رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 5 مارس، 2012 0 تعليق

أول مؤسسة تعليمية خيرية بكينيا- أكاديمية أبي هريرة تجمع بين العلوم الشرعية والعلوم المدنية

 

إن التربية التي تستجيب لاحتياجات المسلمين الـمعاصرة هي التحدي الذي تواجهه المدارس الإسلامية اليوم، وإن هدف المنهج الإسلامي هو تربية النشء على مبادئ الإسلام وأخلاقه الفاضلة وتحمل مسؤولية الأمة في المستقبل، لتخريج جيل يحب الله ورسوله ويعبد الله بصدق وإخلاص كما يرضى، ويعمل في إنجاز دوره لتحقيق مبدأ خلافة الله في الأرض.

لذلك يجب أن يتربى التلاميذ على أن الإسلام قوة دفع إيجابية لهم في الحياة، كما أنه يجب تربيتهم على الوازع الديني وليس التحرك عن خوف أو محض التكرار التقليدي، هذا النمط الأخلاقي المنشود الذي يتأسس مع نمو الطفل هو الذي سيكون بإذن الله من السمات القوية في شخصيته مع تقدمه في المراحل العمرية اللاحقة، هذه هي الإستراتيجية التي قامت عليها أكاديمية أبي هريرة بممباسا بدولة كينيا، وهذا ما أوضحه ضيفنا فضيلة الشيخ عبدالوهاب إسحق عضو مجلس إدارة الأكاديمية لدى زيارته للكويت..

- وكانت بداية الحوار عن تصور ونبذة مختصرة عن الأكاديمية؟

- فقال مشكورًا: الأكاديمية مشروع خيري غير ربحي يقدم لأبناء المسلمين التعليم الإسلامي والمدني في آن واحد، وفق برنامج الدمج بين العلوم الإسلامية والمدنية في المراحل المختلفة من الروضة إلى الثانوية، وللأكاديمية أقسام لتحفيظ القرآن الكريم والتي يحفظ الطالب والطالبة القرآن الكريم في حدود ثلاث سنوات قبل أن ينضم إلى بقية المراحل في الأكاديمية، وقد وضع الأساس الأول لهذا المشروع الفذ من قبل المحسن عبدالرحمن السلطان الكويتي جزاه الله خيرًا، وقد أقيم المشروع على نفقته على قطعة أرض مساحتها 2.5 فدان تقريبًا في مدينة (ممباسا) الكينية على ساحل شرق إفريقيا وذلك في عام 1410 ه الموافق 1990م والحمد لله فإن هذا المشروع التعليمي ما زال في تقدم مستمر.

       وقد بدأ المشروع بداية متواضعة في عام 1415 هـ الموافق 1995م، بمرحلتي الروضة والابتدائية؛ حيث التحق به خمسون طالبًا وطالبة في كل المرحلتين، وبعد مرور 17 عامًا قطعت الأكاديمية شوطًا بعيدًا بتوفيق الله وفضله حيث انضم إليها الآن ما يقارب 1500 متعلم في المراحل التعليمية المختلفة.

- ما أقسام الأكاديمية؟

- الأكاديمية بها أقسام من أهمها: قسم تحفيظ القرآن الكريم، ثم قسم الروضة، ثم الابتدائية، ثم المتوسطة، ثم الثانوية وأخيرًا قسم لتعليم الكبار.

- ما الرؤية والرسالة التي تسعى الأكاديمية لتحقيقها؟

- تسعى الأكاديمية لتكون أكاديمية نموذجية تقدم تعليمًا عالي الجودة يشمل العلوم الإسلامية والمدنية معًا من مرحلة الروضة إلى الثانوية لإعداد جيل متوازن وناجح وقادر على المشاركة في بناء الأمة.

       وأما رسالة الأكاديمية فتهتم بالتحصيل العلمي المتميز، وبناء الأخلاق المستقيمة، وتسعى إلى تحقيق تلك المقاصد عن طريق التربية، والتدريس، والتثقيف، وتوفير الخدمات المطلوبة، وحسن الإدارة، وتقديم كل الأسباب التي تؤدي إلى رفع مستوى الطالب أو الطالبة العلمي والثقافي والسلوكي.

-  وماذا عن أهداف الأكاديمية ؟

- تنطلق الأكاديمية لتحقيق رؤيتها والرسالة التي وضعتها على أرض الواقع من خلال أهداف عدة أهمها:

- تخريج جيل متعلم وفعال في المجتمع يسهم في بناء الوطن.

- تخريج طالب مسلم متفوق علميًا وسلوكيًا يحمل المعرفة الشرعية والعلوم المدنية في آن واحد.

- ترسيخ العقيدة الصحيحة في نفس المتعلم وتأصيلها.

- الإسهام في إيجاد حلول جذرية لمشكلات المسلمين في مجال التربية والتعليم.

- ما الذي يميز الأكاديمية عن غيرها من المؤسسات التعليمية في كينيا؟

- وجود نخبة من المدرسين المتخصصين في العلوم الإسلامية والمدنية.

- وجود جو علمي إسلامي يشجع على الالتزام والهدوء لتنعكس آثاره إيجابيًا على مستوى الطلاب في المدرسة.

- يُحَصِّل الطالب بعد أن يتخرج فرصًا كثيرة للتخصص إما في العلوم الشرعية بالجامعات الإسلامية أو في العلوم المدنية في بلده أو خارجه.

- وجود قسم قوي ومتميز لتحفيظ القرآن الكريم.

- ما أهم الإنجازات التي حققتها الأكاديمية وما تطلعاتكم المستقبلية؟

- بفضل الله خلال فترة زمنية قياسية حققت الأكاديمية نجاحًا ملموسًا في التربية والتعليم ولاسيما في البرنامج التوفيقي ما بين العلوم الإسلامية والمدنية كما استطاعت أن تكتسب ثقة المجتمع المسلم في منطقة شرق إفريقيا المهتم بالتعليم.

وأما عن تطلعاتنا المستقبلية فقد حددنا عدداً من الأهداف الإستراتيجية لتطوير الأكاديمية أهمها:

- نقل المرحلة الثانوية إلى مكان مناسب مع إقامة قسم داخلي يتسع لألف طالب.

- فتح فروع للأكاديمية في المدن الرئيسية في المنطقة مثل نيروبي (العاصمة) وغاريسا وماليندي، وكمبالا (عاصمة أوغندا)، ودار السلام ( تنزانيا ) وغيرها.

- كما أن من أهدافنا الإستراتيجية في المستقبل إيجاد كلية تدريب المعلمين لتأهيلهم على أساس برنامج الدمج ما بين العلوم الإسلامية والمدنية، وكذلك إيجاد كليات أخرى في تخصصات مختلفة ثم تحويل الكليات إلى جامعة متكاملة بإذن الله تعالى.

- ثم نسعى إلى إيجاد وقفيات لمشاريع وبرامج المجلس ولاسيما في القسم العلمي من أجل أن تغطي تلك العوائد.

- أخيرًا: ألا تواجهكم صعوبات وعقبات لتنفيذ هذه المشاريع وأنتم في دولة أغلب سكانها من النصارى؟

- كينيا دولة علمانية ديمقراطية فيها هامش كبير من الحريات، والطوائف المختلفة في كينيا تتسابق في تلك المجالات المذكورة ولاسيما في مجال التعليم الحر، ومن تلك الطوائف الأقلية المسلمة والتي تسعى جاهدة إلى إيجاد مؤسسات تعليمية تلتزم بمنهج وزارة التعليم في العلوم المدنية يضاف إليها منهج العلوم الإسلامية ومن تلك المؤسسات أكاديمية أبي هريرة التي نتحدث عنها.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك