رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: ناصر نعمه العنيزان 18 أغسطس، 2015 0 تعليق

إصدارات لتصحيح المسار (12) إحياء التراث تطبع ( فتنة التفجيرات والاغتيالات) لمحاربة الفكر المنحرف(2)

من أسباب فتنة التفجيرات والاغتيالات: الجهل بالقرآن والسنة، والجهل بمقاصد الشريعة، وعدم لزوم منهج السلف أمام فتنة الحكم بغير ما أنزل الله.

الدولة لا تنهض بمهمتها العظيمة إلا بالسمع والطاعة من الرعية لولاة الأمور بالمعروف

من أسباب الفتنة الجهل بالسنن الكونية في التمكين في الأرض، والطعن في كبار علماء السنة والنيل منهم وإحداث عدد من القواعد والفتاوى في التكفير للمخالف

 

ما نزال نستكمل استعراض كتاب «فتنة التفجيرات والاغتيالات» ويمثل الكتاب ضمن جهود جمعية إحياء التراث الإسلامي لمحاربة هذا الفكر المنحرف ومعالجته بصورة علمية بعيدة عن الانفعالات.

أما الفصل الخامس، وهو قبل الأخير فقد تعرض فيه الشيخ المؤلف إلى (كيفية علاج فتنة التفجيرات والاغتيالات)، فقال: إن من المعلوم أن العلاج لأي مشكلة يكون بتجنب أسبابها، وقد سبق ذكر هذه الأسباب، وهنا محل ذكر العلاج إن شاء الله، فمن ذلك:

المشايخ المأمونين

- تلقي العلوم عن المشايخ المأمونين، والصدق في هذا التلقي، لا أن ينتسب المرء إلى شيخ معروف بالعلم والحلم، فيأخذ عنه بعض العلوم، ويأخذ المسائل العامة والمصيرية من الخطباء والشعراء والمتحمسين، سواء كانوا أصحاب تكتلات سرية، أم حزبيات طائفية، ثم يجعل ما أخذه عن هذا الشيخ سبيلاً يموه به على من لا يحسن معرفة الأمور، ويدعي أنه درس على يد فلان.

جهود العلماء

- الإشادة بجهود العلماء ونشر مناقبهم، وذكر محاسنهم، وبيان فضل اتباع أهل العلم في الحق، حتى تجتمع القلوب عليهم، فإن في ذلك صلاح الدنيا والآخرة، ولأن نجتمع على علمائنا في مثل هذه المسائل – وإن حصل خطأ ما – خير من الافتراق عليهم، وخير من التنازع المفضي للفشل والخزي وسقوط هيبتهم.

المرجعية الصحيحة

- الرجوع إلى المرجعية الصحيحة في بابها، فكل باب له مرجع، ومنها الفتوى في النوازل عند أهل الاجتهاد والإدراك، والخصومات عند القضاة والحكام، ومسائل الطب عند المتخصصين فيه، وكذا مسائل الاقتصاد والسياسة.

العلاج والتوجيه

- نهوض العلماء والمربين بدورهم في العلاج والتوجيه والتربية؛ لأن العلماء إذا ماتوا أو غابوا أو غيبوا عن الساحة رجع الناس إلى رؤوس جهال.

المنكرات الظاهرة

- نشر مذهب السلف في كيفية التعامل مع المنكرات الظاهرة في كثير من المجتمعات، وفي علاج الفكر المفضي إلى التكفير والتفجير في جميع مراحله الثلاث.

الحكم بما أنزل الله

- ومن الدواء النافع الذي لا بد منه: قيام ولاة الأمور بما أوجبه الله عليهم من الحكم بما أنزل الله -تعالى- في كل كبيرة وصغيرة في الظاهر والباطن، وفي الأقوال والأفعال والعقائد والنيات.

محاربة الغلو

- محاربة الغلو بجميع صوره، ويسلك في ذلك أولاً طريق النصح والمناقشات العلمية الهادئة التي تكسوها الشفقة والرحمة بالمخالف المحب للحق وإن ضل السبيل، وإلا فالردود العلمية بدون تجاوز أو تقصير، وإلا فتحذير الأمة من الغلو ومن سلك مسلك الغلاة بأعيانهم إن تعين ذلك.

المعاملة الشرعية

- معاملة ولاة الأمور لمن انحرف عن الجادة في الفهم من الشباب معاملة شرعية، تكون عوناً لهم على العودة الصحيحة، ويكون ذلك بفتح باب المناظرات العلمية المتجردة المنصفة؛ فإن الحجة لا تدحضها إلا حجة أقوى منها.

التربية الصحيحة

- مراعاة التربية الصحيحة في الأسرة والمدرسة، واختيار الصديق الصالح للأبناء، والحذر من الانجرار وراء العواطف المخالفة لنصائح أهل العلم، والتحدث بها أمام الصغار.

قصص الأنبياء

-الاهتمام بدراسة قصص الأنبياء والدعاة إلى الله في كل عصر لمعرفة سنة الله الكونية في التمكين، وأن تغيير المنكرات يحتاج إلى نفس طويل، وصبر جميل، وأن الاستعجال والتعصب والغضب والحدة كل ذلك ليس من عمل المصلحين.

شبهات التفجيرات

وفي ختام كتابه، وفي الفصل السادس منه تحدث المؤلف وباختصار عن (شبهات المجيزين للتفجيرات والاغتيالات والرد عليها)، ويلخصها فيما يلي:

مخالفة العلماء

1- يقولون: نحن لا نسلم بأن ابن باز وابن عثيمين والألباني ومن على شاكلتهم من جملة العلماء أصلاً، فلا نرجع إليهم فيما هو دون هذه المسائل، فكيف بهذه النوازل العامة ؟!

الجواب: أن هذه هي الفتنة في الدين!! فالخوارج لم يرضوا بعدالة الصحابة ولا علمهم، فضلوا وأضلوا، ونجد في هذا العصر شباباً خالفوا العلماء بل كفروهم، وهؤلاء المذكورين من علمائنا هم العلماء وهم المرجع في النوازل، وذلك أن رسول الله -[- قال: «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها دينها».

النصح للحكام

2- يقولون: لماذا تتكلمون على أخطائنا، ولا تتكلمون على أخطاء الحكام مع كثرتها واشتهارها ؟

الجواب: نحن لا نخرج عن طريقة السلف وموقفهم إن شاء الله، وهو: الرد مفصلاً على أخطاء من ينتسب إلى العلم والدعوة إذا خالف جادة أهل السنة، ولاسيما فيما تعم فيه البلوى.

     وموقفهم تجاه الحكام: الصبر على ظلمهم مع نصحهم إن أمكن سراً، وعدم ذكر مثالبهم أمام الناس، والتعاون معهم في حدود نصرة الحق، وإذا أراد أحد الخروج عليهم نهوه، وخالفهم في ذلك أهل البدع، فلم يصبروا على ما رأوا من منكرات، فسلوا سيوفهم، فعادوا على الأمة بشر؛ فمنهج السلف مأخوذ من الكتاب المستبين والسنة الثابتة والإجماع المتيقن، ومن أجل ذلك كانوا وسطاً بين الفرق.

الرجوع للهداية

والجدير بالذكر أن الشيخ أبو حمزة سيد بن محمد المنياوي قدم لهذا الكتاب، وبدأ تقديمه بقوله: «لقد هبت في عصرنا ريح طيبة أثلجت صدور العلماء والمصلحين برجوع كثير من الشباب إلى طريق الهداية ونبذهم لطرائق الضلالة والغواية».

     وأضاف: «فقد صاحب هذه البشارة نِذارة، صحابها ريح عاصف، وأصابها صِرٌّ قاصف؛ إذ أضحت الأمة وقد ذَرَّ فيها قرن الغلو المذموم، وطعن في ظهرها خنجر العدو المسموم، فتنكَّر كثير من الشباب لما كان عليه سلفهم الصالح: نجوم الهدى، ورجوم العِدا، وأمان أهل الأرض من الضلالة والرَّدى، تنكَّروا لما كانوا عليه -رضي الله عنهم- من الاعتدال والتوسط، والتأني والتُّؤَدَةِ، وحُسن تقدير المصالح والمفاسد.

التنظيمات السرية

     وفي المقابل: استحسنوا إقامة التنظيمات السرّية، والتحزبات البدعية والتكتلات العصبية، والطعن في حكام المسلمين، والمبالغة في تكفيرهم، وتهييج العامة والدهماء عليهم بذكر عيوبهم ومثالبهم بشتى الوسائل المتاحة لهم، وللأسف فقد (وافق شَنٌّ طبقة)، وجاء هذا الحماس الزائف، فوافق – عند كثير – قلبًا خالياً؛ فتمكَّن، فطار كل مطار، وهَبَّ هبوب الريح في الأمصار. فسار مسير الشمس في كل بلدة وهبَّ هبوب الريح في البَرِّ والبحرِ حتى عظمت ببعضهم البلية، فطعنوا في علماء الدعوة السلفية: أتباع السلف الصالح، وأنصار المذهب الراجح، فاتهموهم بالعمالة تارة، وبالجبن والركون إلى الدنيا تارة أخرى، وبأنهم عبيد العبيد، والمتعلقون بذيل بغلة السلطان، إلى غير ذلك من الظلم والجهل والتهور والمجازفة {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا } (الكهف:5)، وصدق من قال:

فإن يَكُ عامرٌ قَدْ قَالَ جهْلاً

                           فإِنَّ مَظنَّةَالجهْلِ الشبَابُ

خبث الأعداء

     وأمام هذا الطوفان الهائج، والموجة الكاسحة من خبث الأعداء، وجهل الكثير من الأبناء، وعجز الكثير من الصلحاء: ننادي بما نستطيع في ساعة العُسْرة علماءَ المِلَّة ومن تبعهم بإحسان، ذاكرين قول الله تعالى: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِي} (آل عمران:139)، أيها العلماء: إن غبار الفتنة ثائر، وقد تولَّدت من تحته هذه الأوابد والفواقر، فلا تتماروا بالنُّذر، والله عز وجل يقول: {أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه}(الشورى:13)، {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} (آل عمران:103).

كيد الكائدين

 احذروا كيد الكائدين لدعوتنا، وخذوا على يد العابثين المخالفين لنحلتنا، وفنِّدوا شبهات المحرِّفين لمنهج أمتنا، الملوِّثين عقول شبابنا، المبددين جهودنا وطاقتنا.

     وانطلاقاً من واجب النصيحة لله ولكتابه ولرسوله -صلى الله عليه وسلم -، ولأئمة المسلمين وعامتهم، وبراءة للذمة، ورجاء ما عند الله تعالى؛ قام شيخنا أبو الحسن السليماني – سدَّده الله تعالى – قيام الرجل الواعي؛ فانبرى قلمه للأمة خطيباً، وعن شبهات المخالفين مجيباً مصيباً، ولأن شيخنا متمكن في علمه، ومهيمنٌ على رَسْمِ قلمه، فقد أجاد في النصيحة، وأرشد إلى السبيل الصحيحة.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك