أنسب لحظة للموت
سيظل عُمر كل عبد من عباد الله أمراً يتعلق بحكمة الله في خلقه وعلمه بأحوال عباده, فهذا يموت صغيراً.. وذاك يموت كبيراً.. وآخر يموت طفلاً.. ويموت هذا شاباً.. وهذا يموت في اللحظة التي تعطيه فيه الدنيا مايريد.. وهذا يموت قبل أن يبلغ ما يريد.. حكمة لا نعرفها وعلم لا نعلمه..
لكن المؤكد أن لله حكمته في أعمار عباده , والمؤكد أن كل عبد من عباده له حال خاصة مع ربه، مثل هذا الذي يبقيه لينتفع الآخرون من خيره، والآخر يأخذه ليستريح الناس من شره، مثل الغلام الذي قتله الخضر -عليه السلام- حتى لا يرهق والديه المؤمنين طغياناً وكفراً, ومثل هذا الذي يمد في عمره ليبتلي به غيره.. وهذا الذي يأخذه ليستريح من عناء الدنيا بعدما قدم أجمل ماعنده.. وهذا الذي يأخذه ليوفيه أجره ويرفع مكانة غيره..وهذا الذي يأخذه لتتغير أحوال آخرين من بعده.. وهذا الذي يأخذه قبل أن تسيطر عليه دنيا فانية.. وهذا الذي يأخذه بعد أن يؤدي رسالته ويفي بالمطلوب منه.
يبدو أن أحداثاً كثيرة تحدث في دنيانا وستحدث في آخرتنا لها علاقة وثيقة بأعمارنا.. ويبدو أن أمر أعمارنا لا يخصنا نحن فقط لكن يخص آخرين حولنا.. يكفي أن ندرك أن الله أعلم بنا منا حتى تنزل السكينة على قلوبنا ونحن نواجه الموت، ويكفي أن ندرك أن اللحظة التي سنموت فيها هي لحظة اختارها الله لحكمة يعلمها الله.. وستكون هذه اللحظة هي أنسب لحظة للموت.
لاتوجد تعليقات