رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 30 يناير، 2023 0 تعليق

إدانات عربية وإسلامية واسعة تستنكر حر ق المصحف الشريف

في حادث استفزازي لمشاعر ملايين من المسلمين، أحرق زعيم حزب (الخط المتشدد) الدنماركي اليميني المتطرف (راسموس بالودان)، نسخة من القرآن قرب السفارة التركية في (ستوكهولم)، وسط حماية مشددة من الشرطة التي منعت اقتراب أي أحد منه في أثناء ارتكابه العمل الاستفزازي.

دولة الكويت

      وقد أعربت عدد من العواصم العربية والإسلامية إدانتها الشديدة للحادثة؛ حيث أدانت الكويت الحادثة في تصريح لوزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، نقلته وكالة الأنباء الكويتية؛ حيث عبّر وزير الخارجية الكويتي عن «إدانته واستنكاره الشديدين لقيام زعيم حزب (الخط المتشدد) الدنماركي اليميني المتطرف، بحرق نسخة من المصحف الشريف أمام مبنى سفارة الجمهورية التركية في العاصمة ستوكهولم»، ونبّه إلى أن هذه الأحداث من شأنها تأجيج مشاعر المسلمين حول العالم، وتحدث استفزازًا خطيرًا لهم، ودعا الصباح المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته لوقف مثل هذه الأعمال المرفوضة، ونبذ أشكال الكراهية والتطرف كافة، ومحاسبة مرتكبيها، كما دعا، إلى نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش السلمي بين الشعوب، ومنع أي شكل من أشكال الإساءة للأديان السماوية كافة.

 

المملكة العربية السعودية

      كما أدانت المملكة العربية السعودية، سماح السلطات السويدية بتنظيم مظاهرة لليمين المتطرف شهدت حرق نسخة من القرآن، أمام السفارة التركية في ستوكهولم، وعبرت وزارة الخارجية السعودية، في بيان لها، عن «إدانة المملكة واستنكارها الشديدين لسماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف أمام سفارة جمهورية تركيا في ستوكهولم»، وأكدت الخارجية السعودية «موقف المملكة الثابت الداعي إلى أهمية نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش، ونبذ الكراهية والتطرف».

هيئة كبار العلماء

     من جانبها دعت هيئة كبار العلماء بالسعودية، «العالم أجمع إلى سنّ الأنظمة والتشريعات التي توقف هذه التصرفات المقيتة»، كما علق مفتى المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ على حادثة حرق نسخة من المصحف الشريف في العاصمة السويدية ستوكهولم على يد رجل متشدد، وقال سماحة المفتي -في بيان نشرته صحيفة (عكاظ) السعودية-: «نشيد بالبيان الاستنكاري الذي أصدرته وزارة الخارجية السعودية، المتضمن إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها الشديدين، لسماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف أمام سفارة جمهورية تركيا في ستوكهولم».

     وأضاف: «هذه الممارسات الغوغائية تنمي الكراهية وتخدم أجندات التطرف والإرهاب ومصدري الكراهية في العالم، وندعو المجتمع الدولي والعقلاء بالعالم إلى اتخاذ موقف حازم وقوي تجاه من يدعم مثل هذه الممارسات ويأذن بها تحت أي مسمى أو شعار»، وتابع قائلاً: «هذه الممارسات الهمجية والاستفزازية لن تزيد المسلمين في العالم إلا إيمانًا مع إيمانهم بمكانة القرآن الكريم في نفوسهم، وأنه مصدر التشريع الأول والمنهج القويم الذي يهدي إلى الطيب من القول ونشر قيم السلام والتعايش والمحبة بين البشر، ودعا الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ «عموم المسلمين إلى التمسك بهذا الكتاب العظيم وألا تزيدهم هذه الممارسات الغوغائية إلا تمسكاً بثوابتهم، وأن يكونوا يدًا واحدة في التصدي للكراهية والإرهاب والعنف الذي يقف خلفه مثيرو الكراهية، سواء كانوا دولاً أم جماعات.

منظمة التعاون الإسلامي

     بدوره، حث الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين طه، السلطات السويدية على «اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد مرتكبي جريمة الكراهية»، داعيا إلى «تكثيف الجهود الدولية لمنع تكرار مثل هذه الأعمال، وإلى التضامن في محاربة الإسلاموفوبيا».

الأزهر

     من جانبه أدان الأزهر واستنكر بشدّة إقدام مجموعة من الإرهابيين التابعين لليمين المتطرف السويدي على حرق المصحف الشريف، مشيرا إلى تواطؤ السلطات السويدية مع هؤلاء المجرمين، وأضاف: «يعيد الأزهر التأكيد على أن هذه الأفعال الإجرامية الصادرة من الهمج لن تنال من حرمة المصحف الشريف في قلب إنسان متحضر، وسوف يظل في عليائه كتابا هاديا للإنسانية جمعاء، وموجها لها لقيم الخير والحق والجمال، لا تنال من قدسيته أحقاد الضالين المجرمين، ولا تصرفات باعثي التعصب والحقد والنفوس المريضة، من أصحاب السجلات السوداء في تاريخ التعصب والكراهية وحروب الأديان».

رابطة العالم الإسلامي

     أدانت رابطة العالم الإسلامي العمل العبثي والاستفزازي المشين الذي قام به أحد المتطرفين، بإقدامه على حرق نسخة من المصحف الشريف في ستوكهولم بالسويد، جاء ذلك في بيان للرابطة، حذرت فيه من خطورة الممارسات المثيرة للكراهية واستفزاز المشاعر الدينية التي لا تخدم سوى أجندات التطرُّف، مؤكدة أن هذه المجازفات الهمجية لن تزيد المسلمين إلا إيماناً مع إيمانهم، وثباتاً على قيمهم الداعية دوماً للسلام والتعايش، ومُضِيَّاً نحو تفويت الفرص على رهانات الأديلوجيات المتطرفة التي ستخسر ولابد بعون الله” أمام الوعي الإسلامي الرفيع.

جمعيات النفع العام الكويتية

      رفض عدد من جمعيات النفع العام الكويتية، في بيان مشترك، قيام أحد المتطرفين في دولة السويد بحرق المصحف الشريف أمام مرأى ومسمع العالم كله، مستنكرة الانتقائية والتوظيف السيئ للحق في التعبير عن الرأي بحرية، مثمنة الموقف المشرف لحكومة الكويت التي أدانت هذه الواقعة في بيان رسمي أصدرته وزارة الخارجية، وتساءلت تلك الجمعيات أي تحريض على الكراهية والعنصرية والعنف أكثر من حرق كتاب الله المقدس للمسلمين الذين يشكلون قرابة ثلث سكان العالم؟ في المقابل -نحن المسلمين- كنا وما زلنا نحترم جميع الأديان الإلهية، ونؤمن بكتب الله ولا نفرق بين أحد من رسله، ويكفي للعالم أن يقرأ القرآن الكريم ليعرف عظيم ما جاء فيه حول الأديان والرسل السابقين، غير أن العالم لا يجب أن يرى المشهد فقط من زاوية واحدة، بل عليه ان يقرأ المشهد كاملا ويعمل على نزع الفتيل الذي يهدد التعايش السلمي في المجتمعات الإنسانية.

الدعوة السلفية - مصر

     وفي بيان لها استنكرت «الدعوة السلفية بمصر» تكرار جريمة «حرق المصحف مؤكدة ضرورة قيام المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي بالردِّ العملي على هذه الأفعال الإجرامية، بنشر القرآن وتفسيره، والتعريف بالإسلام في كلِّ ربوع الدنيا؛ فوالله ما نسدي إلى البشرية شيئًا أنفع لها من هدايتها إلى القرآن والإسلام، كما قال -تعالى-: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (الأنبياء: 107)، وتنصح الدعوة السلفية جميع المسلمين أن يستثمروا كل الوسائل والسبل المتاحة إعلاميًا في التعريف بمبادئ الإسلام وأخلاق القرآن وقيمه.

بيان مجلس الإفتاء السويدي

     تابع المجلس السويدي للإفتاء ما قام به العنصري الحاقد (راسموس بالودان) من عمل شنيع ومقزز؛ حيث حرق نسخة من المصحف الشريف إمعانا منه بنشر الكراهية وتأجيج العنف، وشرخ النسيج الاجتماعي بين السكان في السويد (مسلميهم وغيرهم)، وتابع معنا ذلك -عبر وسائل الإعلام- كل الناس من داخل السويد وخارجها، وهنا لا بد من كلمة في نقاط:

1- المصحف الشريف استودعه الله في الصدور قبل أن يكون مكتوبا في السطور، وتكفل بحفظه، والقرآن شاهد على أصناف الناس مؤمنهم وكافرهم ومنافقهم، ومتوفر لكل من أراد السعادة والرقي، هدى للناس من الضلالة وداعيا للتي هي أقوم.

2- المشككون والحاقدون بدلا من أن يحاوروا ويسألوا عما أشكل عليهم، يقولون: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ}، وفي كل زمان نجد مثل هؤلاء، لكن الواقع يؤكد انقلاب السحر على الساحر فتنفد نسخ المصحف الشريف طلبا للاطلاع عليها من غير المسلمين، ويدخل الناس في الإسلام أفواجا.

3- الشيء المؤلم هو ادعاء السويد بأن هذا من الحريات، وهذا يجعل الذين يطالبون بمنع هذا الفعل أو الاحتجاج عليه كأنهم ضد الحريات، وهذا والله عين الإجحاف والتعدي على حريات الآخرين، وتنزيل لقيمة الحرية السامية وامتهان لها وتوجيهها فقط ضد قيم المسلمين.

4- علينا ألا نفتر في المطالبة بحقنا بوصفنا مواطنين بأن تحترم حقوقنا الأساسية ومنها حق التدين المكفول بالدستور، وأن تحترم مشاعرنا.

5- الحفاظ على النسيج الاجتماعي ومتانة الجبهة الداخلية -ولا سيما في الفترة الحالية- ضرورة يعيها الحكماء والحريصون على البلد؛ ولذا نطالب الحكومة اليمينية بألا تسمح بمثل هذه الأفعال، ونستغرب حين نجدها من جهة تسترضي تركيا وفي الجهة الأخرى تسمح بامتهان عقيدة الأتراك المسلمين وأمام سفارتهم، وفي الوقت نفسه نناشد المسلمين بأن يفوتوا الفرصة على هذا الحاقد بأن يلتزموا بالقانون.

6- ندعو المسلمين للعمل بتعاليم القرآن الكريم التي تدعو للمحبة والسلم والعناية بالأخوة الإنسانية ومعرفة الله المنعم، ونشر هذه التعاليم بين الناس بطباعة ترجمة القرآن الكريم وتوزيعها على الراغبين، وإدارة الحوارات والندوات وتسميع التلاوات لكل الناس التي ثبت أنها تشيع الراحة والطمأنينة بين كل من أصغى إليها سمعه وقلبه.

7- ندعو السياسيين بألا يهدروا أموال المواطنين دافعي الضرائب في تحقيق نزوات عنصريين ولا سيما أن جزءا ليس بسيطا من هذه الأموال مقتطع من رواتب المسلمين وتجاراتهم، ونريد الإفصاح عن المبالغ الحقيقية التي لزم إنفاقها لحماية هذا العنصري وما ترتب عليه إعطاؤه مثل هذا التصريح المشؤوم والشعب السويدي يعيش صعوبات معيشية لا تخفى.

     وفي الختام ندعو الله أن يعم الأمن والأمان ربوع بلادنا وبلدان العالم، وأن يفوت على الحاقدين والمفسدين ما يرمون إليه.. قال -تعالى-: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.

 

 

أبرز حوادث الإساءة للقرآن الكريم

فيما يلي تسلسل زمني لأبرز حوادث تدنيس القرآن خلال القرن ال 21.

- 3/7/2022: أحرق (لارس ثورن زعيم حركة «أوقفوا أسلمة النرويج»)- نسخة من المصحف الشريف، في حي تعيش فيه جالية مسلمة كبيرة بضواحي العاصمة أوسلو.

- 1/5/2022: أقدم (بالودان) على إحراق المصحف الشريف أمام أحد المساجد بالسويد، رغم رفض الشرطة منحه الترخيص لفعل ذلك.

- 14/4/2022: قام (راسموس بالودان) نفسه بإحراق نسخة من القرآن الكريم في مدينة (لينشوبينغ) جنوبي السويد تحت حماية الشرطة.

- 30/8/2020: أقدمت مجموعة نرويجية متطرفة معادية للإسلام تنتمي لحركة (أوقفوا أسلمة النرويج SIAN ) على تمزيق صفحات من القرآن الكريم والبصق عليها.

- 28/8/2020: قام 3 ناشطين في حزب بالودان «الخط المتشدد» الدنماركي، بإحراق نسخة من القرآن في مدينة (مالمو) السويدية.

- 17/11/2019: نظمت حركة (أوقفوا أسلمة النرويج) (سيان) مظاهرة وقامت خلالها برمي نسختين من القرآن في سلة قمامة، ثم أحرق (لارس تورسن زعيم المنظمة) نسخة أخرى.

- 8/6/2019: عثرت السلطات الألمانية على حوالي 50 مصحفا ممزقا داخل مسجد (الرحمة) في وسط مدينة (بريمن).

- 22/3/2019: أقدم بالودان على حرق نسخ من القرآن الكريم، بذريعة الاحتجاج على أداء صلاة الجمعة، أمام مبنى البرلمان الدنماركي.

- 25/12/2015: مهاجمة قاعة صلاة للمسلمين في حي شعبي (بأجاكسيو) في جزيرة (كورسيكا) جنوب فرنسا، وخربوها وأحرقوا مصاحف، وكتبوا عبارات معادية للعرب.

- 27/12/2014: اعتقلت الشرطة البريطانية شابا قام بتمزيق نسخة مترجمة للإنكليزية من القرآن الكريم، ووضعها في التواليت، ومن ثم حرقها.

- 28/4/2012: قام القس الأمريكي (تيري جونز) بحرق نسخة من المصحف وبث المشهد عبر الإنترنت احتجاجا على اعتقال رجل الدين المسيحي يوسف نادرخاني في إيران.

- 22/3/2011: أشرف القس الأمريكي تيري جونز على حرق نسخة من المصحف في كنيسة صغيرة في فلوريدا، بعد تحميل المصحف الكريم مسؤولية وقوع عدد كبير من الجرائم.

- 18/4/2011: قضت محكمة بريطانية بسجن جندي سابق لمدة 70 يوما بسبب إضرامه النار في المصحف الشريف في مركز مدينة (كارلايل بإنكلترا).

- 10/4/2011: اعتقلت الشرطة (ساين اوينز) المرشح عن الحزب اليميني المتطرف (البريطاني الوطني)، بعدما أحرق نسخة من المصحف في حديقة منزله.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك