إبادة المسلمين في الغوطة
جراحات أمتنا الإسلامية قد كثرت، وكل يوم تطلع فيه الشمس تطالعنا من هنا وهناك أخبار غير سارة عن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، تحمل في طياتها أنباء مؤلمة عن مآس يئن منها المسلمون، فإنا لله وإنا إليه راجعون. هناك مجازر تفتك بالمسلمين في سوريا، ولاسيما في الغوطة الشرقية التي أمطرت بصواريخ وأسلحة محرمة، تحت مرأى ومسمع الجميع والقاتل معروف، وأخرى في فلسطين، وغيرها من بلدان الإسلام؛ إنها أخبار محزنة وإرهاب آثم، ومجازر وحشية بشعة، فصراخ الأطفال يتردد صداه ولا يستطيعون مساعدتهم، وجثث هنا، وأشلاء هناك، لم يجدوا ما يكفنونهم به إلا أوشحة الأمم المتحدة، ومن بقي حيّا اضطر للفرار والنزوح إلى مناطق أكثر أمنا أو اللجوء إلى دول أخرى. عار على جبين الأمم ما يحدث، فكلما تقدمت الدول بمشروع انقسم العالم بين المؤيد والمعارض والممتنع، فيزيد الطغاة في طغيانهم وإبادتهم، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
وهنا نستذكر موقف الكويت؛ حيث فتحت باب التبرع على مصراعيه لإخوتنا في سوريا، وأوصت وزارة الأوقاف بالدعاء والقنوت في الصلوات جميعها، وتم تخصيص برامج إعلامية ومواقف برلمانية وحكومية من خلال زيارات مكوكية، واتصالات لتوحيد الموقف، ثم ولأول مرة لما ترأست الكويت منصب رئيس مجلس الأمن أصدرت قرارا لوقف الحرب لمدة شهر، وفتح مجال لدخول التبرعات، وإخراج المحاصرين ورعاية المرضى، ودفن الموتى.
-ومع الأسف- لم يلتزم به البغاة المعتدون!
السوريون يتستنهضون الهمم، ويتستغيثون بخير أمة أخرجت للناس، ولكن أحسن الله عزاءها وأعظم الله أجرها. إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على مصابكم يا أهل سوريا لمحزنون.
{وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَار}، {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38) أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ الله على نصرهم لقدير}، سمعت قول النبي صلى الله عليه وسلم الصحيح: «مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ، وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ، وَلاَ حُزْنٍ، وَلاَ أَذًى، وَلاَ غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ».
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ».
أما سمعت قول النبي صلى الله عليه وسلم الثابت: «مَا يَزَالُ البَلَاءُ بِالمُؤْمِنِ وَالمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ، وَوَلَدِهِ، وَمَالِهِ، حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ» .
صبرا أهل سوريا؛ فإن الفرج قريب قريب، اللهم كن لهم عونا ونصيرا ومؤيدا وظهيرا، اللهم اكشف كربتهم ووحّد صفوفهم وأهلك عدوهم.
لاتوجد تعليقات