رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: أمة السلام 18 نوفمبر، 2014 0 تعليق

أفكار دعوية للمعلمات(6) وصــــــــايا للمــعــلـــمــــات

الحمد لله القائل: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (آل عمران:133) والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

     أما بعد، أختي المعلمة، إن العمل لهذا الدين من أشرف الواجبات فكيف إذا امتزجت بمهمة التعليم؟! من هذا المنطلق أردت -مستعينة بالله- أن أقدم لك بعض الأفكار والمقترحات لمن أرادت العمل الجاد والعزيمة الصادقة، فلا تجعليها للقراءة فقط، واهرعي إلى العمل؛ لأن الوقت يمضي دون توقف. والمسؤولية الملقاة على عاتقك عظيمة، فهات يدك وهلمي إلى العمل والله يحفظك ويرعاك.

وصايا للمعلمات

أيتها المعلمة، والله الذي لا إله إلا هو إن هذا المجال واسع جداً. وزاخر جداً غفلت عنه الكثيرات ممن في أنفسهن الخير والسعي إليه بل والدعوة إليه بشتى الطرائق. 

- إن داعية مثلك غيورة على محارم الله أن تنتهك لابد لها من حصيلةٍ من علم تعينها -بعد توفيق الله- على الدعوة والإصلاح فلا تهملي نفسك في خضم مشاغلك واهتمامك من تزويدها بالعلم النافع والقراءة المفيدة في كتب أهل العلم من تفسير للقرآن الكريم أو جولة في رحاب أحاديث المصطفي صلى الله عليه وسلم . ولا تنسي أختي المعلمة الداعية أن الكلام المحلى بآيات عذبة من كتاب الله عز وجل وأحاديث من أقوال المصطفي صلى الله عليه وسلم  وأقوال بعض السلف الصالح يقع تأثيره في القلب أكثر من غيره، ويجد قبولاً أكثر من الكلام الخالي من ذلك.

- ألحي على الله -عز وجل- بالدعاء لك بالتوفيق والسداد والهدى والرشاد، وأن يرزقك الحكمة؛ فهي من أهم سمات الداعية إلى الله -تعالى- وادعي لمن حولك بالهداية والصلاح ولا تيأسي؛ لأن القلوب بين يدي الله يقلبها كيف شاء سبحانه وتعالى. 

     وتذكري دائماً عظمة الله -عز وجل- في كل عمل تعملين حتى لا يدخلك الإعجاب بعملك فيحبط عياذاً بالله، وتذهب كل أعمالك أدراج الرياح. والأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى، وإذا ما حققت الإخلاص نفع كلامك بإذن الله -عز وجل- ووجد طريقه إلى القلوب. قيل لحمدون بن أحمد: ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا؟ قال: لأنهم تكلموا لعز الإسلام ونجاة النفوس ورضا الرحمن ونحن نتكلم لعز النفوس وطلب الدنيا ورضا الخلق. واستحضري أيتها المعلمة الداعية رقابة الله عليك، فهو عالم بسريرتك وعلانيتك، وهو سر بينك وبينه.

إليك يا معلمة القرآن الكريم:

     قال صلى الله عليه وسلم : «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» (رواه البخاري).  إنك -والذي نفسي بيده- لتمتهنين أشرف مهنة، كيف لا؟! وأنت تعلمين القرآن الكريم منهاج هذه الأمة وشريعتها وسر سعادتها وسيادتها في الدنيا والآخرة، منور الظلمات، مفرج الكربات، شفاء العليل، ويقظة الكليل، مفتاح طمأنينة القلوب، والمقرب إلى الخالق علام الغيوب؛ فلا تجعلي حصة القرآن الكريم كغيرها من الحصص؛ وهذا والله ما تفعله الكثيرات من المعلمات هداهن الله أما أنت فأربأ بك عند ذلك فأنت داعية تتحينين كل فرصة للدعوة إلى الله عز جل.

وإليك بعض المقترحات في ذلك:

- علمي طالباتك أنه لا يجوز لهن مس المصحف دون وضوء، وأثبتي ذلك بالأدلة وفتاوى كبار العلماء، وحثيهن على الاستعداد لحصة القرآن الكريم بالوضوء قبلها.

- قال صلى الله عليه وسلم : «الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة» (رواه البخاري) أي مع الملائكة. من هذا المنطلق أحث همة الداعية مثلك أن تعلم طالباتها القراءة الصحيحة وما تيسر من أحكام التجويد، حتى تسمو قراءتهن، وتتقوم ألسنتهن في قراءة القرآن الكريم.

- كثير من الطالبات يمنعهن الحياء من تحسين أصواتهن وترتيل كتاب الله -عز وجل- فقومي بدورك بتشجيعهن على ذلك والحزم في ذلك وامنعي الضحك؛ لأن هذه حصة القرآن الكريم.

- فسري لهن آيات القرآن الكريم تفسيراً واضحاً سهلاً وأثناء ذلك لا تنسي بوصفك داعية حثهن على العمل والاقتداء ومزج ذلك بالترغيب والترهيب.

- أنت داعية فلا تكوني دنية الهمة ككثير من المعلمات لا يرعين لحصص القرآن الكريم أي اهتمام فهن يقمن بتشغيل المسجل ويتركن الطالبات.

- أما أنت يا معلمة المواد الدينية. فالعبء عليك كبير، والمسؤولية بين يديك عظيمة، فالزمي.

- لا تجعلي حصتك حصة روتين: شرح، توبيخ، أسئلة، تدوين في الدفتر، وقبل ذلك على السبورة.

- نبهي الطالبات إلى الأخطاء الدينية التي تعترضك في الدرس وحثيهن على العلم  والعمل.

- كوني قدوة في نفسك وملبسك وأخلاقك داخل المدرسة وخارجها حتى تجدي لقولك صدى في نفسهن.

- بأسلوبك -وأنت داعية ومعلمة- اجعلي الطالبات يشتقن لحصص التربية الدينية وينتظرنها بفارغ الصبر.

- معلمة اللغة الإنجليزية لا تألو جهداً في إظهار قدر الله -عز وجل- في اختلاف الألسن واللغات، وتعدد الجنسيات والألوان، وهو مع ذلك يرى ويسمع ولا يخفى عليه من عباده شيء. فسبحان الله الخلاق العليم.

- كذلك حث الطالبات على استغلال هذه اللغة في الدعوة إلى الله -عز وجل- في المستشفيات والمدارس والأماكن العامة.

- اطلبي منهن كتابة رسائل عن الإسلام وسماحته وصلاحيته لكل زمان، ثم ساعديهن في ترجمة هذه الرسائل ومن ثم إرسالها إلى من لا يعرف هذا الدين. ولا يهمك إن طال الوقت في ذلك.

- لا تنسي أن تنمي لدى الطالبات حب اللغة العربية والاعتزاز بها؛ لأنها لغة القرآن الكريم، وسعت ألفاظه ومعانيه.

- معلمة اللغة العربية، لا تدخري وسعاً في الإشارة بروعة هذه اللغة وجمالها والتذكير بين الفينة والأخرى أن هذه هي لغة كتاب الله عز وجل.

- حاولي جاهدة تقويم لسان الطالبة في نطق العربية الفصحى ولا تتحدثي معهن على الأقل داخل الصف إلا بالعربية الفصحى ولا تقبلي منهن إلا ذلك؛ فهذا سيكون له أثر كبير في تقويم الألسن وحب اللغة.

- في حصص الأدب: اجعلي الطالبات يتذوقن أدب الإسلام الحق وكيف اصطبغ بصبغة الإسلام؟ وكيف كانت جزالته وقوة ألفاظه؟ وكيف أن هذا الدين لم يهمل حتى الأدب؟

- في حصص البلاغة.. لا تغفلي -أيتها الداعية- عن إظهار بلاغة القرآن الكريم وإعجازه؛ حيث جاء متحدياً للعرب بأن يأتوا مع تحدثهم للغة نفسها، ولو بآية منه، ومع ذلك لم يستطيعوا، فأي كلام هذا.

- في حصة التعبير: زودي الطالبات بحصيلة من الأساليب المتنوعة والكلمات الجديدة. مع التعليق المستمر على المواضيع التي يكتبنها وبيان الأفضل منها، واختاري كذلك الموضوعات المناسبة التي يحتجنها وتثير لديهن الحماس والاعتزاز بهذا الدين.

- معلمة مادة الأحياء: ذكري الطالبات بعظيم صنع الله -عز وجل- وأن الإنس والجن لن يستطيعوا أن يخلقوا ولو ذباباً ولو اجتمعوا له؛ لأن الخالق الوحيد هو الله لا شريك له.

- ازرعي في قلوبهن حب التأمل في مخلوقات الله -عز وجل- وأولها الإنسان وكيف خلق بهذه الدقة المتناهية؟ لو اختل منها شيء يفضي به إلى المرض والضرر.

- علميهن شكر الله -عز وجل- على هذه الآلاء والنعم، وأنهن إن شكرن وشكرن لا يبلغن ولا حتى نعمة الصبر مع العلم أن مِنْ شكر هذه النعم صرفها في طاعة الله وأن الله قد يعاقب العاصي بسلبها منه ولو اجتمع من في الأرض لن يعيدوا منها مثقال ذرة إلا بإذن الله.

- اغرسي في قلوبهن مراقبة الله -عز وجل- وذلك بالإشارة بأن الله يرى الخليقة أصغر وحدة بنائية في الجسم ويرى أصغر الحشرات وأدق الميكروبات الصغيرة. ولا ينساها. فيا ترى هل ستغيب عنه أعمالك أيها الإنسان؟ لا وربي.

- عوِّدي ألسنتهن على ذكر الله -عز وجل- إذا رأين ما يثير العجب أو يدهش البصر.

- عند الرسم لا تطلبي منهن بقدر المستطاع أن يرسمن ما فيه روح، وإن كان ولابد فاقطعي القبة والرأس، ولا ترسمها الطالبة فتقع في تصوير ذوات الأرواح.

- معلمة مادة العلوم: أيضاً اجعلي عنوانك هو إثبات عظمة الله في الكون؛ فكل شيء يصادفك هو بقدرة الله -عز وجل- وهو الذي يسر لعباده هذه العلوم.

- تذكري دائماً أن العلماء المسلمين يوم تمسكوا بدينهم منحهم الله العون والتأييد فكانوا قادة العلم في ذلك الوقت أمثال: ابن سينا، والبيروني، والحسن بن الهيثم وغيرهم كثير وكثير في حين كانت أوروبا تغط في سبات عميق.

- مع ذلك العلم كله ذكري الطالبات بقوله الله عز وجل: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}(الإسراء: 85).

- إذا ما عرض لك الانصهار بالحرارة ذكري بأن هذه النار هي جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم فكيف سيكون أثرها على الأبدان والجلود. إلى غير ذلك من الأشياء التي تستطيعين وأنت داعية استغلالها في الدعوة إلى الله عز وجل.. فقط ابذلي جهدك واستعيني بربك وحده.

- معلمة مادة التاريخ: صححي الأخطاء التي قد توجد في كتب التاريخ الإسلامي، وبالأخص ما حدث بين الصحابة رضوان الله عليهم.

- أكدي على ضرورة الاقتداء بالسلف الصالح وكيف فتحوا بالإسلام مشارق الأرض ومغاربها؟

- بعض المسلسلات التي تسمى بالمسلسلات الدينية ترسم صورة مشوهة للكثير من معالم الإسلام والخلفاء وكبار القادة الفاتحين فلا تألي جهداً في إظهار ذلك وبيان الصورة الحقيقية، وعرجي على خطورة مثل هذه الأفلام التي تشوه صور سلفنا الصالح من علماء وقادة وخلفاء ومجاهدين فاتحين.

- أختي المعلمة أيا كان تخصصك، إن مجال الدعوة إلى الله عز وجل مجال واسع جداً؛ ذلك لأن الإسلام شجع العلوم التي فيها صلاح المسلمين وتقدمهم، فما كل هذه الحضارة والرقي إلا بالإسلام وكفى.

- كذلك لا تغفلي عن الدعوة حتى في صياغة أسئلة الامتحان فالأمر سيكون سهلاً لك، فكري بجد وصدق وإخلاص ولا شك ستجدين الصيغة المناسبة التي تخدمك في الدعوة إلى الله عز وجل.

فمثلاً قرأت هدى يوماً أن الغناء محرم في الكتاب والسنة فقررت التخلص منه وكان لديها 60 شريطاً تتخلص في كل يوم من 6 أشرطة فكم يوماً تحتاج للتخلص من جميع الأشرطة المحرمة؟!!

قبل الختام

أيتها المعلمة، تذكري أن هناك من ينافسك في هذا العمل فلا تتأخري ولا تتثاقلي.

وتذكري أن ما دفعني إلى كتابة هذا الكتيب المتواضع هو علمي بأنك تحملين همّ الإسلام وكيف تنفعين من حولك؟ وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

لا تيأسي، وثقي أن الله لا يضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى فأري الله من نفسك خيراً.

ولا تنسي أن ترفعي أكف الضراعة إلى ربك -عز وجل- أن يوفقك ويبارك في وقتك وجهودك فهو قريب ممن دعاه. مجير من لاذ بحماه، {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}(البقرة: 186).

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك