رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: مرزوق فليج الحربي 18 نوفمبر، 2014 0 تعليق

«إحياء التراث» تمثل الاعتدال فلماذا تتهم بالإرهاب؟

 

نشرت (ويكيليكس) في عام 2010، وهي منظمة دولية غير ربحية، تقوم بنشر تقارير إعلامية خاصة وسرية، أغلب تقاريرها مثيرة للجدل، نشرت وثيقة مفادها أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون طلبت من الكويت إغلاق جمعية إحياء التراث الإسلامي؛ لأنها جهة داعمة لجماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة.

    وهذا الاتهام يتكرر من فترة لفترة لجمعية إحياء التراث وغيرها من الجمعيات المعتدلة التي تعمل تحت غطاء رسمي ليس في الكويت فقط بل في العديد من الدول وعلى رأسها دول الخليج، واليوم يفتح ملف جمعية إحياء التراث من جديد بأنها تدعم داعش وتمول الإرهاب، وكالعادة الأمور تأتي اتهامات مبهمة، وتتحول إلى مطالبات دولية تتخذ معها إجراءات للتضيق على العمل الإسلامي الخيري والدعوي، وهذا ما وقع فعلاً فقد أتى الأمر من مجلس الأمن هذه المرة ومن تحالف الشركاء المناهض لداعش ليطالب الكويت بإغلاق جمعية إحياء التراث لاتهامها بدعم داعش.

     جمعية إحياء التراث منذ أكثر من 30 سنة، وهي تعمل تحت ضوء الشمس وقدمت الكثير من المشاريع الإسلامية الخيرية في أقطاب الأرض، من مساجد ومدارس وإغاثة المنكوبين وكفالة الدعاة والأيتام، ونشرت العلم الشرعي وفق منهج السلف المعتدل، واحتوت الشباب والفتيات وفق برامج تربوية، وحمتهم من موجات التغريب، بل إن جمعية إحياء التراث تحارب بوضوح وعلني المنهج الخارجي والإرهابي، الذي ينخر في جسد الأمة ويمزقها، بل بعضهم يتهم جمعية إحياء التراث بالموالاة للحكومات من شدة حرصها على اتباع المنهج القويم، ومحاربة الأفكار المنحرفة.

     هذه ليست شهادة شخصية لإحياء التراث، بل هي شهادة أغلب أهل الكويت الذين يرون ويسمعون ويتشاركون مع جمعية إحياء التراث برموزها وبرامجها وفعالياتها، وهي شهادة حكومية من قبل وزارة الشؤون ووزارة الخارجية، التي زكت العمل الخيري أكثر من مرة وأنه تحت الرقابة الحكومية، وأن جميع التحويلات المالية من الجمعيات الخيرية تتم وفق نظام مالي مراقب.

     إذا كانت جمعية التراث بهذا الوضوح والشفافية والمنهج الفكري المعتدل والعمل الواضح، إذا ما الأسباب التي جعلت بعض المنظمات الدولية تتهمها بالإرهاب؟ فمرة تدعم القاعدة، ومرة تدعم داعش، ومرة تدعم الإرهاب، والسبب وضَّحته أكثر من شخصية دولية، وأكثر من مرة وأكثر من رؤية، وهو ضرب الإسلام المعتدل، والتضييق على انتشار الفهم السليم للإسلام، وتمرير المصالح العلمانية والأهداف الغربية، التي تسعى لضرب الدعوة الإسلامية وتقسيم بلاد المسلمين ونشر الفكر الإلحادي والعقائد الباطلة في بلاد المسلمين.

     اليوم الإسلام المعتدل المؤثر في مشارق الأرض ومغاربها، هو هدف القوى الغربية وقالها الجنرال الأمريكي (ويسلي كلارك) بكل وضوح حين قال: «من كان يظن أنا خرجنا لأفغانستان انتقاماً لأحداث 11 سبتمبر فليصحح خطأه نحن خرجنا لقضية اسمها الإسلام لا نريد أن يبقى الإسلام حراً يقرر فيه المسلمون ما هو الإسلام نحن نقرر لهم ما هو الإسلام»، وتكرر هذا التوجه كثيراً، وبعد الربيع العربي أصبحت المعاداة للإسلام المعتدل أكثر وضوحاً ومباشرة والتدخل أصبح سافراً في شأن الدول ووضع أجندات لها لمحاربة الإسلام.

اليوم جمعية إحياء التراث الإسلامي تدفع ثمن اعتدالها، ولن يقف الأمر عند إحياء التراث بل سيتعدى إلى كل مشروع إسلامي يحقق العزة والتمكين للمسلمين، وسوف تدعم كل الجماعات والأفكار المنحرفة لتشويه صورة الإسلام وتقديم هذا الانحراف باسم الإسلام.

اليوم الدفاع عن إحياء التراث الإسلامي واجب شرعي لكل مسلم يرى دورها ونشاطها وفعالياتها؛ مصداقاً لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم «ما من امرئ مسلم يرد عن عرض أخيه إلا كان حقاً على الله ان يرد عنه نار جهنم يوم القيامة».

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك