رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سفير متقاعد: محمد سعود البدر 16 سبتمبر، 2019 0 تعليق

إحياء التراث..عطاء متدفق


جُبل أهل الكويت -منذ القدم- على عمل الخير ومساعده الآخرين، وقد سارعت الدولة في كويتنا الحديثة بتنظيم الأعمال الخيرية وتقنينها؛ حيث غطت بأنشطتها معظم دول العالم فضلا عن داخل الكويت، ونظرا لهذه الأعمال الخيرية الإنسانية التي تقدمها الكويت في كثير من بقاع الأرض على المستوى الرسمي والشعبي والمشاركة الفعالة من المحسنين والمحسنات من أهل الكويت فقد كرمت الأمم المتحدة دوله الكويت بتسميتها مركزا للعمل الإنساني وأميرها قائدا للعمل الإنساني، وذلك بتاريخ 9-9-2014، وتحل هذه الأيام الذكرى الخامسة لهذا التكريم.

     وتعد جميعه إحياء التراث الإسلامي التي تأسست عام 1982 من الجمعيات الخيرية المتميزة في الكويت؛ حيث يمتد نشاطها الخيري والإنساني والتنموي والإغاثي إلى كثير من بقاع العالم، ولديها لجان متخصصة لتنفيذ مشاريعها في قارات العالم المختلفة من بناء مساجد ومدارس ودور أيتام وكفالتهم، وحفر آبار وغيرها من المشاريع الخيرية المختلفة، ومنها مشروع الوقف الكبير. ويجوب دعاة الجمعية أقطارا كثيرة منتهجين الوسطية في ديننا الإسلامي الحنيف.

     وقد تعاقب على رئاسة الجمعية نخبة من رجالات الكويت المخلصين والعاملين معهم من المتطوعين من أبناء الكويت البررة. ومن المحطات المضيئة في تاريخ العمل الدعوي والخيري والإنساني لجمعية إحياء التراث الإسلامي ما قام به ابنا الكويت الباران: الشيخ الدكتور وليد العلي، والشيخ الدكتور فهد الحسيني اللذان قضيا نحبهما ضحية الدعوة في سبيل الله، عندما امتدت يد الغدر والإرهاب بهجوم مسلح على أحد المطاعم في عاصمة جمهورية بوركينافاسو الواقعة في غرب أفريقيا، حين كان الفقيدان متواجديْن بتاريخ 15-8-2017 هناك؛ حيث كانا في زيارة دعوية إلى هذه البلاد لإقامة الندوات الشرعية وإلقاء المحاضرات وتفقد أحوال المسلمين هناك.

وقد أمر صاحب السمو الأمير بتكريم الشهيدين العلي والحسيني بتسمية مسجدين جديدين باسمهما ورعاية مكتب الشهيد لأبنائهما، وتسمية المركز الثقافي التابع لمسجد الدولة الكبير باسم الشيخ د. وليد العلي.

وقد سار الفقيدان العزيزان على خطى من سبقهما من رجالات الكويت الأخيار والدعاة الأبرار الذين لم يكلوا ولم يملوا، وضحوا في سبيل نشر التعاليم السمحة للدين الإسلامي الحنيف في شتى بقاع الأرض.

     وقد قدم الشهيدان العلي والحسيني نموذجا لأبناء الكويت المخلصين من الشباب المتطوعين في جمعية إحياء التراث الإسلامي التي ما زال دعاتها يجوبون أقطار العالم لمساعدة إخوانهم المسلمين وغيرهم وإغاثتهم وإقامة المشاريع الخيرية المختلفة، كما يزور الجمعية وفود ودعاة من دول مختلفة للاطلاع على أنشطة الجمعية والاستفادة من مساعداتها ومشاريعها في بلادهم.

ومن الأنشطة الثقافية إصدار النشرات ومجلة الفرقان التي تحتوي على شتى أنواع المعرفة والمواضيع القيمة والأبحاث التي تفيد القارئ وتزيد من حصيلته الثقافية.

نسأل الله تعالى أن يوفق القائمين على هذه الجمعية والجمعيات الخيرية الأخرى لمواصلة مسيرتها الخيرية والإنسانية لإبراز وجه ديرتنا الحبيبة المشرق أمام العالم لتأخذ مكانها اللائق بين الأمم، إنه سميع مجيب.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك