رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 25 أغسطس، 2020 0 تعليق

أفضل الخدمات وأعلى معايير الصحة والسلامة – السعودية سخرت كل إمكاناتها لتأمين سلامة الحجاج وحمايتهم من الإصابة بالوباء

 

وسط ظروف استثنائية استطاعت المملكة العربية السعودية أن تحقق نجاحًا كبيرًا في إقامة موسم الحج لهذا العام، ووصوله إلى بر الأمان، فقد حرصت المملكة على أن يُقام هذا الموسم ولكن بأعداد رمزية، للمحافظة على سلامة الحجاج مع انتشار وباء كورونا. جهود المملكة المبذولة في هذا الموسم، يمكن عدها إنجازاً جديداً، يضاف إلى سجل إنجازاتها في مواسم الحج الماضية، وقد أثبت موسم الحج الحالي أن المملكة ماضية على العهد، ومحافظة على الوعد بخدمة المشاعر المقدسة، وضمان سلامة ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين.

     ما بذلته المملكة في هذا الموسم لا يقل شأناً ولا جهداً عما بذلته في مواسم ماضية، ليس لسبب سوى أنه أقيم وسط إجراءات احترازية (استثنائية) فرضتها المملكة على فعاليات الموسم، ورغم أن عدد الحجاج هذا العام لم يتجاوز الـ10 آلاف حاج من 160 جنسية تعيش داخل المملكة، إلا أن الدولة سخرت كل إمكاناتها البشرية والمالية لتأمين سلامتهم، وحمايتهم من الإصابة بالوباء، وهذه الإجراءات لم تطبق عليهم في الأراضي المقدسة فحسب، وإنما في مناطق المملكة التي انطلقوا منها إلى الديار المقدسة.

التباعد المكاني

     فقد حرصت وزارة الحج والعمرة السعودية في كل مرحلة من مراحل مناسك الحج على تحقيق إجراءات التباعد المكاني، بداية من العزل الصحي المنزلي للحاج بعد التواصل معه، ثم تطبيق العزل الصحي المؤسسي من اليوم الرابع وحتى الثامن من شهر ذي الحجة الحالي، وإلزامه بارتداء الأسورة الإلكترونية للتأكد من تطبيق التباعد المكاني.

البروتوكولات الوقائية

     وجاء تطبيق البروتوكولات الوقائية في جميع مراحل تنقل الحجيج بين المشاعر المقدسة، من خلال خفض استيعاب الحافلة إلى 50% لضمان تحقيق البروتوكولات الوقائية، وضمان سلامة ضيوف الرحمن والكوادر المشاركة في خدمتهم، مؤكدًا أن هناك تنظيمًا كاملًا تم التخطيط له بعناية فائقة.

الخدمات المقدمة للحجاج

     كما خضعت الخدمات المقدمة للحجاج، خضوعا تاما للبروتوكولات الوقائية التي وضعتها وزارة الصحة السعودية، وكذلك الحجاج منذ اختيارهم وحتى مغادرتهم المشاعر المقدسة؛ من حيث « النقل، والإعاشة، والتفويج « لضمان سلامتهم بالدرجة الأولى، ولا سيما مع الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم جراء جائحة كورونا، وهو ما يضع الجهات المشاركة جميعها في الحج أمام واجب تقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام.

     فلم يكن تقليص عدد الحجاج لتخفيف الأعباء بل لتنفيذ حج آمن وصحي، فقد عملت المملكة على تهيئة الظروف المناسبة، دون الإضرار بالنفس البشرية وحفظها من عدم انتقال العدوى بين الحجيج أو الكوادر المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن، وانعقاد الموسم في ظروف صحية آمنة».

البطاقة الذكية

     كما قامت وزارة الحج والعمرة السعودية وللسنة الثانية على التوالي، بتطبيق خدمة ( البطاقة الذكية )؛ لتقديم خدمات ذات جودة عالية لحجاج بيت الله الحرام، والاستفادة من الإمكانات التقنية لتسهيل رحلة ضيوف الرحمن خلال تأديتهم لمناسك الحج، فالبطاقة الذكية تعد امتدادَا لمشروع منصة (الحج الذكية) التي تعد هوية رقمية للحاج، وتحتوي على معلومات الحجيج الشخصية والطبية والسكنية، ومن ذلك فوج الحاج، ورقم حافلته ومقعده، ومقر سكنه ورقمي غرفته وسريره، وتتيح للقائمين على خدمته معرفة برنامجه الخاص في الحج، ونقاط التجمع وأوقات المغادرة، وتُسهم في إرشاد الحجاج إلى مساكنهم في المشاعر المقدسة، والتحكم في الدخول إليها، وإلى المرافق المختلفة، فضلا عن دورها في الحد من الحج غير النظامي، ومن خصائص البطاقة الذكية الحيوية تصميمها وفق مجموعة ألوان أساسية ترتبط بخدمات البرامج والتفويج والنقل، وتضمنها لتقنية اتصال المجال القريب (NFC) لقراءة بيانات الحاج عن طريق أجهزة الخدمة الذاتية، واحتوائها على (باركود) يتم قراءته عن طريق العاملين في الحج لتجويد الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله.

إحرامات تقنية النانو

     وشهد الموسم الحالي من الحج استخدام العديد من التقنيات الحديثة لتعزيز الإجراءات الاحترازية لمنع الإصابة بفيروس كورونا المستجد؛ حيث استخدم الحجاج هذا العام إحراما يمنع تكاثر البكتيريا لضمان سلامة ضيوف الرحمن، ويعد هذا الإحرام ابتكارا سعوديا يستخدم للمرة الأولى في عام 1441هـ/٢٠٢٠؛ حيث يعتمد على (إحرامات تقنية النانو) وفقا لما ذكرته وزارة الحج والعمرة السعودية، ويستهدف الإحرام الجديد من نوعه الحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن، ودعم الإجراءات الاحترازية والوقائية.

فرق طبية وممارسون صحيون

     وحرصت المملكة على تأمين موسم الحج بإجراءات صحية احترازية على أعلى مستوى، ووظفت أحدث تكنولوجيا في العالم للعبور بالحجاج إلى بر الأمان، ولم تغفل عن إعداد العنصر البشري من فرق طبية وممارسين صحيين؛ لتنفيذ خطة الطوارئ التي تستهدف للوقاية من جائحة كورونا، كما وُفِّرتِ الخدمةُ الطبية لضيوف الرحمن طوال 24 ساعة وفي كل مكان، بداية بإخضاعهم لحجر صحي قبل التوجه إلى مكة، وانتهاء بعودتهم إلى مقر إقامتهم سالمين بعد حجر صحي احترازي يلي الانتهاء من المشاعر المقدسة.

طواقم مميزة

     وتعزيزًا للجهود الرامية لتوفير الرعاية الصحية لضيوف الرحمن خلال أداء نسكهم، كان على رأس أجندة المملكة تخصيص طواقم طبية وإسعافية مجهزة بجميع الوسائل، ترافق الحجاج في كل خطوة لخدمة ضيوف الرحمن، كما شملت تلك الجهود تخصيص عيادة طبية متخصصة في كل مقر سكن يضم ضيوف الرحمن، على أن يرافق كل مجموعة من الحجاج ممارسون صحيون طوال الوقت لتقديم المساعدة الطبية، وأثمرت الرعاية الصحية المتميزة التي قدمتها المملكة لضيوف الرحمن عن إعلان وزارة الصحة السعودية عدم تسجيل أي أمراض مؤثرة على الصحة العامة، ومن ضمنها فيروس (كوفيد-19).

الكوادر الطبية المشاركة

وقد أشارت تقارير إلى حجم الكوادر الطبية المشاركة في موسم حج هذا العام، وقالت: إنها تشارك بـ8000 من الكوادر الطبية والفنية في تقديم الخدمات الصحية لضيوف الرحمن.

قادة صحيون

     واستحدثت المملكة بعض الخدمات ضمن موسم الحج هذا العام، من بينها توفير (قادة صحيين) مؤهلين، يرافق كل واحد منهم 50 حاجاً طيلة رحلة الحج؛ للتأكد من تطبيق جميع الاشتراطات الصحية، والالتزام بتطبيق التباعد الاجتماعي بين الحجاج، والإشراف على تنقلاتهم ومرافقتهم في أثناء أداء نسك حجهم.

تقديم الرسائل التوعوية

     أيضا من ضمن مهامه تقديم الرسائل التوعوية والإرشادات الصحية اللازمة للحجاج، والقيام بالفرز البصري، وتعبئة نموذج متابعة الاشتراطات الاحترازية داخل الحافلة، والإبلاغ عن أي حالة اشتباه، ووفقا للبروتوكولات الصحية، فإنه حال اشتباه القائد الصحي بإصابة أحد الحجاج بفيروس كورونا يتم استبعاده فورا من الموقع الموجود فيه، ونقله لأماكن محددة للعزل، مثل خيم العزل أو لأحد المستشفيات المتنقلة الموجودة لخدمة الحجاج، التي تحتوي على أسرَّة للرعاية والمركزة.

الهلال الأحمر

     كما شاركت هيئة الهلال الأحمر في هذا الموسم الاستثنائي بخطة تشغيلية، استهدفت تقديم الخدمات الإسعافية لضيوف الرحمن، في ظل الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها المملكة للوقاية من كورونا، وخصصت الهيئة 253 أخصائي وفني إسعاف، و27 مركزاً إسعافياً، وأكثر من 112 سيارة إسعاف مزودة بأحدث التقنيات والأجهزة الطبية لخدمة الحجاج، جميعها تتبع الإجراءات الاحترازية التي اتخدتها المملكة لتأدية مناسك هذا الحج الاستثنائي.

     كما كان هناك 188 من القوى البشرية العاملة في جميع التخصصات الطبية على أهبة الاستعداد لخدمة ضيوف الرحمن في نطاق العاصمة المقدسة، ضمن 20 مركزاً إسعافياً لتقديم الخدمات الطبية للحجاج، مدعمة بأكثر من 100 سيارة إسعاف حديثة مجهزة بأحدث التقنيات الطبية.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك