رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: ناصر نعمه العنيزان 13 أبريل، 2015 0 تعليق

أطايب القول في حسن التعامل مع ولاة الأمر

ومن الإصدرات ذات الطابع الخاص حول هذه القضية كتاب (أطايب القول في حسن التعامل مع ولاة الأمر) وهو إصدار كويتي خالص؛ حيث إن مؤلفه الشيخ/ عيسى مال الله فرج وهو عضو جمعية إحياء التراث الإسلامي وقدم له فضيلة الشيخ/ محمد الحمود النجدي رئيس اللجنة العلمية في الجمعية، ويأتي هذا الكتاب (أطايب القول في حسن التعامل مع ولاة الأمر) ليكون الإصدار الثاني من سلسلة الدروس العلمية للدعوة السلفية ويقدم بين صفحاته مباحث مختصرة تبين واجب الرعية تجاه ولاة الأمر، وقد جاء في ثلاثة مباحث:

في المبحث الأول يبين التصور الشرعي لولاة الأمر، وينقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية بأن ولاة الأمر هم العلماء والزعماء وكل من كان متبوعا.

- أما المبحث الثاني فيوضح فيه واجب الرعية تجاه ولاة الأمر في تسع فقرات:

توقير الأئمة والأمراء ويستدل لذلك بحديث أبي بكرة رضي الله عنه قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: السلطان ظل الله في الأرض فمن أكرمه أكرمه الله ومن أهانه أهانه الله» حسنة الألباني.

طاعته في غير معصية وساق لذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم : «السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة».

الصلاة خلفهم والحج والجهاد معهم فقد كان الصحابة يصلون الجمعة والجماعة خلف الأئمة الفجار ولا يعيدون.

الدعاء لولاة الأمر: وينقل عن شيخ الإسلام أنه كان يقول «ولهذا كان السلف كالفضيل وأحمد بن حنبل وغيرهم يقولون: لو كان لنا دعوة مستجابة لدعونا بها للسلطان».

     النصيحة لولاة الأمر وآدابها: ونقل عن سماحة الشيخ ابن باز قوله: الطريقة المتبعة عند السلف النصيحة فيما بينهم وبين السلطان والكتابة إليه أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير ...

     الصبر على جورهم وظلمهم  ونقل عن عمرو ابن يزيد قوله: والله لو أن الناس إذا ابتلوا من قبل سلطانهم صبروا ما لبثوا أن يرفع الله -عز وجل- ذلك عنهم؛ وذلك أنهم يفزعون إلى السيف فيوكلون إليه والله، ما جاؤوا بيوم خير قط ثم تلا قوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا  وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ}(الأعراف: 137)، ثم بين المؤلف أن جور السلطان، إنما يأتي بسبب فساد أعمال الرعية والجزاء من جنس العمل وأن الخلاص منه ليس بالسيف، بل بالاستغفار والتوبة وإصلاح العمل يقول الحسن البصري: اعلم -عافاك الله- أن جور الملوك نقمة من نقم الله -تعالى- ونقم الله لا تلاقى بالسيوف وإنما تلاقى وتستدفع بالدعاء والتوبة والإنابة والإقلاع عن الذنوب ... إن نقم الله متى لقيت بالسيف كانت هي أقطع.

     عدم الافتيات على الأئمة وإن جاروا، يقول الشيخ سعد بن حمد بن عتيق: ومما انتحله بعض هؤلاء الجهلة المغرورين الاستخفاف بولاية المسلمين والتساهل بمخالفة إمام المسلمين والخروج عن طاعته والافتئات عليه بالغزو وغيره وهذا من الجهل والسعى في الأرض بالفساد بمكان يعرف ذلك كل ذي عقل وإيمان ... إلى أن قال : وإن الخروج عن طاعة ولي أمر المسلمين والافتئات عليه من أعظم أسباب الفساد في البلاد والعباد والعدول عن سبيل الهدى والرشاد.

     وبين المؤلف أن الافتئات قسمان: الأول بالقول كالتكلم في السياسة الخارجية والأمور الاقتصادية والعسكرية وغيرها، وأما الثاني فافتئات بالفعل وعد من صوره: قسمة الفيء، وإقامة الحدود والجهاد  في سبيل الله، ودعاء القنوت في الصلوات.

عدم تهييج الشارع وإثارة الرعية وهذا له صور كثيرة منها:

     المظاهرات والاعتصامات والإضرابات التي لا يرى فيها العلماء كالشيخ ابن باز -رحمة الله عليه- علاجا، بل يرى أنها من أسباب الفتن ،ومن أسباب الشرور ومن أسباب ظلم بعض الناس والتعدي على بعض الناس بغير حق.

عدم سبهم والتشهير بهم، فقد نقل ابن عبد البر هدي السلف بأنهم إن لم يتمكن لهم نصح السلطان فالصبر عليهم والدعاء لهم وكانوا (أي السلف) ينهون عن سب الأمراء.

     عدم الخروج عليهم: ويستدل لهذا الحق بحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: بايعنا رسول الله على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، وألا ننازع الأمر أهله، وأن نقول أو نقول بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم.

وفي المبحث الثالث والأخير بين المؤلف الأمور التي تتعلق بالإمام الأعظم والبيعة من خلال مناقشة بعض الأسئلة التي يطرحها بعضهم ولاسيما الشباب حول هذه القضايا.

     وفي نهاية الكتاب خلص المؤلف إلى أنه ينبغي على الأمة أن تكون على اتصال بولاة الأمور من وزراء وأمراء وحكام، وألا نجافيهم ونشعر بأننا في واد وهم في واد؛ لأنه متى حل بنا هذا الشعور فإن الإصلاح قد يكون متعذرا ولكن لنتواضع للوصول إلى الحق فإن من تواضع لله رفعه.

 

كتاب: (شهادة مع مرتبة الشرف)

    صدر كتاب (شهادة مع مرتبة الشرف)للأديب الدكتور سلطان الحريري، وهو مجموعة قصص قصيرة وخواطر من دفاتر الثورة، وقد عبر المؤلف عن أسباب نشره لهذه المجموعة بقوله: قررت نشر هذه المجموعة؛ لأنني شعرت أن المواسم بدأت ترحل عن عالم السوريين، وبدأ الهمّ يقطن النفوس، فقررت السفر في عوالم الشهداء والمهجّرين والمقهورين في كلِّ مكان بعد أن انساب القهر إلى دمائهم.. كتبتها وأنا أداري وجهي بين الحروف، وأتحسس حزن اللغة، وأرصد أوجاعها؛ لأطلق من غيوم اللغة سراح الهم، كل حرف فيها ينطق بتاريخ من ذهبوا إلى الدراسة ليحصلوا على شهاداتهم فنالوا على قارعة الطريق شهادات مع مرتبة الشرف، هي الموت في سبيل الله تعالى، وتحتوي المجموعة على تسع خواطر، وإحدى وعشرين قصة قصيرة يقتسم فيها المؤلف أرغفة التعب مع المعذبين والمقهورين على أرصفة مرهونة لبائعي النقاء في زمن النخاسة.

 

 

صدر حديثاً: الأربعون الوقفية

      صدر حديثاً عن إدارة الدراسات والعلاقات الخارجية بالأمانة العامة للأوقاف كتاب بعنوان: (الأربعون الوقفية)، ويُعد هذا الإصدار السادس من سلسلة الكتب التي أصدرتها الإدارة ضمن مشروع (مداد) لنشر الكتب في مجال الوقف والعمل الخيري والتطوعي وتوزيعها وترجمتها؛ وقد تم تحكيم الكتاب علمياً وأجازته الإدارة قبل نشره وفق اللوائح والنظم المعمول بها في الأمانة العامة للأوقاف.

     وهو كتاب مميز في عنوانه ومضمونه، فقد جمع المؤلف الدكتور عيسى صوفان القدومي - المتخصص في العمل الوقفي والباحث في المجال الوقفي والخيري والتطوعي- أربعين حديثًا نبويّاً في الأعمال الوقفية، وأفرد شرحاً ميسراً وممتعاً لكل حديث؛  ورتب ما جاء فيه من أحكام وفوائد من كتب الحديث وشروحها، وكتب الفقه وأصوله، وذلك جرياً على نهج السلف في جمع نخبة من الأحاديث النبوية التي تخص باب علم مستقل.

     وما يميز الكتاب ربط المؤلف بين الماضي بالحاضر ومتطلبات المستقبل، فأردف في الشروح التطبيقات العملية للأعمال الوقفية التي تناسب العصر ومستلزماته، حتى يتحقق النفع من الأوقاف الإسلامية.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك