إدانات واسعة للتفجير الإرهابي في السعودية- عمـل إجــرامي يقصد من ورائه الإضرار بالوحدة وإيقــاع الفـتنة بين أفـراد الشعب
القضاء الأعلى: عمل إجرامي خبيث لايمت إلى الإسـلام بأي صلة
خادم الحرمين: لن تتوقف جهودنا عن محاربة الفكر الضال ومواجهة الإرهابيين والقضاء على بؤرهم
سمو أمير البلاد يؤكد موقف الكويت الثابت في رفض الإرهاب بأنواعه كافة
إمام المسجد النبوي: مازال الأشرار يستخدمون بعض الشباب الأغرار لضرب الأمة في وحدتها وأمنها
بدأت الجرائم الإرهابية تطل برأسها في العالم الإسلامي في الآونة الأخيرة مستهدفة الجميع ودون تفريق، ولم يسلم منها حتى أماكن العبادة؛ مما يؤكد أن هذه الجماعات الإرهابية هدفها القتل والتدمير، ولا تلتزم بأي قيم دينية ولا إنسانية مهما ادعت ذلك، والإسلام بريء منها؛ حيث إن الإسلام وضع قواعد صارمة للحفاظ على النفس البشرية خلافا لما يفعله هؤلاء من استهتار بإراقة الدماء المعصومة وإزهاق الأنفس البريئة، وهذا ما فعله الإرهاب في أحد مساجد محافظة القطيف السعودية التي راح ضحيته 20 مصليا وجرح فيه العشرات من الأبرياء الذين قصدوا المسجد لأداء الصلاة، وقد وجهت له إدانات واسعة من جميع أنحاء العالم كما وعدت المملكة بتتبع من كان وراء هذا الإجرام لينال عقابه أمام العدالة.
إثارة الفتنة بين المواطنين
ومن جانبه بعث صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أمير البلاد -يحفظه الله- برقية تعزية إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، عبر فيها عن خالص تعازيه وصادق مواساته بضحايا حادث الانفجار، وأعرب سموه عن استنكار الكويت وإدانتها الشديدة لهذا العمل الإرهابي الشنيع والهادف إلى إزهاق أرواح الأبرياء الآمنين وإثارة الفتنة بين المواطنين، الذي يتنافى مع كافة القيم والشرائع ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف.
وأكد سموه موقف الكويت الثابت في رفض الإرهاب بكافة أنواعه ومؤازرتها لجهود المجتمع الدولي الرامية للقضاء عليه، سائلا سموه المولى -تعالى- أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته، ويسكنهم فسيح جناته، وأن يمن على المصابين بسرعة الشفاء والعافية، وأن يحفظ المملكة العربية السعودية من كل سوء، ويديم عليها نعمة الأمن والأمان.
وفي السياق نفسه بعث سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ببرقية تعزية إلى خادم الحرمين الشريفين، ضمنها سموه خالص تعازيه وصادق مواساته بضحايا حادث الانفجار، سائلا سموه المولى تعالى أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته، وأن يسكنهم فسيح جناته، وأن يمن على المصابين بسرعة الشفاء والعافية.
محاربة الفكر الضال
ومن جانبه قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز: لقد فجعنا جميعاً بالجريمة النكراء التي استهدفت مسجداً بقرية القديح مخلفة ضحايا أبرياء، ولقد آلمتنا فداحة جرم هذا الاعتداء الإرهابي الآثم الذي يتنافى مع القيم الإسلامية والإنسانية.
آلمتنا فداحة جرم الاعتداء الإرهابي.. ولن تتوقف جهودنا عن محاربة الفكر الضال ومواجهة الإرهابيين والقضاء على بؤرهم. إن كل مشارك أو مخطط أو داعم أو متعاون أو متعاطف مع هذه الجريمة البشعة سيكون عرضة للمحاسبة والمحاكمة، وسينال عقابه الذي يستحقه، ولن تتوقف جهودنا يوماً عن محاربة الفكر الضال ومواجهة الإرهابيين والقضاء على بؤرهم.
القضاء الأعلى: عمل إجرامي
وفي السياق نفسه استنكرت الأمانة العامة للمجلس الأعلى للقضاء السعودي الحادث الذى أسفر عن قتلى وجرحى؛ حيث قال الأمين العام المتحدث الرسمي للمجلس الأعلى للقضاء الشيخ سلمان بن محمد النشوان: إن «هذا العمل الإجرامي الخبيث لا يمت إلى الإسلام والدين بأي صلة، ويدعونا للحذر بأن هناك أيادي خفية تسعى لزعزعة الأمن في بلادنا وإيجاد الفرقة وزرع بذور الطائفية البغيضة بين أبناء الوطن».
مخططات إشعال الفتن
ومن جانبه أدان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب حادث استهداف مسجد القطيف شرقي المملكة العربية السعودية الذي أدى إلى مقتل نحو 20 شخصا وإصابة العشرات وإحداث دمار هائل في المسجد، وشدد الطيب في بيان له على حرمة الدماء وحرمة بيوت الله وضرورة النأي بها بعيدا عن الصراعات وتغليب العقل والحكمة وعدم الانسياق وراء مخططات إشعال الفتن الطائفية، ودعا شيخ الأزهر المولى -عز وجل- أن يحفظ المملكة العربية السعودية من كيد من يتربص بها ومحاولات تأجيج الفتن والصراعات الطائفية.
عمل إجرامي تحرمه الشريعة
وفي سياق متصل عبر فضيلة إمام المسجد النبوي وخطيبه وقاضي محكمة الاستئناف بالمدينة المنورة الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير عن بالغ استنكاره واستهجانه للتفجير الإرهابي، وقال فضيلته في تصريح لوكالة الأنباء السعودية: إن الأمة ما زالت تتلقى سهام الغدر من الفئات الضالة والتنظيمات الإرهابية الشاذة في عقيدتها وفكرها ومنهجها الذي يقوم على التكفير والقتل والغدر والتخريب والتدمير والتفجير والعبث.
وتابع فضيلته قائلا: «ما زال هؤلاء الأشرار يستخدمون بعض الشباب الأغرار لضرب الأمة في وحدتها وأمنها واستقرارها بتنفيذ عمليات إجرامية خبيثة تستبيح الدماء المعصومة، ودور العبادة, ومن آخر الجرائم البشعة والمروعة التي يجب على كل عاقل استنكارها ورفضها تلك الجريمة التي وقعت في بلدة القديح بالقطيف وراح ضحيتها العشرات بين قتلى ومصابين, محذراً الأمة من أن الإسلام عظَّم شأن الدماء، وحرَّم قتل النفس المعصومة بغير حقٍّ, مستشهدًا بقول الحق تبارك وتعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقّ}(الإسراء: 33), ومستدلا بما ورد في السنة النبوية؛ حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم : «لا تُقتل نفسٌ ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كِفلٌ من دمها؛ لأنه أول من سنَّ القتل»، وقوله صلى الله عليه وسلم : «لا يزال المؤمن في فُسحةٍ من دينه ما لم يُصِب دمًا حرامًا».
وأكد الدكتور البدير أن هذا الاعتداء الذي وقع في بلدة القديح عملٌ إجراميٌّ وظلمٌ وعدوان تُحرِّمُه الشريعةُ الإسلاميةُ ولا تُقِرُّه، وهو قتلٌ للنفوس المعصومة المُحرَّمة بغير حقٍّ، وعملٌ إرهابيٌّ يُناقِضُ روح الإسلام ومقاصده التي قامت على العدل ومعاني الرحمة ونبذ الظلم والبغي والعُدوان, منبها إلى أن هذه العملية العدوانية الخبيثة البغيضة التي وقعت تستهدف زرع الفتنة في المملكة وزعزعة الأمن وبث بذور الفوضى, مشددًا على أن شعب المملكة يرفض الفوضى والعبث بأمنه واستقراره.
خططوا لتفكيك المنطقة
وأعربت منظمة التعاون الإسلامي عن إدانتها واستنكارها للتفجير الإرهابي. وقال الأمين العام للمنظمة إياد بن أمين مدني: إن الذين قاموا بهذا العمل وخططوا له ودعموه، إنما ينفذون توجها يعمل على تفكيك مكونات المنطقة، وتغليب روح الانقسام بين مواطنيها، وأكد تضامن منظمة التعاون الإسلامي التام مع المملكة في جهودها الرامية إلى مكافحة الإرهاب بكل أنواعه.
باعوا دينهم للشيطان
ودعا النواب إلى مواجهة الفكر المتطرف الذي بات يستهدف المنطقة الخليجية بعدما ضرب المنطقة العربية ودمرها، مشددين على ضرورة اليقظة والاستعداد لمواجهة هذه الأفكار ومحاربتها.
وأدان مقرر اللجنة الخارجية النائب ماضي العايد الهاجري «هذا التفجير الإرهابي»، مستنكراً مثل «هذه الاعتداءات الوحشية التي يرفضها الدين الإسلامي الحنيف الذي يحث على عدم العنف والرحمة والتسامح».
وقال الهاجري في تصريح صحافي: إن «هذه الجريمة البشعة تستهدف ضرب وحدة الشعب السعودي الشقيق وزعزعة استقراره، ويقف وراءها إرهابيون مجرمون لا يمتون للدين الإسلامي بصلة، ولا يريدون للبلاد العربية الأمن والأمان بل إشاعة الفوضى فيها»، مؤكداً أن «هذ العمل الخبيث لا يزيد المملكة العربية السعودية وشعبها إلا مزيداً من التماسك والتعاضد والحفاظ على وحدة الصف في مواجهة الإرهاب الغاشم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، كما أن وعي الشعب السعودي سيكون أقوى رادع لهؤلاء الخارجين على الدين».
وحذر الهاجري «من وجود أياد خفية تسعى لزعزعة الأمن في بلادنا ونشر الفرقة وزرع بذور الطائفية البغيضة بين أبناء الوطن الواحد بإشعال نيران الفتنة التي تقضي على المجتمع بأكمله».
ومن جانبه رأى النائب عبدالرحمن الجيران أن «هذا الإجرام الإرهابي الحاقد يستهدف خلط الأوراق وإشاعة الفوضى والفتنة في البلد الحرام وبين أبناء شعبه، ولا يوجد مسلم عاقل يُقر بمثل هذا الفعل الآثم».
وقال: إن دماء المسلمين معصومة، وكذلك أعراضهم وأموالهم وقد حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا، ألا هل بلغت اللهم فاشهد» ولا يقدم على هذا الفعل إلاّ من باع دينه للشيطان.
خنجر مسموم
الكل يؤكد أن ما تفعله هذه الفئة الباغية إنما هو فعل شاذ لا تقره شريعة ولا قانون وما هي إلا أفكار مريضة تسعى إلى خلخلة أمن المنطقة والدول الإسلامية واستقرارها، وتمثل خنجرا مسموما في الأمة الإسلامية يستخدمها الأعداء لتنفيذ أغراضهم الاستراتيجية أدركوا ذلك أم لم يدركوا، كما أن هذه المجموعات الإرهابية الضالة ما هي إلا نسخة مكررة من الخوارج الذين حذر منهم الرسول صلى الله عليه وسلم ووصفهم بأنهم «حدثاء الْأَسْنان، سفهاءُ الْأَحْلام» وفي رواية أخرى أشار النبي صلى الله عليه وسلم أنه «كلَّما خرج منهم قرن قطع حتى يخرج الدجال في بقيتهم»؛ مما يؤكد أن هذه الفرقة تستمر إلى قيام الساعة، وأنها لم تعد شيئا من التاريخ فحسب؛ ولذلك ينبغي على الجميع أن يتكاتفوا لمواجهتها بكل الوسائل حتى لا تتمكن من زعزعة الأمن والاستقرار في بلداننا وتشويه سمعة الإسلام والمسلمين، وحتى لا تخلخل الوحدة الوطنية بين مكونات الشعوب الإسلامية التي تعايشت معا وطوال تاريخها من غير كدر ولا إراقة دماء.
لاتوجد تعليقات