رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 5 يوليو، 2018 0 تعليق

إحياء التراث… حملة رمضانية ناجحة – سباق الخير: 30 مشروعا في 30 دولة


في تجربة فريدة من نوعها، أطلقت جمعية إحياء التراث الإسلامي في رمضان الماضي حملة سباق الخير، في سياق الحث على التنافس والتسابق لفعل الخير، وتلبية رغبات المتبرعين في تنفيذ مجموعة من المشاريع الخيرية داخل الكويت وحول العالم؛ حيث تم من خلالها طرح مشروع مختلف يوميا عن طريق فرق النشر عبر الوسائل الإعلامية، ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة طوال شهر رمضان المبارك؛ حيث تم فتح باب التبرع يوميًا لكل مشروع من 11 صباحا وحتى 11 مساء، وفي العشر الأواخر من رمضان كان التبرع من بعد صلاة المغرب وحتى أذان الفجر، ولقد حققت هذه الحملة نجاحًا كبيرًا، وكانت بمثابة نقلة نوعية في تسويق المشاريع في الجمعية، والفرقان اليوم تسلط الضوء على هذا الإنجاز الضخم، من خلال الحوار مع  نائب رئيس إدارة تنمية الموارد المالية والوقف خالد الصفران.

- كيف نشأت فكرة الحملة؟

- يُقال في المثل: (النجاح ولاد)؛ لذلك -بفضل الله- نشأت فكرة حملة سباق الخير بعد نجاحنا في تجارب سابقة في لجنة سوريا التابعة لجمعية إحياء التراث الإسلامي في التسويق الإلكتروني والتفاعل مع جمهور المتبرعين، ما نتج عنه حملة في شهر ذي الحجة لعام 2017، وبعد ذلك انطلقت العديد من الحملات منها على سبيل المثال: حملة (صدقتي الشهرية)، وبحمد الله -عزوجل- كان هناك إقبال، وكان هناك تفاعل، هذه المشاريع جميعها تمت -بحمد الله عز وجل-؛ فكانت الفكرة أن تستفيد جمعية: إحياء التراث الإسلامي من هذه التجربة؛ فعُممت -بحمد الله عز وجل-؛ فكان في رمضان يوميا مشروع، والجميع يشترك في هذا المشروع، من لجان قارية وفروع وغيره.

- ما الرؤية التي أردتم تحقيقها من خلال تلك الحملة؟

- الرؤية أن يكون لدى جمعية: إحياء التراث الإسلامي الشراكة والتفاعل الاجتماعي مع الناس، وأن يتاح للمتبرعين الفرصة الكاملة لدعم المشاريع الخيرية، وليس مجرد التبرع فقط،  إنما هو كذلك بالنشر والتطوع في ذلك؛ فرؤيتنا أن يكون لدى جمعية إحياء التراث الإسلامي، شريحة عريضة وكبيرة من المتفاعلين والداعمين للمشاريع الخيرية.

- ما دلالة الاسم والسبب في اختيار شعار (سباق الخير)؟

- تم اختيار اسم سباق الخير ليكون شعارا للحملة ومعبراً عن هدفها من خلال ثلاثة أسباب :-

استنباطاً من حال النبي صلى الله عليه وسلم  في رمضان أنه كان أجود بالخير من الريح المرسلة. رواه البخاري (6)، ومسلم (2308)؛ فالمسارعة بالجود بالخير يتأكد في رمضان.

كلمة ( سباق) تدل على المنافسة، وهذه أحد أهم أساليب خلق التفاعل عبر التسويق الإلكتروني؛ فمن خلال دعوة الناس للتبرع ولو بالقليل في تنافس وتسابق على الخير.

الشعار وبعد البحث لم نجد أنه قد استخدم على برنامج تويتر بوصفه حملة خيرية في الكويت.

- ما الفكرة التي قامت عليه الحملة ؟

- سباق الخير حملة خيرية استهدفت جمع التبرعات لعدد 30 مشروعا منوعة تم اختيارها، كل مشروع يفتح باب التبرع به ليوم واحد فقط، من الساعة 10 صباحاً وحتى أذان المغرب، ما عدا مشاريع العشر الأخير من رمضان؛ فإن الباب يفتح من بعد صلاة العشاء وحتى أذان الفجر؛ فيكون المضمار هو رمضان، والمتبرعون هم المتسابقون في هذا المضمار، ويكون فوزهم بتحقيق التبرع اليومي للمشاريع، مبتغين الأجر في ذلك، أو التبرع بالنشر فهو أحد أهم أساليب نجاح الحملة.

- ما معايير اختيار المشاريع التي استهدفتها الحملة؟

- من أهم المعايير التي تم اختيار المشاريع بناءً عليها، هو اختيار الأكفأ والأحوج الذي يلامس حاجة المتبرعين وكذلك فيه الشمولية والتنوع، طبعًا هذا يعود على: زيادة التبرعات وزيادة المستفيدين من شتى أنحاء العالم من الفقراء والأرامل وغيره.

- ما تقييمكم لمستوى تعاون الجهات المشاركة في الحملة؟

- جمعية إحياء التراث بفروعها ولجانها فزعت فزعة طيبة مباركة، نشكرهم عليها، وعلى ما نراه من نشر ودعاء وثناء، وحتى مشاركاتنا بالآراء والاقتراحات شيء فعلًا يسر الخاطر، وشيء جميل جداً.

     وهناك جهات أخرى غير مؤسساتية، مثل جمعيات تطوعية، أو فرق تطوعية، حاولت التواصل معنا، وفعلًا فزعت معنا ونشرت معنا؛ فاللهم لك الحمد، كانت الجهات سواءً المؤسساتية داخل الجمعية وخارجها، وحتى الفرق التطوعية من خارج الجمعية، كان تفاعلهم ممتازا جداً، وتقييمنا لهذا الأمر، ولاسيما ونحن في أول تجربة نقيمه، يعد نجاحا ظاهرا ولله الحمد والمنة.

- ما أهم إنجاز تحقق من خلال هذه الحملة؟

- في رأيي أن أكبر إنجاز ليس هو المبلغ الذي جُمع، الإنجاز هو: الثقة التي زُرعت في نفوس المتبرعين والمشاركين في هذه الحملة، وأن روح الفريق الواحد تصنع الكثير، وفي قادم الأيام لابد من دعم هذه الروح التعاونية التشاركية؛ لأن هذه بفضل الله -عز وجل- سبب من أسباب وصول هذا المبلغ الذي جُمع.

- ماذا بعد سباق الخير؟ وما طموحكم في الفترة القادمة؟

- ما بعد (سباق الخير) هو: استثمار النجاح، وتسخير هذا النجاح إلى ما بعده -إن شاء الله- من نجاحات، ولاشك أن هذا الأمر تحد ونحن إخوانكم في إدارة تنمية الموارد المالية والتسويق الإلكتروني، نحرص على أن يتبع هذا الإنجاز إنجازات كبيرة، لا تتوقف، ولا شك أن هذا يتطلب منا المزيد من العطاء، والمزيد من التفاعل، ولاسيما بتنفيذ المشاريع، ورؤية المتبرعين والمتفاعلين معنا الصورة المشرقة لأثر التبرعات، وهذه مسؤولية على عاتقنا، نسأل الله -عز وجل- إن يوفقنا لها.

- ما أهم التحديات التي واجهتكم خلال هذه الحملة؟

- التحديات لاشك أنها كثيرة، وأي عمل فيه تحديات، وكثير من التحديات قد تكون عامل حماس ومزيد من الإصرار من قِبل العاملين، في أن يتغلبوا على هذه التحديات. كان من أهم هذه التحديات عامل الوقت، نحن نتكلم عن قرابة ثلاثين يوما منذ بدء الحملة، نتكلم عن تسعة وثلاثين مشروعا، نتكلم عن أكثر من ثلاثين جهة مشاركة، فلاشك أن هذا كان تحديا كبيرا.

ومن التحديات: حداثة التجربة؛ فنحن ما أتينا للناس بشيء تعودوه عليه وسبق تجربته، بل هو تجربة فريدة جديدة من نوعها؛ فهذا يتطلب منا مزيد من التوعية ومزيد من العمل، حتى إن الكل تكون الصورة عنده واضحة؛ فهذه من التحديات.

ولا شك أن أكبر تحد يواجه العاملين في مثل هذه الحملات وفي العمل الخيري عمومًا، هو الإخلاص لله -عزوجل-؛ فنسأل الله -عزوجل- أن يخلص نياتنا، تحد كبير أن يحافظ الإنسان على عمله ألا يفسده عليه الشيطان، وأن يخلصه من الشوائب كلها التي تفسده.

- ما أهم الثمرات التي خرجتم بها من هذه الحملة؟

- الثمرات التي خرجنا بها من هذه الحملة، أن التجربة الناجحة تعطي ثقة؛ فالثقة من أهم الثمرات، نسأل الله -عزوجل- أن يبارك في أعمارنا وأعمالنا حتى نستمر في هذه الثقة، نسأل الله -عز وجل- ذلك.

 

- ما أهم مشروع تم إنجازه من خلال هذه الحملة؟

- لاشك أن أبواب الخير كثيرة، ولا شك أن الإنسان يصعب عليه أن يقول: إن هذا أهم من ذاك، ولكن الجديد في الحملة، أن هناك زيادة في الوعي لدى المتبرع في اختيار المشروع المناسب، ومثال على ذلك بعيدًا عن الأيتام، وعن الأرامل، وعن سقيا الماء، وعن بناء المساجد، مشروع: (كفالة الدعاة)، مشروع لاقى -ولله الحمد والمنة- تفاعلا كبيرا، وصار لنا 65 ألف دينار في ساعات معدودة لشريحة مهمة، كان في السابق التبرع لها لم يأخذ هذا الحجم من التفاعل؛ فأنا أتكلم عن أهم مشروع ليس من ناحية نوعيته، لكن من ناحية تاريخه بين تفاعل المتبرعين معه.

     من أهم المشاريع أيضًا شراء الكنيسة في تورينتو في كندا؛ فهذا مشروع كان مهما جدا، وكان من خلال حملة: (سباق الخير) سداد الدفعة الأخيرة، وحاليًا وفد من جمعية إحياء التراث الإسلامي بصحبة الشيخ عثمان الخميس -إن شاء الله، سيكونون في كندا لمتابعة إنهاء هذا المشروع.

- ما أهم مقومات نجاح مثل هذه الحملات؟

- في مثل هذه الحملات التي يشارك فيها الجمهور والمتابعون والمتفاعلون، لابد أن تشركه في تفاصيل كل شيء، لابد أن يشارك معك في الفكرة والوسائل، والأهداف إلى التنفيذ، كلما شاركته كلما كان صديقا وصار بينك وبينه ولاء وثقة.

- من وجهة نظرك ما أهم مقومات نجاح المؤسسات الخيرية في تحقيق رسالتها؟

- لا شك أن القيم لها دور كبير في نجاح أي مؤسسة سواء خيرية أم ربحية، وإذا تكلمنا عن المؤسسة الخيرية فنحن نتكلم عن القيم الشرعية، ومن أهم هذه القيم الوسطية، هذا بالنسبة لعلاقة المؤسسة بالله -عزوجل- ولاسيما أنها مؤسسة خيرية تسعى لخدمة الناس، فإذا كان العمل وفق ما شرع الله -عز وجل- هذا لاشك أنه من أهم مقومات نجاحها.

- الأمر الثاني: أن تعمل بمؤسسية؛ فالمجالات المؤسسية كانت من خطط إستراتيجية، أو سياسات، أو أمور إدارية، أو إجرائية، كل شيء، كلما كانت أقرب إلى المؤسسية، كان هذا خطوات إلى الاستدامة، سواء كانت على مستوى الموارد المالية، أم على مستوى الموارد البشرية، وبالتالي تحقق أهدافا أكثرا.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك