رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 13 أبريل، 2015 0 تعليق

إحياء التراث تصدر بيانا حول الأعمال الإرهابية في جمهورية كينيا

     أصدرت لجنة القارة الأفريقية بجمعية إحياء التراث الإسلامي بياناً حول الأعمال الإرهابية التي حدثت مؤخراً في جمهورية كينيا، أوضحت فيه حرمة قتل النفس بغير حق ، وذلك كما في قوله تعالى: {مِنْ أَجْلِ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}(المائدة: 32). فقتل النفس الواحدة بغير حق في نظر الشرع تعادل قتل جميع الناس.

وفي المعنى نفسه قال صلى الله عليه وسلم : «أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء» رواه الشيخان من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.

     لذا فإن الأعمال الإرهابية التي حدثت في جمهورية كينيا، التي استهدفت جامعة (قاريسا) في شرق الجمهورية، وأسفرت عن مقتل (148) طالباً لا ذنب لهم لا شك أنها أعمال إرهابية وإجرامية تخالف أبسط قواعد الدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه الذي نهى عن هذه الأعمال وحرمها ، وحكم على من يفعلها بالعذاب الأليم يوم القيامة. وأضاف البيان: ونحن في لجنة القارة الأفريقية بجمعية إحياء التراث الإسلامي في دولة الكويت فإننا نستنكر هذه الأعمال الإجرامية جملة وتفصيلاً، ونرى أنها جريمة بشعة لا يقرها دين ولا وعقل.

     ولا شك أن من الإضرار العظيم بالإسلام والمسلمين والتشويه لهم أن تنسب هذه الجريمة البشعة إلى المسلمين، أو ترتكب باسم الإسلام؛ فالمسلم يدعو إلى مباديء الإسلام السمحاء، وإلى مقاصده العظيمة من حفظ للناس أديانهم وأبدانهم وأرواحهم وأعراضهم وعقولهم وأموالهم.

     وأوضحت لجنة القارة الأفريقية في بيانها أن هذا العمل هو جريمة آثمة، ترتكبها فئة قليلة منحرفة، ويجب ألا ينسحب فعلهم على غيرهم من جمهور المسلمين، ولاسيما الشباب الملتزم ممن هم على جادة الصواب، يرفضون هذه الأفكار المنحرفة ويحاربونها، بل إن من الواجب التعاون معهم لمواجهة هذه الفتن ودحضها وكشف حقيقتها للناس، وهذا أمر مهم جداً، ومن المهم أيضاً ألا نسمح لفكرة الانتقام، أو تبادل العنف بأي طريقة من الطرائق؛ لأنها ستكون سبباً لانتشار الأعمال الإرهابية وإشاعة الفوضى؛ مما يساعد المجرمين على تنفيذ أعمالٍ إجرامية أخرى، واتساع أعمال العنف والإرهاب التي يقوم بها أشخاص لا علم لهم بحقيقة الشريعة الإسلامية السمحاء وبقية الشرائع السماوية التي تدعو إلى الإخاء والتسامح والمحبة.

     وإن جمعية إحياء التراث الإسلامي وبجميع لجانها العاملة تعمل ليل نهار في محاربة الغلو والتطرف والإرهاب، ولها في ذلك الكثير من الكتب والإصدارات والمنشورات التي تدعو إلى المواطنة الصالحة، والبعد عن كل فكرة تشوه صورة الإسلام ومبادئه الداعية إلى التعايش مع الآخرين بسلام وطمأنينة وإحسان. ومما يدل على ذلك أيضاً ما تقوم به الجمعية من أعمال إغاثية، ومشاريع خيرية تقدم في الكثير من دول العالم، وأفريقيا خاصة، ولكل من يحتاجها دون تمييز .

     وشددت اللجنة في بيانها على الشباب بالالتزام بالعلم الشرعي، والتفقه في الدين؛ ومما لاشك فيه أن من أعظم أسباب ما حصل هو الجهل بأحكام الشريعة السمحاء؛ لذا فإن عليهم أن يلتزموا بمنهج الكتاب والسنة وعمل سلف الأمة، ويتجنبوا منهج الغلو والتطرف ، وأن يعلموا بأن طريق النجاة من الفتن هو الاعتصام بالوحيين، قال صلى الله عليه وسلم : «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله وسنتي» رواه الحاكم (صحيح الإسناد).

     وعلى الشباب عدم إقحام نفسه في الفتن، أو السعي إليها. قال صلى الله عليه وسلم : «إنها ستكون فتن، ثم تكون فتن القاعد فيها خير من الماشي فيها، والماشي فيها خير من الساعي إليها» رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم : «إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلى فصبر فواهاً». إسناده صحيح. فواها تعني: ما أحسن وما أطيب ذلك الصبر.

والله نسأل أن يقطع دابر الظالمين، وأن يهييء لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعته، ويذل فيه أهل معصيته، والحمد لله رب العالمين.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك