إصدارات لتصحيح المسار (4)
وجادلهم بالتي هي أحسن
مما أصدرته جمعية إحياء التراث الإسلامي كتاب ضم بين دفتيه مناقشة علمية هادئة – كما وصفها المؤلف – ثماني عشرة مسألة متعلقة بحكام المسلمين مدعمة بالنقل عن الشيخين: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ومحمد الصالح بن عثيمين رحمها لله -تعالى- وهو كتاب (وجادلهم بالتي هي أحسن) تأليف الشيخ بندر بن نايف المحياني العتيبي، وفي مقدمة الكتاب يذكر المؤلف أنه أجاب به عن عدد كبير من الشبهات التي تثار من حين لآخر يلبس بها على الأمة ويتعدى بها على السنة بل ويروج لها لكثيرون -هداهم الله- من حيث يدرون بحقيقتها ويشعرون أو من حيث لا يدرون ولا يشعرون.
وقد اعتمد الباحث على منهجية واضحة في الرد على هذه الشبه تمثلت في:
- الإيجاز والاعتناء بالدليل الشرعي مع الإشارة لأصول أهل السنة والجماعة.
- النقل عن أهل العلم ولاسيما الشيخين: عبد العزيز بن باز ومحمد بن الصالح العثيمين.
- رد المؤلف الشبه من وجهين: الأول رد على جميع الشبه من خلال أربعة فصول جامعة قررها أهل السنة والجماعة:
الأصل الأول: المسلم مأمور بالتثبت فيما يبلغه من الأخبار؛ إذ ليست كل الدعاوى التي تثار على حكام المسلمين صحيحة فيجب التأكد من صحة الخبر.
الأصل الثاني: أجمع أهل السنة على عدم جواز الخروج على ولي الأمر إلا إذا وقع في الكفر البواح؛ ولذلك يقال إن الكثير من الشبه ما هي إلا معاص لا تصل بفاعلها إلى حد الكفر.
الأصل الثالث : ليس كل من وقع في الكفر أصبح كافرا؛ إذ قد يوجد فيه ما يمنع من تكفيره؛ ولذلك فإنه يقال إن بعض الأمور التي تثار على بعض حكام المسلمين هي من قبيل المكفرات، ولكن ليس لأحد أن يعامل هذا الحاكم معاملة الحاكم الكافر حتى تقام عليه الحجة.
الأصل الرابع: الخروج على الحاكم الكافر ليس -على إطلاقه بل هو مشروط بـ:
-وقوعه في الكفر البواح الذي عندنا من الله فيه برهان.
-إقامة الحجة عليه.
-القدرة على إزالته.
-القدرة على تنصيب مسلم مكانه.
-ألا يترتب على هذا الخروج مفسدة أعظم من مفسدة بقاء الكافر ولذلك يقال: ليس كل من وقع في الكفر وأصبح كافرا جاز الخروج عليه.
أما الرد التفصيلي لكل شبه على حدة.
وقد تفرد هذا الكتاب بأنه -بإذن الله- جامع ومانع فقد جمع ثماني عشرة شبهة تثار حول حكام المسلمين، ثم جاء الرد عليها ردا شرعيا عقلانيا مدعما بالآيات الصريحات من كتاب الله والأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والآثار الواردة عن سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين وعلماء الإسلام من العصور الأولى والقرون المفضلة إلى علماء هذا العصر المخلصين الصادقين مما تقوم به الحجة على العالم والمتعلم والجاهل؛ فلا يبقى لصاحب شبه أو مغرر به أو جاهل بكلام أهل العلم في هذه القضايا حجة ولا تقوم له كلمة في هذا المجال.
فقد أورد المؤلف كل شبه على حدة ثم عمل على تفنيدها، وبعثرها من أساسها بالدليل الشرعي المحكم الذي لا يدع للهوى أو التعصب أو التحكم بالنص مجالا ثم أورد من نقولات الأئمة وكلام العلماء ما يبين مراد الله، ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم الوارد في النصوص الشرعية.
- الشبهة الأولى: طعنهم في بيعة الحاكم الذي ليس من قريش.
- الشبهة الثانية: طعنهم في بيعة من أخذ الحكم بالقوة.
- الشبهة الثالثة: اعتقاد أن الطاعة لا تجب إلا على من بايع بنفسه.
- الشبهة الرابعة: الطعن بحجة أنهم أدخلوا المشركين جزيرة العرب.
- الشبهة الخامسة: الطعن بحجة أنهم استعانوا بالكفار.
- الشبهة السادسة: الطعن بحجة أنهم أضاعوا أموال الدولة.
- الشبهة السابعة: تجويز الخروج على الحاكم الفاسق.
- الشبهة الثامنة: تجويز الخروج على الحاكم المبتدع.
- الشبهة التاسعة: تجويز الخروج على الحاكم الظالم.
- الشبهة العاشرة: التكفير بمسألة الحكم بغير ما أنزل الله مطلقا.
- الشبهة الحادية عشرة: التكفير بمسألة إعانة الكافر على المسلم مطلقا.
- الشبهة الثانية عشرة: التكفير بحجة أنهم يوالون الكفار.
- الشبهة الثالثة عشرة: التكفير بحجة أنهم أماتوا الجهاد.
- الشبهة الرابعة عشرة: التكفير بحجة أنهم يعادون الدين بسجن الدعاة ومطاردة المجاهدين.
- الشبهة الخامسة عشرة: التكفير بحجة أنهم يأذنون بالربا ويحمونه.
- الشبهة السادسة عشرة: التكفير بمسألة لبس الصليب مطلقا.
- الشبهة السابعة عشرة: التكفير بحجة أنهم أصحاب مكوس.
- الشبهة الثامنة عشرة: التكفير بحجة أنهم طواغيت .
التربية الوقفية (الأمانة العامة للأوقاف نموذجا)
تأليف: مجموعة من الباحثين
يتناول الكتاب في فصوله الخمسة أبحاثاً موسعة تتعلق بالتربية الوقفية وتعريفاتها والأبعاد التربوية والأخلاقية للوقف الإسلامي، فضلا عن روائع الأوقاف في العهود الإسلامية، مشيراً إلى ما تمثله بعض المؤسسات الوقفة المعاصرة من نماذج عملية لتطبيق العمل الوقفي الإسلامي بطريقة معاصرة كالأمانة العامة للأوقاف، وفي الفصل الأخير يتحدث الكتاب عن الدعوة إلى الوقف كالتأصيل الشرعي، ومفاهيم الإعلام والتسويق الوقفيان، والفئات المستهدفة من الدعوة إلى الوقف، وأنشطة الدعوة إلى الوقف.
وفي هذا الكتاب يقول الأمين العام للأمانة العامة للأوقاف الدكتور عبد المحسن الجار الله الخرافي: الوقف الإسلامي كان وما زال مشروعا حضاريا إن أحسنا تطبيقه بتشريعاته وأحكامه، ومخرجاته ومقاصده وغاياته، وإن كثيرا من المشكلات التي نعيشها ستحل بمشيئة الله تعالى؛ فنظام الوقف نظام مرن؛ لذا أخرج أهل العلم له المسائل، وقعدوا له القواعد، واجتهد عدد من كتاب الفقهاء من مختلف المذاهب في النظر في أحكامه وضبطها وبحث الجديد منها ونشر المئات من المسائل وتفريعاتها بفقه الوقف، ويقول أيضا: ونحن على يقين بأن التربية الوقفية لها الدور الأكبر على مدار التاريخ الإسلامي في إيجاد الأوقاف التي ساهمت في بناء حضارة إسلامية شهد لها التاريخ، وطالب الأمين العام بدارسة الوقف في الجامعات الشرعية بوصفها مادة؛ حيث قال: ونقترح أن يخصص منهج دراسي في كليات الشريعة الإسلامية والدراسات العليا للتوعية في أحكام الوقف وعلومه ودوره الحضاري وتطبيقاته العملية.
وقد اهتم الوقف الإسلامي بالعديد من الجوانب الحياتية المضيئة، التي قد لا تخطر ببال أحد اليوم؛ ولذلك تحدث الباحثون في هذه الجوانب تحت عنوان: (روائع الوقف الإسلامي)، ومنها وقف تزويج الشباب والفتيات، ووقف إعارة الحلي، ووقف المذاكرة، ووقف رعاية خيول الجهاد المسنة، ووقف تطبيب الحيوانات، ووقف الطيور المهاجرة، ووقف الإيحاء إلى المريض بالشفاء، ووقف رعاية القطط، ووقف تعريس المكفوفين، ووقف تدريب الأيتام، ووقف سكن المسافرين، ووقف تنظيف البحيرات، وغير ذلك من روائع الأوقاف الإسلامية التي تؤكد كيف اهتم الإسلام برعاية الإنسان والحيوان والاهتمام بهم، وكيف كانت الحضارة الإسلامية سباقة عن غيرها من الحضارات في وضع أسس واضحة للتكافل الإجتماعي التي يتباهى بها الآخرون اليوم!! بينما أصبح المسلمون يعيشون في أفقر حالات البؤس الاجتماعي والتخلف الحضاري بسبب ابتعادهم عن مبادئهم الإسلامية، وقد كان الوقف الإسلامي يمثل نموذجا رائعا من نماذج التقدم العلمي والحضاري لهذه الأمة كما يوضحها كتاب التربية الوقفية الذي بين أيدينا الآن.
يقع الكتاب في 258 صفحة وهو من إصدارات الأمانة العامة للأوقاف في دولة الكويت.
لاتوجد تعليقات