رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وليد إبراهيم الأحمد 16 يوليو، 2012 0 تعليق

أوضاع تحت المجهر! .. ولطلبتنا بقالات !


      الأسبوع الماضي أصدرت محكمة التمييز حكما يعد الأول من نوعه يقضي برفض دعوى أقامها أحد طلبتنا الدارسين بالخارج للاعتراف بشهادته التي حصل عليها من الفلبين!

        هذا الحكم الذي أفرحني كثيرا يكشف لنا الكم الكبير من الشهادات (المضروبة) التي يحصل عليها عيالنا من بقالات التعليم في الخارج بحيث يتم شراؤها بآلاف الدنانير ثم يعودون إلى البلاد مرفوعي الرأس ليطالبوا «التعليم العالي» الاعتراف بأوراقهم أو معادلتها كسائر الشهادات الأخرى!

        وتكمن المصيبة هنا عندما يفشلون في ذلك وتوصد الأبواب في وجوههم فيتجهون إلى نواب بعض الأمة ليلعلعوا ويهددوا ويزبدوا متباكين على ضياع مستقبل فلذات أكبادنا بحرمانهم من الاعتراف بشهاداتهم، دون أن ينسوا التباكي على الفساد التعليمي الذي تعيشه البلاد!

       مقابل ذلك هناك جانب آخر لا بد من ذكره والحكومة مقبلة هذه الأيام على ابتعاث خريجي الثانوية العامة، وهو التأكيد على عدم توريط عيالنا بجامعات (لك عليها) بحيث يتم سحب الاعتراف بها أثناء دراستهم فجأة ليفاجؤوا بأن كلياتهم أصبحت خارج الحسبة التعليمية ومستواها أضحى علميا (ترللي)!

         أقول ذلك ليس من وحي الافتراض، فقبل أكثر من 10 أعوام تقريبا هاتفني أحد القراء من طلبة البعثات الخارجية طالبا تبني قضيته المتمثلة في سحب إدارة التعليم العالي الاعتراف بجامعته التي يدرس بها فجأة!

        سألته: هل الإدارة هي التي أرسلتك لتلك الجامعة لتدرس بها في الخارج أم (من كيفك)؟: أجاب الإدارة نفسها، فكتبت مقالة وقتها ناشدت بها مديرة التعليم العالي آنذاك د.رشا الصباح التدخل وإنصاف المظلومين، فاتصلت الدكتورة مبدية تدخلها لحل المشكلة والتأكيد على أهمية التمييز بين الجامعات المعترف بها و(المضروبة) حتى تم حل المشكلة.

       هنا يجب علينا أن نفرق بين الحالتين، فعندما تبتعث إدارة التعليم طلبتنا عن طريقها إلى جامعات محددة معترف بها ثم تورطهم عندما تسحب ذلك الاعتراف، دون أن توفر لهم بدائل الانتقال إلى جامعات أخرى أو تخطرهم بضرورة الرحيل، وبين من يقوم بنفسه باختيار البقالة التي يريد أن يشتري منها بضاعته، كما يحدث في السنوات الأخيرة عندما يقوم بعض طلبة المراحل الأخيرة للثانوية العامة باستكمال دراستهم بالاتجاه لبعض بقالات مدارس الثانوية في الخارج، بحيث لا يذهبون لها إلا في الاختبارات الشكلية مدفوعة الثمن، ثم يعودون فرحين بحصولهم على أعلى الدرجات وبمعادلة شهاداتهم بالثانوية الكويتية!

على الطاير

         أحد الحاصلين على شهادة الدكتوراة (المضروب جنبها) عرفته يوما على أحد المسؤولين قائلا للمسؤول: هذا هو الدكتور فلان بن فلنتان، وعندما انتهت المقابلة زعل علي قائلا « ما له داعي تقول له إني دكتور »!

قلت: لماذا؟ فأجاب: من تواضع لله رفعه!

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك