رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سامح أبوالحسن 7 أغسطس، 2012 0 تعليق

أكدوا على ضرورة الدعاء لهم ودعمهم بالمال- دعاة وأساتذة شريعة لـ المسلمين عبر «الفرقان»: أغيثوا سوريا وبورما وفلسطين


       
سوريا وبورما وفلسطين والصومال واليمن... جراحات في جسد الأمة الإسلامية يجب على المسلمين أن يمدوا يد العون لهم، هذا هو ما طالب به دعاة في تصريحات متفرقة عبر مجلة «الفرقان»؛ حيث أكدوا أنه من حق المسلم على أخيه التأييد والإعانة، فللمسلم حق موالاته وإعانته وتأييده عند حاجته حسب القدرة باليد والسلاح أو بالدعاء والمقال، والدعاء مشروع كل وقت فلا يتقيد بقنوت النازلة.

       وبينوا أن قوةَ أيّ أمة وسلامتها إنما هي في قوة العلاقة والترابط بين أفرادها، فإذا كانت علاقة أفرادها علاقة حبّ وتعاون على الخير ازدهرت حياتها واستقرت أمورها، وأكدوا على ضرورة دعم المسلمين فى سوريا وبورما واليمن وفلسطين والصومال بالمال؛ وذلك لأن الجهاد بالمال قدم فى بعض الآيات على الجهاد بالنفس.

       فى البداية قال  الداعية الإسلامي وأستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور سليمان معرفي: إنه إذا عمر قلب العبد بالإيمان وامتلأ بالرحمة والإحسان فيحس بإخوانه ويرجو لهم الخير ويتألم لما يصيبهم لأن رابطة الإيمان في قلبه لا تنازعها رابطة أخرى فيستحضر قول الله سبحانه: {وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}، فالشعور بالأخوة الإيمانية هو أعظم شعور في العلاقات البشرية؛ لأنه لله سبحانه وتعالي، فمن أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لذا على المسلم أن يشعر بإخوانه في سوريا وبورما وفلسطين وغيرها من الدول الإسلامية التى يقتل فيها أبناؤهم وتنتهك فيها أعراضهم.

       وطالب معرفي المسلمين بضرورة التضرع إلى الله والدعاء لأخواننا فى سوريا وبورما حتى يخرجوا من محنتهم؛ فإن الله سبحانه وتعالى وصف حال رسوله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في غزوة بدر بأنهم كثيرو الاستغاثة به رجائه ودعائه فقال: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين}، فأين نحن من الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته بالدعاء للمجاهدين بالنصر، وخذلان عدوهم؟! أين نحن من ذلك السلاح العظيم والمنجي لنا من بطش الأعداء؟ وأين الإلحاح على الله بأن يكشف الضر عن المسلمين؟! وأين الانطراح بين يديه؟! وأين الانكباب عليه؟! وأين التوجه إليه؟!

       وأضاف معرفي أن هناك أسلحة أخرى كثيرة يستطيع المسلم استغلالها لنصرة إخوانه المسلمين وهى الجهاد بالمال، فقد قدم الله سبحانه وتعالى الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس فى آيات كثيرة؛ لذا علينا أن نتوجه إلى الجمعيات الخيرية بزكاة أموالنا والصدقات ونجعلها فى سبيل نصرة إخواننا المسلمين في سوريا وبورما وفلسطين وشتي بقاع الأرض.

       فيما أكد الداعية الإسلامي الشيخ فهد الجنفاوي: أن أبرز ما جاءت به الشريعة المطهرة العلاقة بين المسلمين بعضهم مع بعض، فجاءت التشريعات واضحة بينة تقوي تلك العلاقة، وتحرِّم كل ما يفسدها ويدنسها، ومن تلك التشريعات الربانية في تقوية العلاقات بين المسلمين بعضهم مع بعض وجوب التواد والتراحم والتعاطف بينهم؛ لذا فعلى المسلم أن يشعر بأخيه المسلم وأن يشاركه ما يحدث له، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في تراحمهم وتعاطفهم وتوادهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».

       وأوضح الجنفاوي أنه يجب علينا بوصفنا مسلمين تجاه ما يحدث لإخواننا في سوريا وبورما أن نشعر بمعاناتهم ونستشعر أن هناك مسؤولية ملقاه على أعناقنا فضلاً عن  سلاح الدعاء، فلا يخفى علينا ما يحدث في سوريا وفي بورما من قتل وتشريد وتنكيل واغتصاب وهدم للبيوت؛ لذا علينا أن نتضرع إلى الله عز وجل أن ينصرهم ويثبت أقدامهم، وأن يخزي أعدءهم وعلينا أيضا أن نجاهد فى سبيله والجهاد ليس فقط بالنفس، فالكثير من الآيات التي حضت على الجهاد فى كتاب الله عز وجل دعت إلى الجهاد بالمال بل قدم الجهاد بالمال فى آيات كثيرة على الجهاد بالنفس فقد قال الله تعالى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ}، فقدم الله سبحانه وتعالى الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس.

       وأشار الجنفاوي إلى أن المسلمين فى سوريا لا يحتاجون جهادا بالنفس بقدر حاجتهم إلى الجهاد بالمال، فهم يحتاجون إلى الدعم على حسب ما نقلته اللجان الخيرية التي تتواصل مع السوريين، مؤكدا على ضرورة نشر قضيتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر الصحف والمجلات، خصوصا أن بعض الناس إلى الآن لا يعرفون عن قضية سوريا أو بورما الكثير فهم مغيبون بسبب بعض وسائل الإعلام المضللة، ناهيك عن أن البعض منهم يتخيل أن نظام بشار أو حاكم بورما لا يملك من أمره شيئا وأنه على حق والثوار على الباطل؛ لذا فنشر قضيتهم هو أمر يستطيعه المسلم أيضا.

       ومن ناحيته قال عضو مجلس إدارة جمعية مقومات حقوق الإنسان وأمين الصندوق الدكتور المنذر الحساوي: من حق المسلم على أخيه التأييد والإعانة، فللمسلم حق موالاته وإعانته وتأييده عند حاجته حسب القدرة باليد والسلاح أو بالدعاء والمقال، والدعاء مشروع كل وقت فلا يتقيد بقنوت النازلة أو دعاء الخطيب في الجمعة، بل يوطن المسلم نفسه على الدعاء لإخوانه في كل وقت وحال ولاسيما عند اشتداد المحن وانتهاك حرمات المسلمين.

       وأشار الحساوي إلى أن قوةَ أيّ أمة وسلامتها إنما هي في قوة العلاقة والترابط بين أفرادها، فإذا كانت علاقة أفراد ها علاقة حبّ وتعاون على الخير ازدهرت حياتها واستقرت أمورها، وإذا كانت العلاقة علاقة مصالح محضة وعلاقة أنانية فإن هذا يعود على الأمة بالتفرق وذهاب الريح، يقول تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا}.

       وأكد الحساوي أنه من الواجب على الأمة الإسلامية تجاه ما يحدث في سوريا وبورما التضرع إلى الله عز وجل بالدعاء أن ينصرهم على أعدائهم وأن يفرج همهم، مطالبا بضرورة دعمهم أيضا بالأموال فهو جهاد فى سبيل الله كما قال تعالي: {الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُون}؛ ولهذا حثنا صلى الله عليه وسلم على الإحساس بمعاناة المسلمين، فعن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«فكوا العاني، وأجيبوا الداعي، وأطعموا الجائع، وعودوا المريض».

       وطالب الحساوي بضرورة نشر القضايا الإسلامية خصوصا أن هناك أناسا التبس عليهم الحق بالباطل؛ لذا على الإعلاميين الذين لا يخافون في الله لومة لائم أن ينشروا القضية حتى يعرف المسلمون حقيقة ما يحدث لإخواننا فى سوريا وبورما وغيرهما من بلاد المسلمين.

       فيما قال الإعلامي عدنان المضاحكة: إن الظروف التي يمر بها العالم الإسلامي في هذه الأيام هي ظروف صعبة وغير مسبوقة، فهناك أكثر من مكان تنزف فيه جراح الأمة، فهناك الجرح الدائم فلسطين، وهناك سوريا وبورما، بالإضافة الى المجاعات فى اليمن والصومال، فهذه الآلام تجعل الجهود وإن بذلت تتبعثر، مطالبا المسلمين وهم في شهر الصيام أن يشعروا بمعاناة إخوانهم فى دول العالم، وأن يوجهوا صدقاتهم وزكاة أموالهم فى سبيل نصرتهم وفي سبيل إنقاذهم من المجاعات.

       وبين المضاحكة أن الكويت كانت سباقة في الوقوف بجوار الحق السوري، فأرسلت اللجان الخيرية وأرسلت اللجان الطبية وذلك لمداواة اللاجئين في الأردن وعلى الحدود السورية التركية، وهذا إن دل على شيئ فإنما يدل على أن العمل الخيري الكويتي فوق مستوى الشبهات لا كما يدعي البعض ويحاول البعض الآخر تشويهه.

       وأضاف المضاحكة أنه مما يزيد من شعورنا بما يحدث في الدول الإسلامية، مرورنا هذه الأيام بذكرى الغزو العراقي الغاشم، فسوريا وبورما والصومال واليمن وفلسطين فى نفس المصير الكويتي من قبل؛ لذا من الواجب علينا أن ندعمهم بالمال والسلاح وذلك للخروج من الأزمات التي تلاحقهم.

وطالب المضاحكة وسائل الإعلام بنشر أخبارهم حتى يعرف العالم كله ما يحدث في هذه الدول، خاصة أن هناك أناسا مغيبين عن تلك الأحداث؛ لذا على المسلمين أن ينشروا أخبارهم عبر المواقع الإلكترونية والمنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي والمقالات وغيرها. 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك