رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر الشرعي 11 مايو، 2011 0 تعليق

أعداء الإسلام يحاولون تشويهها الدعوة السلفية تدعو إلى صفاء الإسلام وترفض الصدامات والحروب العبثية

 

      يبدو أن موجة الاضرابات والتغيرات الجديدة التي تمت في العالم العربي مؤخرا قد أعطت لبعض المنظمات ذات التوجهات المنحرفة فرصة للانقضاض على الدعوة السلفية وتشويهها بوصفه نوعاً من الاصطياد في الماء العكر؛ حيث إن أعداء الدعوة الإسلامية يتحركون دائما في الظلام ويختفون وراء الآخرين، فقد كانت بعض الطوائف المنحرفة تستخدم ألفاظا ملتوية ضد المنهج السلفي وتحاول نعته ببعض الأوصاف التي يعرف القاصي والداني أن السلفية بريئة منها، كقولهم بأنها دعوة تكفيرية!! وهي من باب: «رمتني بدائها وانسلت» ،حيث إن المنصفين يعرفون أن هذه الفرق مبادئها الأساسية مبنية على تكفير غيرها، فضلا عن بعض الليبراليين ومن لف لفهم الذين شرعوا في الآونة الأخيرة بإطلاق التهم على السلفيين، وكأن السلفيين هم وراء كل مصائب العالم الإسلامي.

        وقد هالني الجهل الذي يعانيه بعض الإعلاميين عندما سمعت أحد المذيعين لمحطة مشهورة يسأل أحد ضيوفه سؤالا مفاده أن السعودية تصدر الفكر السلفي لمصر؛ مما يدل على أنه لم يحاول قراءة تاريخ الدعوة الإسلامية في مصر ولم ينظر ما هي دعوة أنصار السنة المحمدية في مصر كما أنه لم يكلف نفسه بقراءة سير العديد من العلماء المصريين الكبار الذين لم يتخرجوا في مدارس سعودية ولا جامعات أخرى ومع ذلك كانوا سلفيين، حيث إن السلفية بوصفه منهجاً لا يمكن أن تكون ما تصدره دولة من الدول بل هي ما يتوارثه المسلمون جيلا بعد جيل منذ عهد الرسول  صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام.

       ونحاول هنا تسليط الأضواء على حقيقة السلفية وأسسها المنهجية، وما الفروق التي بينها وبين الدعوات الأخرى التي تنتهج العنف وسيلة لتحقيق مآربها حتى لا نترك للمزورين أن يحققوا مآربهم.

السلفية

       يستخدم العديد من الليبراليين لفظة السلفية للتعبير عن كل من له توجهات إسلامية دون تمييز، بينما نجد بعض الصحافيين الذين يكتبون في الشأن الإسلامي يقسمون المنتمين إلى الدعوة الإسلامية إلى سلفيين وإسلاميين «معتدلين» أو مستنيرين، وهذه التصنيفات كلها غير عليمة وغير دقيقة، وتنطلق من منطلقات فكرية معادية للمنهج السلفي؛ لأننا نجد أن هناك من ينكر الانتساب إلى السلفية ويدعي أنها مرحلة زمنية وليست مذهبا إسلاميا! رغم أن أحدا من دعاة السلفية لم يدع أنها مذهب إسلامي، ولكن خوفهم من مواجهة الحجة بالحجة يجعلهم يستخدمون الألفاظ الملتوية، ورغم ذلك فإن العلماء لم يتركوا الحبل على الغارب وبينوا السلفية الحقيقة من المزيفة، ولبيان ذلك يقول فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله: السلفيَّة هي اتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ لأنهم سلفنا تقدموا علينا، فاتِّباعهم هو السلفيَّة. وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية: السلفية نسبة إلى السلف والسلف، هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلموأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى رضي الله عنهم الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخير في قوله: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته» رواه الإمام أحمد في مسنده والبخاري ومسلم، والسلفيون جمع سلفي نسبة إلى السلف، وقد تقدم معناه، وهم الذين ساروا على منهاج السلف من اتباع الكتاب والسنة والدعوة إليهما والعمل بهما فكانوا بذلك أهل السنة والجماعة.

       ويقول العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني- رحمه الله: هناك من مدعي العلم من ينكر هذه النسبة – السلفية- زاعماً أنْ لا أصل لها! فيقول: «لا يجوز للمسلم أن يقول: أنا سلفي» وكأنه يقول: «لا يجوز أن يقول مسلم: أنا متبع للسلف الصالح فيما كانوا عليه من عقيدة وعبادة وسلوك»، لا شك أن مثل هذا الإنكار لو كان يعنيه يلزم منه التبرؤ من الإسلام الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح، وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم كما يشير الحديث المتواتر الذي في الصحيحين وغيرهما عنه: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم».

         فلا يجوز لمسلم أن يتبرأ من الانتساب إلى السلف الصالح، بينما لو تبرأ من أية نسبة أخرى لم يمكن لأحد من أهل العلم أن ينسبه إلى كفر أو فسوق.

- والذي ينكر هذه التسمية نفسه، ألا ينتسب إلى مذهب من المذاهب؟! سواء أكان هذا المذهب متعلقاً بالعقيدة أم بالفقه؟

        فهو إما أن يكون أشعرياً أو ماتريدياً، وإما أن يكون من أهل الحديث أو حنفياً أو شافعياً أو مالكياً أو حنبلياً؛ مما يدخل في مسمى أهل السنة والجماعة، مع أن الذي ينتسب إلى المذهب الأشعري أو المذاهب الأربعة، فهو ينتسب إلى أشخاص غير معصومين بلا شك، وإن كان منهم العلماء الذين يصيبون، فليت شعري هلاّ أنكر مثل هذه الانتسابات إلى الأفراد غير المعصومين؟

         وأما الذي ينتسب إلى السلف الصالح، فإنه ينتسب إلى العصمة على وجه العموم وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من علامات الفرقة الناجية أنها تتمسك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه.

       فمن تمسك به كان يقيناً على هدى من ربه... ولا شك أن التسمية الواضحة الجلية المميزة البينة هي أن نقول: أنا مسلم على الكتاب والسنة وعلى منهج سلفنا الصالح، وهي أن تقول باختصار: «أنا سلفي». (مجلة الأصالة العدد التاسع ص 86 ـ87).

       وفي السياق نفسه قال العلامة محمد ابن صالح العثيمين - رحمه الله -: «... يخطئ من يقول: إن أهل السنة والجماعة ثلاثة: سلفيون، وأشعريون، وماتريديون، فهذا خطأ، نقول: كيف يكون الجميع أهل سنة وهم مختلفون!! فماذا بعد الحق إلا الضلال؟! وكيف يكونون أهل سنة وكل واحد يرد على الآخر؟! هذا لا يمكن إلا إذا أمكن الجمع بين الضدين، فنعم، وإلا فلا شك أن أحدهم وحده هو صاحب السنة، فمن هو؟! الأشعرية؟ أم الماتريدية؟ أم السلفية؟ نقول: من وافق السنة فهو صاحب السنة، ومن خالف السنة فليس صاحب سنة، فنحن نقول: السلف هم أهل السنة والجماعة ولا يصدق الوصف على غيرهم أبداً، والكلمات تعد بمعانيها. لننظر كيف نسمي من خالف السنة، أهل السنة لا يمكن، وكيف يمكن أن نقول عن ثلاث طوائف مختلفة إنهم مجتمعون فأين الاجتماع؟ فأهل السنة والجماعة هم السلف معتقداً حتى المتأخر إلى يوم القيامة إذا كان على طريق النبي [ وأصحابه فإنه سلفي». (شرح العقيدة الواسطية 1/53ـ54).

هل السلفية خطر على المجتمعات؟

       وقد كثر في الأيام الأخيرة الحديث عن السلفية ودورها المستقبلي؛ حيث أبدى الكثير من دعاة التغريب وأهل الفرق المخالفة لأهل السنة تخوفا من الدور الذي يمكن أن تؤديه الدعوة السلفية في بناء الأمة بعد سقوط الأنظمة القمعية وحصول الدعاة على جو من الحرية يتحركون من خلاله لأداء رسالتهم الدعوية، وردا على مقولات هؤلاء يقول الشيخ جمال عبد الرحمن: السلفية منهج وطريق وسنة، وليست فئة أو جماعة أو حزبًا، وقد كانت بعض الصحف والمجلات في الزمن البائد والنظام الفاسد تجامل على حساب هؤلاء السلفيين، فكان كل من أراد أن يشتهر أو ينال منصبًا أو دنيا؛ فقط يشتغل بذم السلفيين والتقليل من شأنهم والنَّيْل منهم، ومن أعراضهم، حتى إن بعضهم كتب بعنوان: «السلفية خطر يهدد أمن الوطن»، وهؤلاء ليس لهم بضاعة رائجة إلا الهجوم على هؤلاء الأخيار وعلى مظهرهم ورمز عفافهم وطهرهم.

        لكن الأمور لا تسير دائمًا على وتيرة واحدة، فسبحان من يغيّر ولا يتغير، والأيام يداولها الله تعالى بين الناس {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} (الشعراء: 227).

       وكان مما يردده هؤلاء المهاجمون أن السلفيين يثيرون الفتنة الطائفية، وأثبتت الوقائع والواقع أثناء أحداث 25 يناير أن السلفيين صمام أمان للأمة، فلم يتعرضوا لنصارى مصر بأدنى نوع من الإيذاء، بل على العكس، فقد كانوا يدافعون عنهم ويحمونهم ويؤمنون كنائسهم وبيوتهم، كيف لا وهم يعيشون بيننا في عهدنا وأماننا؟! والمسلمون ليسوا خونة حتى يخونوا الله والرسول ويخونوا أماناتهم وعهودهم, فلما حدثت أحداث في إحدى القرى بين بعض المسلمين والنصارى، نفخ فيها النافخون، وأرجف لها المرجفون، فسيّسوها ودوّلوها، ونسبوها أيضًا للسلفية.

         ويؤكد فضيلته دور السلفيين في الأيام الأولى التي مر بها الشعب المصري في محنة عدم الأمن حيث يقول: وقد شارك السلفيون في ذلك جميع فئات ذلك الشعب المجيد، لكن توجيه هؤلاء الأخيار النابع من معرفتهم بأمر ربهم وسنة نبيهم جعلهم ينظمون تلك اللجان الشعبية ويوزعونها على الأحياء والقرى والمدن.

الدعوة أمن وأمان

       فلم نسمع في تلك الفترة العصيبة عن قتل نصراني واحد، أو هدم كنيسة واحدة، مع ما كان يعتري البلاد من غياب الأمن والشرطة وانتشار المنحرفين والبلطجية.

        ويضيف أيضا: شهد العالم أجمع بره وفاجره بهذه المواقف الإيجابية النبيلة لهؤلاء السلفيين، ومن قبلُ شهد أحد الغربيين «تريتون» لهذا المنهج السلفي فقال: «ولما تدانى أجل عمر بن الخطاب أوصى من بعده وهو على فراش الموت بقوله: أوصي الخليفة من بعدي بأهل الذمة خيرًا، وأن يوفي لهم بعهدهم، وألا يكلفهم فوق طاقتهم». وهذا حديث في البخاري عن عمرو بن ميمون عن عمر بن الخطاب.

        هذه الصورة المشرفة الرائعة التي رأيناها للسلفيين، شهد بها غير المسلمين، والحق ما شهدت به الأعداء، هذه الصفحة الجميلة يرسمها لنا المستشرق الفرنسي «هنري سيروي» في كتابه «فلسفة الفكر الإسلامي» فيقول: «محمد صلى الله عليه وسلم لم يغرس في نفوس أتباعه مبدأ التوحيد فقط، بل غرس فيهم أيضًا المدنية والأدب».

        إن بضاعة السلفيين ليست إلا ميراثهم من نبيهم صلى الله عليه وسلم، وميراث نبيهم هو العلم؛ فإن الأنبياء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا، وإنما ورثّوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر.

        ثبت عند أبي داود من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «... فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة». (الترمذي 2676 وصححه الألباني).

        قال ابن حبان في «صحيحه» (1/104): في قوله صلى الله عليه وسلم: «عليكم بسنتي» بيان واضح أن من واظب على السنن، وقال بها، ولم يعرّج على غيرها من الآراء، كان من الفرقة الناجية يوم القيامة، جعلنا الله منهم بمنه وكرمه.

       وفي الصحيحين عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم». قال عمران: فلا أدري أقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قرنه مرتين أو ثلاثًا. (متفق عليه).

        قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: من كان مستنًا فليستن بمن قد مات؛ فإن الحي لا تُؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة، أبرّها قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه، وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم، وتمسكوا بما استطعتم من دينهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم. (جامع بيان العلم2/ 247).

       وقال الأوزاعي رحمه الله: اصبر نفسك على السنة، وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكفّ عما كفوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح، فإنه يسعك ما وسعهم. (شرح أصول الاعتقاد 1/154).

         وقال شيخ الإسلام: «من خالف قولهم وفسّر القرآن بخلاف تفسيرهم فقد أخطأ في الدليل والمدلول جميعًا». (التفسير الكبير 2/229).

وقال ابن عبدالهادي: لا يجوز إحداث تأويل في آية أو سنة، لم يكن على عهد السلف ولا عرفوه ولا بينوه للأمة.

وصدق مالك رحمه الله حيث قال: «لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها».

لماذا يهاجمون؟

          يؤكد الشيخ الدكتور عبدالعزيز آل عبداللطيف الأسباب الكامنة وراء الهجوم الموجة للدعوة السلفية من قبل أعداء السنة حيث يقول: وأما عن أسباب مناهضة هذه الدعوة السلفية، فيمكن أن نجمل ذلك في الأسباب الآتية:

1- غلبة الجهل بدين الله تعالى وظهور الانحراف العقدي على كثير من أهل الإسلام، فالتعصب لآراء الرجال والتقليد الأعمى، وعبادة القبور، والتحاكم إلى الطاغوت، والركون إلى الكفار والارتماء في أحضانهم.. كل ذلك مظاهر جلية في واقع المسلمين الآن، وهذه الدعوة تأمر باتباع نصوص الوحيين، وتدعو إلى عبادة الله - تعالى- وحده، وتقرر أن من أطاع العلماء أو الأمراء في تحليل ما حرّم الله أو تحريم ما أحل الله فقد اتخذهم أرباباً من دون الله -تعالى-، وتنهى عن موالاة الكفار، وتقرر أن مظاهرة الكفار ضد المسلمين من نواقض الإسلام، فلما أظهر الله تعالى هذه الدعوة السلفية استنكرها الرعاع وأدعياء العلم والعوام؛ لأنها خالفت عوائدهم الشركية ومألوفاتهم البدعية.

2- ومن أسباب هذه الحملة الجائرة: ما ألصق بهذه الدعوة ومجددها وأنصارها من التهم الباطلة والشبهات الملبسة، فقد كُذب على الشيخ محمد بن عبدالوهاب كما «كُذب على جعفر الصادق»، ومثال ذلك رسالة ابن سحيم – أحد الخصوم المعاصرين للشيخ – حيث بعث برسالة إلى علماء الأمصار، يحرّضهم ضد الشيخ، وقد حشد في تلك الرسالة الكثير من الأكاذيب والمفتريات، ثم جاءت مؤلفات أحمد دحلان ضد الدعوة فانتشرت في الآفاق والبلاد.

3- النزاعات السياسية والحروب التي قامت بين أتباع هذه الدعوة وبين الأتراك من جهة، وبين أتباع هذه الدعوة والأشراف من جهة أخرى، فلا تزال آثار تلك النزاعات باقية إلى الآن.

ويقول الشيخ محمد رشيد رضا – رحمه الله-: «إن سبب قذف الوهابية بالابتداع والكفر سياسي، كان لتنفير المسلمين منهم لاستيلائهم على الحجاز، وخوف الترك أن يقيموا دولة عربية؛ ولذلك كان الناس يهيجون عليهم تبعاً لسخط الدولة، ويسكتون عنهم إذا سكنت ريح السياسة» (مجلة المنار، م24، ص584).

4- ومن أسباب هذه المناهضة: الجهل بحقيقة هذه الدعوة، وعدم الاطلاع على مؤلفات ورسائل علماء الدعوة، فجملة من المثقفين يتعرّفون على هذه الدعوة من كتب خصومها، أو من خلال كتب غير موثّقة ولا محرّرة.

       إن المنصف لهذه الدعوة ليدرك ما تتميز به من سلامة مصادر تلقيها، وصفاء عقيدتها، وصحة منهجها، وما قد يقع من زلات أو تجاوزات فهذا يتعلّق بجوانب تطبيقية وممارسات عملية لا ينفك عنها عامة البشر، وعلماء الدعوة لا يدّعون لأنفسهم ولا لغيرهم العصمة، فكل يؤخذ منه ويردّ إلا المصطفى [.

الدفاع عن الدعوة

       كما أن الدفاع عن هذه الدعوة ليس مجرد دفاع عن أئمة وأعلام فحسب، بل هو ذبّ عن دين الله تعالى، وذودٌ عن منهج السلف الصالح.

        وفي الختام نؤكد أن الدعوة السلفية تختلف عن جميع الدعوات البدعية المخالف لمنهج السلف الصلاح كالصوفية والفرق الباطنية، فضلا عن الدعوات التي تنتهج العنف وإراقة الدماء وتدعو إلى الخروج على الأمة؛ حيث إن هذه الأمور تخالف بصورة قطعية منهج سلف الأمة من الصحابة والتابعين وأئمة الهدى، حتى ولو ادعت بعض هذه الدعوات أنها سلفية (جهادية) وغيرها من الأسماء بل إنهم أقرب إلى منهج البغاة والخوارج منهم إلى النهج السلفي المستقيم، وينبغي عدم تصديق أي دعوة إلا بالدليل فمن ادعى أنه سلفي فيجب النظر إلى منهجه ومقارنته بمنهج السلف الصالح، أما الدعاوى المجردة فلن تجدي نفعا، وكما قيل «الدعاوى ما لم يقيموا عليها بينات فأصحابها أدعياء».

        قال عز وجل: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَنَّ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} (النساء:115).

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك