إجماع على نزاهة الانتخابات البلدية خطوة على طريق المشروع الإصلاحي للمملكة
شارك في الانتخابات نحو ألف امرأة تنافسن مع ستة آلاف رجل لانتخاب أعضاء 284 مجلسًا بلديًا على امتداد المملكة
تؤسس هذه التجربة الانتخابية لأرضية مناسبة أمام الدولة والمجتمع السعودي لمزيد من الخطوات الإصلاحية والبرامج
(كن جزءًا من التطوير)؛ بهذا الشعار انطلقت الانتخابات البلدية في المملكة العربية السعودية، هذه الانتخابات تأتي خطوة على طريق (الإصلاح المتدرج)، الذي يمثل حجر الزاوية في رؤية الملك سلمان بن عبدالعزيز، التي تسعى لإحداث إصلاحات متدرجة تشمل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية السياسية والأمنية.
نتائج الانتخابات
بنسبة مشاركة بلغت 47.4 في المئة تم الإعلان عن نتائج الانتخابات البلدية في دورتها الثالثة، التي تمت في (1263) مركزًا؛ حيث أشارت تلك النتائج إلى مشاركة (702,542) ناخبًا وناخبة من إجمالي المقيدين، وفاز بعضوية المجالس البلدية (2106) مرشحًا ومرشحة.
كما أظهرت النتائج فوز 20 سيدة في تلك الانتخابات، أي ما يعادل 1٪، وهذه الانتخابات شهدت لأول مرة مشاركة المرأة ترشحا وتصويتًا، وتمثل مقاعد الانتخاب ثلثي مقاعد المجالس البلدية، بينما يعين الثلث من قبل الحكومة.
وشارك في الانتخابات نحو ألف امرأة تنافسن مع ستة آلاف رجل لانتخاب أعضاء 284 مجلسًا بلديًا على امتداد المملكة، وخصصت اللجنة العامة للانتخابات البلدية (424) مركزًا انتخابيًا نسائيًا من إجمالي (1263) مركزًا بعموم السعودية، وبلغت نسبة النساء من الناخبين نحو 10%، وبحسب إحصاءات اللجان الانتخابية، بلغ عدد المسجلين للانتخاب 1.5 مليون شخص، بينهم نحو 119 ألف امرأة.
للمرة الأولى في تاريخ المملكة
ومن الجدير بالذكر أنه للمرة الأولى في تاريخ المملكة العربية السعودية، دخول المرأة (ناخبة ومرشحة) في انتخابات المجالس البلدية في دورتها الثالثة؛ ذلك بعد صدور قرار بهذا الشأن: يسمح لأي امرأة سعودية ترى في نفسها القدرة على خدمة المجتمع والنهوض بالخدمات البلدية بترشيح نفسها لنيل عضوية المجالس البلدية وفق الضوابط الشرعية.
الدورة الثالثة
وقد أجريت الانتخابات البلدية من قبل دورتين انتخابيتين عامي 2005 و2011 دون مشاركة النساء؛ ذلك لانتخاب نصف أعضاء المجالس بخلاف هذه الدورة التي تم فيها انتخاب ثلثي الأعضاء، وهي تمثل مرحلة من مراحل التحول التي تسعى لها السعودية لتحقيق التطوير ومواكبة ما يشهده العالم الآن من تطور في نظم الحكم والإدارة والمشاركة الشعبية للحكومة في كافة القرارات، ولاسيما ما يتعلق بمصالح المواطنين وخدماتهم.
تطورات جديدة
وشهدت الدورة الثالثة للمجالس البلدية الكثير من التطوير والمكتسبات الجديدة منها: زيادة عدد الدوائر الانتخابية، وخفض سن الناخبين، وزيادة عدد المرشحين، فضلا عن مشاركة المرأة في عضوية المجلس البلدي إلى جانب إعطاء صلاحيات أكثر للمجالس البلدية، ما يجسد حرص الدولة واهتمامها بتفعيل دور هذه المجالس، وتمكينها من المشاركة الفاعلة في التنمية الشاملة التي تشهدها بلادنا في شتى المجالات.
نتائج إيجابية
من المفترض أن تؤسس هذه التجربة الانتخابية لأرضية مناسبة أمام الدولة والمجتمع السعودي لمزيد من الخطوات الإصلاحية والبرامج؛ حيث تم الإعلان عن إجراء تقييم شامل وعلمي لهذه التجربة من قبل لجان متخصصة لتحديد مكامن الضعف فيها من أجل تجاوزها مستقبلا.
إشادة دولية
شارك نحو 300 صحفي وصحفية ينتمون إلى وسائل إعلام أجنبية مختلفة في تغطية يوم الاقتراع، وسلطت كثير من وسائل الإعلام الضوء على مشاركة المرأة السعودية في الانتخابات البلدية، وأكدت أن المملكة شهدت تطورًا إيجابيًا مهما وغير مسبوق خلال الانتخابات البلدية.
إجماع على نزاهة الانتخابات
ويمكن الإشارة إلى ظهور حالة من الإجماع من قبل المرشحين والمراقبين على نزاهة العملية الانتخابية عموما بطريقة تعزز من شرعيتها ومن عدم التأثير في نتائجها من قبل الجهات المختصة؛ حيث فسح المجال أمام جهات رقابية أهلية عديدة، وأمام مندوبين عن المرشحين أنفسهم فضلا عن مندوبي الصحافة المحلية والأجنبية لمراقبة تفاصيل العملية الانتخابية.
رؤية إصلاحية منضبطة
أخيرًا فلاشك أن الرؤية التي ينطلق منها الملك سلمان بن عبدالعزيز في التطوير والحداثة مع التزام بالضوابط الشرعية، رؤية قلما تتوفر لدى العديد من القيادات؛ حيث وازن الملك سلمان بين الحفاظ على الثوابت وانطلاقه نحو التغيير والتجديد، وهو القائل في كلمته في ملتقي للمثقفين السعوديين بالرياض: «إن من يدعو للجمود والتوقف ينسى أن الإسلام دين التطور، ومن يدعو إلى نبذ معطياتنا الحضارية أو استبعادها يشترك مع دعاة الجمود في بوتقة واحده.
لاتوجد تعليقات