، فقضى رسول الله [ كتابها، وتزوجها بعدما كانت تحت مسافع ابن صفوان المقتول في المعركة نفسها، وأعتق المسلمون بسببها مائة أهل بيت من السبي، فكانت بركتها على قومها عظيمة، توفيت سنة خمسين للهجرة.

ومن مناقبها:

1. كانت من المكثرات للعبادة الذاكرات الله كثيرا؛ فقد روى مسلم بإسناده إلى عبدالله ابن عباس عن جويرية رضي الله عنها أن النبي [ خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح، وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة، فقال: «ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟» قالت: نعم، قال النبي [: «لقد قلتُ بعدك أربع كلمات ثلاث مرات، لو وزنت بما قُلتِ منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته».

أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان

9. أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، الأموية، أمها صفية بنت أبي العاص بن أمية، ولدت قبل البعثة بسبعة عشر عاما وأسلمت مع زوجها عبيد الله بن جحش الأسدي، وهاجرا إلى الحبشة فولدت حبيبة، وتمسكت بدينها ثم هاجرت، وتنصر زوجها فأبدلها الله زوجا خيرا منه رسول الله [، وهي أقرب نسائه إليه نسبا، تلتقي معه في عبد مناف، توفيت سنة 44هـ.

ومن مناقبها:

1. إكرامها فراش رسول الله [ من أن يجلس عليه أبوها وهو مشرك لما قدم لتمديد الهدنة بين المسلمين وقريش.

2. هاجرت الهجرة الثانية إلى الحبشة.

أم المؤمنين صفية بنت حُيي بن أخطب

10. أم المؤمنين صفية بنت حُيي بن أخطب ابن سعية من بني النضير، وهو من سِبط لاوى ابن يعقوب ثم من ذرية هارون بن عمران، كانت تحت سلام بن مشكم قبل إسلامها، ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق فقتل يوم خيبر، ثم صارت مع السبي فأخذها دحية الكلبي وكاتبها، وقد وفّى النبي [ كتابها فأعتقها وتزوجها وجعل عتقها صداقها. توفيت سنة اثنتين وخمسين من الهجرة.

ومن مناقبها:

1. زوجة نبي وابنة نبي وعمها نبي؛ فقد روى الترمذي عن أنس ] قال: بلغ صفية أنّ حفصة قالت: بنت يهودي؛ فبكت، فدخل عليها النبي [ وهي تبكي، فقال: ما يبكيك؟ قالت: قالت لي حفصة: إني ابنة يهودي، فقال النبي [: «وإنك لابنة نبي، وإن عمك لنبي، وإنك لتحت نبي، ففيم تفتخر عليك؟» ثم قال: «اتقي الله يا حفصة».

2. وصفها النبي [ بالصدق لما قالت له في مرضه: «أما والله يا نبي الله، لوددت أن الذي بك بي» (مصنف عبدالرزاق).

أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث

11. أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث بن حزن ابن عامر بن صعصعة الهلالية، وأمها هند بنت عوف، تزوجت مسعود بن عوف الثقفي، ثم خلف عليها أبو رهم بن عبد العزى، فمات عنها، فزوجها العباس - وكيلُها - النبيَّ [، وبنى بها بسرف قرب مكة، وكانت آخر امرأة تزوجها سنة سبع في عمرة القضاء.

ومن مناقبها:

1. شهادة النبي [ لها بالإيمان؛ فعن ابن عباس ] قال: «قال رسول الله [: «الأخوات مؤمنات: ميمونة زوج النبي [، وأختها أم الفضل بنت الحارث، وأختها سلمى بنت الحارث امرأة حمزة، وأسماء بنت عميس أختهن لأمهن» (صحيح الجامع الصغير).

2. سماها رسول الله [ ميمونة؛ فقد روى الحاكم بإسناده إلى ابن عباس ]: «كان اسم خالتي ميمونة: برة, فسماها رسول الله [ ميمونة».

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك