أوضاع تحت المجهر! مبروك ولكن ..!!
.. والآن بعد أن حطت المعركة الانتخابية رحاها، بإعلان النتائج وراحت (السكرة) لا بد أن تأتي (الفكرة)، التي ازعجونا بها النواب صباحا ومساء، وجعلونا نصوت لهم في عز الحر وفي شهر الصوم؛ من أجل أن يصدق كل هؤلاء في وعودهم!
لم يتبق أحد إلا وتحدث عن (التنمية)، وأنه سيقوم بما لم يقم به عنتر أيام زمانه، من تصحيح وتصليح وردم وترميم وكشف للتجاوزات والاختلاسات وسن القوانين؛ لمواجهة الفساد الفني والاداري، وملاحقة سراق المال العام، سعيا للنهوض بالوطن اقتصاديا وسياسيا، وتحقيقا لتلك التنمية، التي كانت العلامة الفارقة في ندواتهم، وغيرها من المثاليات السهلة بالكلام!
وقد جاء الوقت الآن للبدء بالتشريع والرقابة، لعل وعسى أن يتم تصحيح شيء يسيرا من أوضاعنا المقلوبة، وحتى يثبتوا بأن طلقاتهم الموجهة في وجه الحكومة في مقارهم الانتخابية لها ثمن (فالصو)!
وإذا ما كان هذا هو الدور التشريعي الملقى على عاتق النواب اليوم، فإن دور الحكومة التنفيذي لا بد أن يختلف عن سابقه، والحكومات المتعاقبة من روتين ممل وخوف من المواجهة وسهولة ابتزاز النواب لها، من خلال إبراز سلاح الاستجواب!
و(على طاري) الاستجواب لا بد أن يدرك النواب الجدد بأن هذه الأداة الدستورية ليست لعبة للتسلية، أو لإبراز العضلات، التي أصبحت في السنوات الأخيرة موضة ووجاهة؛ ليتسابق كلٌّ منهم في أول ثلاث شهور فيمن يستخدمها قبل الآخر؛ ليضع البلد في متاهات فارغة ومعارك جانبية، وتعود حليمة لعادتها القديمة، وينطبق علينا المثل: «لاطبنا ولاغدا الشر»!
كبروا عقولكم يا نواب الأمة، نقولها من الآن، فمن يرفع هذه العصا في الشهور الأولى من عمر هذا المجلس، لا بد أن يردعه ناخبوه بالعصا نفسها، لكن من خلال الهجوم عليه بالنقد، وعدم مجاملته، أو بنصحه (ليكبر عقله)، و(يركد) قليلا، حتى يجلس أعضاء الحكومة على مقاعدهم، ويفتحوا حقائبهم الوزارية!
وإذا ما وصل هذا المجلس لتلك المرحلة من الفوضى غير الخلاقة، فلا بد أن نطالب بصوت واحد (ارحل ارحل يا مجلس)؛ لأننا اعتدنا في السنوات الأخيرة على طيران مجالسنا النيابية، إما بالحل أو بالإبطال لخطأ إجرائي .. (وناسة)!
على الطاير
نكتب سطورنا هذه قبل إعلان أسماء الفائزين بالانتخابات، ولكن نتوقع -وقد أعلنت النتائج- أن تطير معظم الأسماء التي كانت في المجلس المبطل من التي وصلت بالصدفة!
ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع.. بإذن الله نلقاكم!
لاتوجد تعليقات