رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 27 مارس، 2012 0 تعليق

إرث ثقيل يتجرعه الجميع

 

       واضح أن الكويت تعاني مشكلات ورثناها من الإهمال السابق وسوء التخطيط والقرارات غير المدروسة، والطائفية، والحزبية، أو لاعتبارات أخرى، فضلاً عن استشراء الفساد الذي عمل على توزيع المكاسب والمناصب على الذين يحرصون على ملئ الجيب والمصلحة الشخصية، أو ما يطلق عليه بائعي الوطن دون اعتبار لمصلحة البلاد الحقيقية.

       بددوا ثروات البلاد فباعوا المناقصات والمشاريع واستعملوا الثغرات القانونية لرفع الحساب ، ولعبوا على وتر الطائفية للحماية من المساءلة تحت قبة البرلمان، والبعض استفاد من الإيداعات المليونية والأراضي والمزارع والقروض المجانية، واحتكروا المواد بيعاً واستيراداً، ونهبوا الخيرات وباعوها في سوق النخاسة السوداء، وشوهوا سمعة رجالات الكويت الشرفاء والحكماء والمخلصين والغيورين على دينهم، الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل النمو والأزدهار والرفعة لكويتنا المعطاة.

قال الشاعر:

لكل داء دواء يستطب به

                                إلا الحماقة أعيت من يداويها

       باعوا الناس الوهم وسراب بقيعه بجسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجدو شيئاً، وإذا ما أراد المختصون بيان أعلى سقف من خطر الانهيار الذي تعانيه الكويت استخدموا الإعلام للسخرية والاستهزاء والطعن واللعن والتجريح، وقالوا: ما أرادوا إلا التخويف والتهويل وإثارة الرعب.

والحقيقة أن الأمور كلها تسير في السليم، ثم يكررون أننا نعمل في الظل، ثم ينطبق عليهم: {يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا}.

       يجب الاعتراف بكل صراحة أننا نعاني سوء التخطيط وينبغي فتح الملفات القديمة للتعامل معهم بالعدل ورسم خارطة طريق ثابتة، حتى لا تكون سياستنا التسويغ، ويستمر بعضهم يغرد خارج السرب بما يطلبه المستمعون!

       الكويت تعتمد في ثروتها - بعد الله عز وجل - على النفط واحتياطاته، وتملك أن تعزز ثروتها بسواعد أبنائها المخلصين؛ فهناك أراض زراعية وزرعت فماذا تنتج؟ وأين الخلل؟ وأراض وزرعت للثروة الحيوانية من الإبل والبقر والماشية والخيل، وأراض وزعت لصيد الأسماك وزراعته، وأراض وزعت للمناحل والزهور، وأراض وزعت للصناعة «تشجيع الشباب» فأين هي؟ وأين الخلل في عدم الاكتفاء الذاتي؟

       برميل النفط الذي تبيعه الكويت بمئة دولار ويرجع علينا بألف دولار من خلال الصناعات ومشتقات البترول، فلماذا لا نستغلها ونملك جزراً وأراضاً شاسعة؟ لماذا لا تشترك الكويت مع دول المنطقة بشرط توظيف مواطنين معهم ورفع الضرائب ومراعاة الأسعار، مثل الحديد والأسمنت والألومنيوم ومواد البناء ومواد البنية التحتية؟ ولماذا لا يتم الاستفادة من الطاقة الشمسية بشكل واضح وملموس؟ لماذا لا تهتم الدولة بالخدمات السياحية مثل السياحة الصحية والترويحية المحافظة، ونفتح مجالات للاستثمارات وجلب الطلاب إلى الجامعات الكثيرة الخاصة وغيرها.

       باختصار الشعب يريد إعادة النظر في الرواتب، ويريد الأمن الغذائي، ويريد كفاءات في المناصب من أجل التخطيط والتنفيذ، ويريد إرساء المناقصات التنموية على شركات لها خبرات دون وسطاء،  ولا مانع أن تأتي من الخارج بشرط الالتزام بالأخلاق والوقت، ويريد الشعب وضع قوانين عقابية لكل من يخل بواجباته.

       عندها سنجد التنظيم والتوجيه والتخطيط والرقابة والتدريب والتشجيع والعدل ونحسن الظروف لعدم حجب المعلومات، عندها ستنهض البلاد ويلتزم العباد وتترك السلطة التشريعية الأحاديث الجانبية؛ لأنها ليس لديها وقت تسرفه؛ لأنهم صعدوا القطار.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك