رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 4 يوليو، 2022 0 تعليق

إدارة الكلمة الطيبة سلطت الضوء على رسالة د. فيصل علوش: (النحو والدلالة في المحرر الوجيز في تفسير الك

استمرارًا للندوات العلمية التي تنفذها إدارة الكلمة الطيبة، وسعيًا منها لنشر رسائل الدكتوراه والماجستير للباحثين الكويتيين في المجالات الشرعية، ضمن نشاطها العلمي والثقافي، وتحت شعار (رسالتي)، استضافت إدارة الكلمة الطيبة الثلاثاء الماضي 14/6/2022م د. فيصل علوش العتيبي لتسليط الضوء على رسالته العلمية الأكاديمية، التي كانت بعنوان: (النحو والدلالة في المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية).

ملخص الرسالة

     بين الباحث أنه سعى من خلال رسالته إلى بيان الالتقاء الحاصل بين النحو والدلالة عبر الكشف عن دور النحو العربي في اهتمامه بالمعنى؛ حيث نجد التفاعل حاصلا بين الوظيفة النحوية والدلالة المعجمية للمفردة التي تشكل هذه الوظيفة؛ حيث يشكل هذا التفاعل بينهما مع الموقف المعين، المعنى الدلالي للجملة كلها، فالجملة هي الغاية الأولى لكل نظام نحوي؛ إذ يعمل هذا الالتقاء على كشف تركيبها، والربط بين الصورة الصوتية المنطوقة لها والمعنى المراد منها من خلال النظام العقلي الذي يحكمها؛ لذا جاءت هذه الدراسة بوصفها جانبا تطبيقيا على كتاب تفسيري قيم وهو تفسير ابن عطية.

مباحث الرسالة

ثم بين علوش أن رسالته تضمنت المباحث التالية:

- المقدمة: ذكر فيها أسباب اختيار الموضوع، وأهدافه، والدراسات السابقة المتعلقة به، ومنهج البحث الذي أعمله، وخطة البحث التي مر عليها.

- التمهيد: وذكر فيه السيرة الذاتية لابن عطية، ونبذة تفصيلية عن كتابه المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز.

الفصل الأول

      تطرق فيه لمفهومي النحو والدلالة والغاية من دراستها عبر مباحث أربعة هي: (بیان اهتمام النحو العربي بالمعنى، وذكر الدراسات العربية واللغوية في علم الدلالة، وإيضاح نزوع الدرس الحديث لدمج النحو بالدلالة، وتعداد أبرز الصعوبات الكامنة في تحديد الدلالة التركيبية للجملة).

الفصل الثاني

    تطرقت فيه لبيان أثر الدلالة على الظواهر النحوية المختلفة عبر مباحث أربعة هي: (الكشف عن التفاعل الحاصل بين العناصر النحوية والعناصر الدلالية، وبيان مدى تأثير دلالة السياق في التركيب، والأثر الدلالي للمقام، والكشف عن الاختلاف الحاصل لهيئة التركيب نتيجة تأثير السياق والمقام عليها).

الفصل الثالث

      تطرقت فيه لبيان دور العنصر الدلالي في تحديد الوظيفة النحوية عبر مباحث أربعة هي: (دور التضمين النحوي، والحمل على المعنى، والتعريف والتنكير، وتحديد الوظيفة النحوية على التركيب).

الفصل الرابع

      تطرقت فيه لبيان أثر العلاقات النحوية المختلفة على التركيب، عبر مباحث أربعة هي: (أثر البحث الدلالي في كشف دلالة التركيب، وأثر التقديم والتأخير على التركيب، وتناولت الحذف وأثره الدلالي ودوره في التماسك النصي في القرآن الكريم، وأثر دلالة أساليب الكلام على إيضاح الدلالة المرادة).

- ثم جاءت بعد خاتمة البحث عبر نتائج نهائية وتوصيات ختامية وفهارس فنية.

نتائج البحث

     ثم ذكر الباحث د. علوش أبرز النتائج والتوصيات التي توصلت إليها من خلال دراسته لتفسير ابن عطية المسمى بالمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، نذكر أهمها فيما يلي:

1- كان لصقل شخصية ابن عطية أثر بالغ في ثراء المادة العلمية وتميزها في تفسيره لآيات القرآن العظيم.

2- يعد المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز موسوعة تفسيرية للقرآن الكريم؛ حيث برزت الآلة اللغوية في هذا التفسير بروزا ظاهرا، فوجدنا فيه البيان اللغوي والتفسير النحوي والإشارة الصرفية، والإيضاح الدلالي والكشف المعجمي.

3-الغاية من تعانق النحو والدلالة معرفة خصائص التراكيب وأسراره البيانية وصولا للدلالات المكتنزة داخل التراكيب اللغوية.

4 - إرادة المعنى هو الذي لأجله تواطأ الناس على أسلوب خطاب محدد، فقد حوى هذا الأسلوب منظومة نحوية تضبط لهم طريقة التخاطب؛ فاتفقوا على قواعد معينة من شأنها أن توصل المراد للمعنى المطلوب.

5- اتجه علماء اللغة العربية اتجاهات عدة في تفسيرهم ونظرتهم للدلالة المنبثقة من اللفظ والمعنى من اتجاه بسيط إلى تطور كبير، حتى شكلوا نظريات لها أصولها المكتملة، ثم أتي بعدهم علماء الغرب فبنوا على نظريات علمائنا اتجاهاتهم ونظرياتهم الخاصة، وسعوا في تطوير علم الدلالة.

6- ظل الدرس اللغوي في العصور السابقة مستقلا في الدراسة والتأثير، حتى جاء العصر الحديث، فدرس العلاقة الترابطية بين العلوم اللغوية المختلفة، فظهرت مناح عدة، اتجهت نحو دمج النحو بالدلالة عبر اتجاهات متعددة.

7- واجه التركيب العربي صعوبات عدة حالت دون تحديد دلالات تراكيبه اللغوية؛ وما ذاك إلا لاحتواء التركيب على دلالات عدة مختلفة؛ حيث أعمل ابن عطية العديد من القرائن الداخلية والخارجية لتحديد الدلالة المرادة في تفسيره.

8- للدلالة تأثير بين على الظواهر النحوية الداخلة عليها.

9- التركيب إنشاء علاقة جديدة لأداء وظيفة تعبيرية وجمالية لتحقيق دلالة معينة، وهذا ينجم عن طريقة معينة في تأليف الألفاظ، وارتباط الكلم بعضه ببعض، فمعاني التركيب تختلف باختلاف الروابط القائمة بين الكلم؛ حيث بين ابن عطية في نصوص عديدة أثر السياق والمقام في إحداث التغيير في هيئة التركيب.

10- المتأمل في المسائل النحوية المختلفة يقف غالبا على وجود شرط دلالي خاص بكل وظيفة نحوية من أجل أن تحقق هذه الوظيفة المراد، وهذا الشرط الدلالي أحيانا قد يكون عامل تفریق أو تمييز بين وظيفة وأخرى.

11- التضمين من القضايا الدلالية التي أثرت في الدرس النحوي تأثيرا كبيرا، فقد أسهم في تحديد الوظيفة النحوية، كما أسهم أيضا في تعددها في التركيب نفسه، وما ذاك إلا لتضمن هذا العنصر دلالات متعددة أكسبته تعدد المعاني؛ مما له أثره في الدلالة الإجمالية للتركيب.

12- ظاهرة الحمل على المعنى من أوسع ظواهر العدول في الدرس النحوي، بنية وتركيبا ودلالة وإعرابا ووظيفة نحوية؛ حيث تعد إلحاقا لبعض العناصر وإعطاء لحكم بعضها بعضا، فقد لجأ لها ابن عطية في تفسيره ليعلل بها كثيرا من المسائل التي خالفت القواعد اللغوية والنحوية.

13- التعريف والتنكير من العناصر الدلالية التي تسهم إسهاما بارزا في تحديد دلالة المفردة، وهو أيضا مؤثر في تحديد الوظيفة النحوية لمفردات التركيب؛ مما يعود على دلالة التركيب بالاختلاف بحسب إتيان المفردة معرفة أو منكرة.

14- المفردات المكونة للتركيب تحمل كل واحدة منها وظيفة نحوية محددة، ساهم في تحديدها العنصر الدلالي المؤثر في التركيب، وكل وظيفة نحوية للمفردة تحمل في طياتها دلالة محددة تدلي بها في التركيب، ليتشكل بمجموع هذه الوظائف النحوية عبر هذه المفردات الدلالة الكلية للنص.

15- تتخذ العلاقات النحوية أشكالا متعددة في التركيب، تشكل مجموعها الدلالة الكلية للنص؛ حيث بين ابن عطية في تفسيره أثر هذا العلاقات النحوية في الكشف عن الدلالة القرآنية المرادة.

16- البحث في دلالة أساليب الكلام هو في حقيقته بحث عن المعاني النحوية لهذه الأساليب، فالأداة الواردة في هذه الأساليب هي التي تحدد أسلوب الجملة؛ حيث نجد إعمالا من ابن عطية في تفسيره للدلالات الأصلية والفرعية للأساليب الكلامية في تفسيره للنص القرآني.

 

التوصيات

وفي نهاية الندوة ذكر الباحث أهم التوصيات التي خرج بها من بحثه وهي:

- أثر الاختلاف في بنية المفردة القرآنية في تفسير ابن عطية على دلالة التركيب.

- أثر الوقف والابتداء في تحرير المعنى في تفسير ابن عطية.

- تأثير التأنيث والتذكير الوارد في التركيب على دلالة النص في تفسير ابن عطية.

- عود الضمير في التركيب عند ابن عطية في تفسيره ودلالاته المتعددة.

- أثر الاستثناء بأنواعه في تحديد الدلالة في تفسير ابن عطية.

- الوحدة المعجمية وأثرها في إبراز الدلالة عند ابن عطية في تفسيره.

-اختلاف الإعراب في النص القرآني وأثره على دلالة النص عند ابن عطية.

- المعنى النحوي في أمهات كتب التفسير التي برز فيها إعمال الجانب النحوي والدلالي.

 

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك