أمضى حياته على منهج السلف وخدمة العمل الخيري والدعوي – عبدالعزيز الياسين في ذمة الله
بعد مسيرة حافلة في العمل الخيري والدعوي، كان فيها مثالاً للبذل والعطاء، ودَّعت الكويت الأربعاء يوم 1 فبراير 2023 أحد رجالات الخير والإحسان، ومدير إدارة لجان الزكاة السابق بجمعية إحياء التراث الإسلامي عبدالعزيز علي سيف الياسين، الذي أمضى حياته على منهج السلف ساعيًا في قضاء حوائج الناس، مجتهدًا في العمل الخيري -نحسبه والله حسيبه.
البريه: كان شيخًا من مشايخ الدعوة
بهذه المناسبة قال نائب رئيس مجلس إدارة جمعية إحياء التراث الإسلامي ومدير الوقف الخيري سليمان البريه: لقد فقدنا أخًا عزيزًا لنا، وشيخًا من مشايخ الدعوة، وأحد الذين عاصروا الدعوة منذ بداية تأسيسها؛ فقد كان الشيخ عبد العزيز الياسين –رحمه الله- من الإخوة الذين عاصرناهم في بدايات الدعوة السلفية المباركة، وكانت له مساهمات مشهودة وبصمات واضحة، سواء في العمل الخيري في جمعية إحياء التراث الإسلامي، أم في المجال الدعوي مع إخوانه.
أحد المؤسسين لإدارة لجان الزكاة
وأضاف البريه، ومما يشهد له من إنجازات في العمل الخيري، أنه كان أحد المؤسسين لإدارة لجان الزكاة، وكانت إدارته لها إدارة متميزة، كما كان له دور بارز في إنشاء مشروع الوقف الكبير الذي يعد من أفضل المشاريع الوقفية في الكويت كلها، فقد أسس هذا المشروع وتبنى فكرته حتى وصل إلى ما وصل إليه الآن، وأينع وآتى ثماره، حتى أنْ من جاء بعده وجد عملاً متكاملاً.
دور بارز في الدعوة
وأضاف البريه، لم ينحصر عمل الياسين –رحمه الله- في العمل الخيري فقط، فقد كان له دور بارز وعمل مشهود في الدعوة إلى الله -تعالى-؛ فكانت له دروس مستمرة ودعوة إلى الله -سبحانه وتعالى- بالحكمة والموعظة الحسنة، كما كان له مشاركات مع إخوانه في مختلف أنشطة الدعوة في المناطق كافة.
علاقة شخصية
وأشار البريه إلى أنه كانت تربطه بالياسين –رحمه الله- علاقة شخصية، فقد زاملته في الحج وفي رحلات العمرة مرارًا، فكان هو المحفز والداعم لهذه الرحلات، كما كان مشجعًا على استمرارها، كما كانت لنا رحلات خاصة في بعض البلدان، وكان كريمًا مع إخوانه، فكان يستقبلنا في بيته ويحسن ضيافتنا، وكان حسن المعشر والخلق في التعامل مع جميع إخوانه، وترك بينهم بصمة لا تنسى، فنسأل الله أن يكون ما أصابه من مرض في الدنيا رفعة لدرجاته وتكفيرًا ليسئاته، وأن يلهم إخوانه الصبر والسلوان، وأن يسكنه فسيح جناته.
العبدالمحسن: كان خير صديق وخير أخ في الله
وعنه قال الشيخ خالد إبراهيم العبد المحسن: عرفت أخانا عبدالعزيز الياسين –رحمه الله- منذ عام 1979، فكان خير صديق وخير أخ في الله، ومنذ عرفته وجدته دؤوبا وشغوفًا بعمل الخير والدعوة إلى الله على منهج السلف الصالح -رضوان الله عليهم-، فكان يسعى على الأرملة والمسكين واليتيم، كما أنه كان حريصًا على المشاريع الخيرية داخل الكويت وخارجها، وكان كثير الزيارة للبحرين؛ فكان يزورها كل فترة، ويلتقي مع الإخوة والمشايخ هناك، منهم: أحمد الزايد، وصالح الفضالة، وعادل المعاودة وعلى رأسهم الشيخ دعيج الخليفة الذي أسس الدعوة السلفية هناك.
وأضاف العبدالمحسن أنه عمل رئيسًا لإدارة لجان الزكاة فترة طويلة، وهذه اللجنة سعت في عمل المشاريع ومساعدة الأسر داخل الكويت وخارجها، وقد تميز في إدارته لها، كما أنني لازمته في الحج قرابة 40 عامًا مع شباب العديلية، حتى توقفت رحلات الحج بسبب جائحة كورنا.
وبين العبدالمحسن أن الياسين –رحمه الله- تميز بهمته العالية في الدعوة إلى الله -تعالى- وحرصه على ملازمة إخوانه في الدروس والفعاليات المختلفة، فكان نادرًا ما يغيب عن دروس الأحد والخميس في ديوانية الشيخ سليم السليم –رحمه الله-، كما شاركنا في زيارة العلماء الكبار الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ الألباني –رحمهم الله- وكذلك زيارة هيئة كبار العلماء، فكان شغوفًا بلقاء العلماء والأخذ عنهم، وهذه نبذة بسيطة عن أخينا عبد العزيز الياسين –رحمه الله-، أسأل االله -جل وعلا- أن يجعل ما قدم في موازين حسناته، وأن يرفع درجته في عليين.
السنان: على منهاج السلف
قال عنه نائب المدير العام للهيئة العامة لشؤون القصر عبداللطيف السنان: من نعم الله علينا وعلى بلدنا الكويت حب الخير والإحسان، وقضاء حوائج الناس، وارتقاء العمل الخيري إلي ثقافة تلازم الشخص خلال حياته، ويجنى ثمارها بعد وفاته، وقد ودعت الكويت أحد رجالات الخير والإحسان الذين وهبوا حياتهم في مسيرة الخير والإحسان، الشيخ عبد العزيز الياسين، الذي رافقته كثيرا منذ كنت مديرًا في إدارة التوعية والإرشاد في وزارة الشؤون، عندما بدأت الحملة الخيرية الأولى مع إدارة لجان الزكاة التابعة لجمعية إحياء التراث الإسلامي، وكان الفقيد -رحمه الله- مديرًا لإدارة لجان الزكاة لدعم الخدمات المقدمة للفئات الخاصة وتنميتها، في مجمع دور الرعاية الاجتماعية وكان لها الأثر الطيب في دعم الفئات الخاصة.
قضاء حوائج الناس
وأضاف السنان، إن فضل الله على أخينا عبد العزيز الياسين –رحمه الله- أنه كان يسعى في قضاء حوائج الناس والإحسان إليهم، وإن ذلك من أعظم أعمال البر؛ فقد فضل أهل العلم الأعمال ذات النفع المتعدي إلى الآخرين على النفع الخاص، وقد ثبت الترغيب في ذلك، كما في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «المسلمُ أخو المسلمِ لا يظلِمُه ولا يُسلِمُه مَن كان في حاجةِ أخيه كان اللهُ في حاجتِه ومَن فرَّج عن مسلمٍ كُربةً فرَّج اللهُ بها عنه كربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ ومَن ستَر مسلمًا ستَره اللهُ يومَ القيامةِ»، وفي صحيح مسلم ومسند أحمد وغيرهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من نفَّسَ عن مسلمٍ كُربةً مِن كُربِ الدُّنيا نفَّسَ اللَّهُ عنهُ كربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ ، ومن يسَّرَ على مُعسرٍ في الدُّنيا يسَّرَ اللَّهُ عليهِ في الدُّنيا والآخرةِ، ومن سَترَ على مُسلمٍ في الدُّنيا سترَ اللَّهُ علَيهِ في الدُّنيا والآخرةِ، واللَّهُ في عونِ العَبدِ، ما كانَ العَبدُ في عونِ أخيهِ».
السلف رحمهم الله
وكان السلف -رحمهم الله- لا يرون لأنفسهم فضلاً على صاحب الحاجة، بل يرون الفضل لصاحب الحاجة الذي علقها بهم، قال ابن القيم – رحمه الله – في وصف شيخ الإسلام ابن تيميه: «كان شيخ الإسلام يسعى سعيًا شديداً لقضاء حوائج الناس»، وإن رجلا أمضى حياته على منهج السلف يقضى حوائج الناس، مجتهدًا في العمل الخيري، نحسبه عند الله من الأخيار، رحم الله فقيدنا الشيخ عبد العزيز الياسين، وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
السلطان: رمز من رموز الدعوة
أما مدير إدارة الكلمة الطيبة د. خالد سلطان السلطان، فقال عنه: رحم الله أبا عبدالله عبدالعزيز الياسين؛ فقد عاش حياته كلها في خدمة الدعوة والعمل الخيري حتى أصبح رمزا من رموزها وعلامة من علاماتها، وقد شرفت بمعرفته وإخوته والسفر معه في عديد من الرحلات الدعوية، ووجدته رجلا صاحب همة عالية، وأخلاق كريمة، أمين وصادق في عمله؛ ولذلك تميزت إدارته للجان الزكاة، فكان له دور بارز فيها وفي تطويرها والارتقاء بها، وكانت له بصمات واضحة في إدارة الوقف التي كان صاحب فكرة إنشائها، ولا نملك إلا أن ندعو الله -تعالى- أن يرزقه الفردوس الأعلى، وأن يرزق أهله وأحبابه الصبر والأجر.
الياسين في سطور
ولد الياسين –رحمه الله- في منطقة القبلة، ثم بدأ تعليمه في حضانة الأحمدية، ثم درس الابتدائية والمتوسط في منطقة خيطان، ثم انتقل إلى كيفان ودرس فيها الثانوية، ثم تخرج من الثانوية والتحق بالمعهد الزراعي، وبعد أن تخرج فيه عمل بالهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية، كما شغل منصب مدير إدارة لجان الزكاة بجمعية إحياء التراث الإسلامي، فكانت له بصمات واضحة ومميزة خلال إدارته لها.
لاتوجد تعليقات