رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 14 ديسمبر، 2020 0 تعليق

إبراهيم الزيد في ذمة الله – كان مثالاً للجدية والإخلاص محافظًا على دينه ومستقيما


بعد قرابة ثلاثين عامًا أو يزيد من العطاء في العمل الخيري والدعوي، فقدت جمعية إحياء التراث الإسلامي أحد رجالاتها المخلصين في منطقة الأندلس -نحسبه والله حسيبه- وهو الأخ  إبراهيم الزيد الذي توفاه الله في تاريخ 14 نوفمبر الماضي الموافق 28 من ربيع الأول 1442 هـ نتيجة إصابته بفيروس كورونا.

مولده ونشأته

ولد الزيد -رحمه الله- ونشأ في منطقة المرقاب في 15/10/1951، وبعدها انتقل الي كيفان مع أهله وإخوانه، وله من الأبناء خمسة عبدالله وخالد ومحمد وعبدالعزيز وفهد وبنت.

دراسته

 درس الزيد في أول مراحل دراسته في مدرسة الخليل بن أحمد في كيفان، وبعدها درس في المدرسة التجارية، ثم التحق بالعمل في وزارة الإعلام ثم تقاعد سنة 1992.

نشاطه الدعوي

     ارتبط الزيد - رحمه الله- بجمعية إحياء التراث الإسلامي في منطقة الأندلس في سنة 1992، وعمل نائبًا لرئيس الفرع مدة، ثم ترأس لجنة الزكاة لسنوات طويلة، وكان حريصًا على نشر الدعوة، باذلاً من وقته وجهده وماله؛ حيث كان يقيم الدروس الدينية بمنزله الكائن في الأندلس لبعض سنوات، وكانت له علاقات متميزة مع مشايخ الجمعية، ومنهم: الشيخ إبراهيم الأنصاري، وآخرون -حفظهم الله، وكان يحرص علي العمرة في العشر الأواخر من رمضان قرابة 30 عامًا بلا توقف ومنذ التزامه، وكان له حملة حج مصغرة لأصدقائه وجيرانه وأهله، وعمل عليها لمدة 10 سنوات، وكان -رحمه الله- حريصا علي أداء صلاة الجماعة، وصيام الاثنين والخميس، والأيام البيض من كل شهر، وكان -رحمه الله- بارا بوالديه وأهله لآخر يوم في عمره، فكان الأبَ الصالح الداعي لأبنائه وأهله -رحمه الله.

مرضه ووفاته

دخل الزيد -رحمه الله- المستشفى في أكتوبر الماضي؛ نتيجة إصابته بفيروس كورونا، ثم نقل إلى الحجر الصحي في مستشفى الرازي في 1/11/2020، وعانى من آثار إصابته إلي أن توفاه الله يوم السبت الموافق 14/11/2020 صباحا -رحمة الله عليه.

مثال للجدية والإخلاص والتفاني

     قال عنه مدير عام جمعية إحياء التراث الإسلامي نبيل الياسين: لقد عملنا سويا بتأسيس فرع الأندلس في شهر يوليو 1996، وزاملته على مدى 10 سنوات في الهيئة الإدارية، وكان -رحمه الله تعالى- مثالاً للجدية والإخلاص والتفاني في العمل، وكان حريصًا على تفريج كرب المحتاجين من خلال ترأسه للجنة الزكاة في الفرع لسنوات عمله مع الهيئة الإدارية، ولا نملك إلا أن نبتهل إلى الله -سبحانه وتعالى- بالدعاء له -رحمة الله تعالى عليه- وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، ويدخله الفردوس الأعلى، ويحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

كان مضحيًا بوقته وماله

أما الشيخ إبراهيم بن ياسين الأنصاري فقال عنه: عرفت أخي الكبير أبا عبدالله إبراهيم الزيد -رحمه الله- من سنين طويلة محبا للخير، راغبًا فيه، سباقا إليه، لا يفوته الصف الأول خلف الإمام لسنوات إلا نادرًا، ويشهد له بذلك أهل مسجده (وكفى بالله شهيدًا).

     وكان مضحيا بوقته وماله، وقد عقدت في منزله المبارك دروسًا كثيرة، أنهيت فيها كتاب شرح السنة للإمام الحافظ أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي -رحمه الله- وغيره من كتب السنة، جعلها الله في موازين حسناته، بما يسر وأعان وقدم لطلاب العلم، ومما ينبغي أن نذكره في هذا المقام قوله - صلى الله عليه وسلم -: «من أثنيتم عليه خيرًا وجبت له الجنة»، وهذه كلمة حق أقولها في أخي العزيز إبراهيم الزيد، نسأل الله أن يجعل ما أصابه كفارة لخطاياه، ورفعة لدرجاته، وشهادة له بين يدي الله.

محمود الشمائل واسع المروءة

     أما رئيس الهيئة الإدارية بفرع الأندلس محمد الراشد فقال عنه: أنعى الأخ الكريم، إبراهيم الحجاب الزيد -رحمه الله -، إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وما نقول إلا ما يرضي ربنا، اللهم إني أشهد أنه كان يحبك، ويحب نبيك، ويغار على دينك وحرماتك، فاجزه عن أمة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - خير الجزاء.

     وقد توطدت علاقتي بأبي عبدالله -رحمه الله- عن طريق العمل التطوعي من خلال جمعية إحياء التراث الإسلامي -فرع الأندلس- منذ عام 1996م؛ حيث كان نائبًا للرئيس، وصلتي به كانت صلة دعوية، وأخوية، وكان دائما يبادر للمهمات التي فيها أجر وينجزها، وكان أبو عبدالله -رحمه الله- محمود الشمائل، كريم المخبر، واسع المروءة، شريف المساعي، محافظًا على دينه واستقامته، وما أكثر ما كان يحدثنا عن وجوب ترفع الدعاة عن الدنيا ودرنها، وتعلق قلبه بالله.

زيارة القبور دأبه وديدنه

     كانت زيارة القبور في آخر أيامه دأبه وديدنه، فهي سنة رغب الشرع فيها؛ لأنها تذكر ‏الموت والآخرة، وذلك يحمل على قصر الأمل، والزهد في الدنيا، وترك الرغبة فيها، فكان يذهب يوميا لاتباع الجنائز، ويقول: ضيعت قراريط كثيرة، ولن أفوتها ما حييت، وبالفعل كان حريصًا على ذلك مصداقا لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان، قيل: وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين العظيمين». متفق عليه.

صادقًا في تعامله

     عرَفته صادقًا في تعامله، سهل الخليقة، سلس الطباع، خافض الجناح، رَضِيَّ الاخلاق، وقور النفس، رحب الصدر، عالي الهمة، يسمو إلى معالي الأمور، ويصبو إلى شريف المطالب، وكان دومًا يوصينا بالاهتمام بالفقراء والمحتاجين، رحيمًا، متسامحًا، يقبل أعذار الناس، وكان يصلّي الفجر ويجلس قبل الإقامة وبعدها في المسجد يقرأ القران الكريم، وكان دائما في الصف الأول خلف الإمام، وحين وفاته كان هناك من الفقراء من يسأل عنه في المسجد، فلما علموا بوفاته حزنوا، لأنهم لم يحضروا جنازته للصلاة عليه والدعاء له.

صفات حميدة

     لقد تميَّزَ - رحمه الله- بصفاتٍ حميدةٍ، منها كرمٌ وبشاشة، وأخلاقٌ حسنةٌ؛ فجليسه لا يَمَلُّ مجالسته؛ لرحابة صدره، وطيب خلقه، في زمن قلَّ فيه أمثاله، ولا يُستغربُ عليه ذلك، وشهِد له كل مَن تعامل معه، نحسبه - والله حسيبه - في كل ما ذكرناه، وإنها لمصيبة عظمية أصبنا بها، قال حبر الأمة ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} «خرابها بموت علمائها، وفقهائها، وأهل الخير منها». وهو بلا شك من أهل الخير منها، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وعزاؤنا لكل مَن عرَفه وسمع عنه، رحمه الله وأعلى وأجزل مثوبته عن الإسلام والمسلمين، وعزاؤنا لأسرته الطيبة.

كريم الخلق لطيف المعشر

من جهته قال د. علي الوسمي: العم بو عبدالله إبراهيم الزيد عرفته طيبا كريم الخلق، لطيف المعشر، محافظا على الصف الأول مع تبكير للمسجد وقراءة للقرآن، ما رأيته إلا تبسم في وجهي وهش وبش، ودعا لي بالتوفيق والثبات على الطاعة.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك