أين هؤلاء الذين أسلموا؟
أسجد شكرا لله-عز وجل- عندما أسمع أن أحداً «ذكرا كان أم أنثى» قد شرح الله صدره للإسلام، ودخل في دين الله تعالى، وكذلك عندما أرى إعلانات بعض اللجان وتفاعل الناس معها وما يقومون به تجاه هؤلاء، ولكن سرعان ما أحزن عندما أسمع أن الذي أسلم ارتد وترك الدين؛ لعدم وجود متابعين له، بينما كان اهتمامهم وجهدهم عليه قبل الإسلام؛ فلما أسلم لم ير تلك الجهود المبذولة لمتابعته وإشغال فراغه بالنافع، وإيجاد صحبة طيبة تعينه، ولا مكان ثابتاً ليتواصل معهم، وبعضهم عندما تنتهي إقامته ويرجع إلى بلده تكون لديه مشكلة كبيرة؛ فزوجته مازالت على دين مغاير ومختلف تماما عن الإسلام، ووالداه يغضبان عليه؛ لأنه غير دينه، وكذا الحال في ردود الأفعال الغاضبة من قبل أسرته وذويه وأصدقائه؛ فلا يوجد من يثبته أو يرعاه، أو يتواصل معه أو يسد فراغه، أو يعينه على التواصي بالحق والتواصي بالصبر!
فهذه مشكلة جديرة بأن تُبحث من قبل أهل الاختصاص؛ فالعبرة ليس في السعي الحثيث من إعطائهم كتباً وأشرطة وتسهيل مهمة دخولهم الإسلام، لكن العبرة في متابعته، وإذا طلب التواصل مع زوجته وأسرته للتأثير عليهم وبيان الحق؛ فيجب على اللجنة أن تكون خير معين له في التواصل مع المكاتب في بلادهم لدعوتهم إلى الحق بكل الوسائل المشروعة المتاحة.
ومشكلة الوافدين من المسلمين الذين لا يعلمون شيئا عن الإسلام سوى الاسم لا تقل أهمية عن سابقتها؛ فهم لا يحسنون التوحيد والعقيدة، ولا يحسنون الصلاة والعبادة؛ فهؤلاء أولى بالمتابعة والسعي الحثيث لنفض الغبار عنهم حتى يعودوا إلى دينهم، ويتعلموا ويعملوا ويدعوا!
وقريبا من ذلك ما تسمع أن بعض من تاب من الجرائم والمخدرات والمعاصي الأخرى بعد خروجه من السجن، تنتكس حالته، ويعود إلى ما كان عليه، بل أسوأ حالا!؛ والسبب لا توجد مكاتب لمتابعته وتأهيله وجذبه، وسد النواقص التي يعانيها حتى لا يرجع إلى رفقاء السوء وتزيين الشيطان لجرائمه، ثم ينكص على عقبيه!
أعتقد أن هذا الدور يكاد يكون مفقودا؛ بسبب عدم وجود مؤهلين، ونقص في الجانب المادي، وعدم إدراك أهمية إصلاحهم ومتابعتهم؛ ففي استقامتهم تقل الجرائم، وتقل المشكلات والمصائب؛ فلا يستغلون من قبل منظمات أو جماعات إرهابية؛ أو يسلكون مسلك الجرائم المنظمة؛ ولذلك أدعو الله -عز وجل- أن يوفق الجميع لإدراك أهمية ما ذكرت، ودوره في الاستقرار والأمن والأمان، وتصدير الصلاح إلى المجتمعات الأخرى.
لاتوجد تعليقات