رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 30 يوليو، 2013 0 تعليق

أشاروا إلى أن هذه الفريضة تقتضي الاستطاعة.. وأشادوا بجهود حكومة خادم الحرمين لخدمة الإسلام والمسلمين – فتوى الشثري حول جزاء تأجيل العمرة توافق «الشريعة»

 

تعليقا على فتوى عضو هيئة كبار العلماء السابق د.سعد الشثري بأن من ترك العمرة للتوسعة على المسلمين فله أجر عمرة وحجة كاملة، ولاسيما في موسم رمضان والحج، وأن هناك أعمالا إنشائية لتوسعة ساحة الطواف وتخفيفا للزحام وتمكينا للعاملين من أن يؤدوا عملهم، اتفق معظم العلماء على أن الفتوى صحيحة وذكروا أدلتهم. وهناك من تساءل كيف يحصل المسلم على ثواب شيء لم يقم به؟ فلنتعرف على آراء الدعاة:

الشيخ د.ناظم المسباح يقول: الشيخ د.سعد الشثري عالم جليل، وعلى حسب علمي أن من ترك العمرة توسعة على -إخوانه كما يعني الشثري إعانة منه لحكومة خادم الحرمين الشريفين للتمكن من إنشاء وإتمام هذا المشروع الكبير الذي سيوسع على المسلمين- فله أجر وثواب عند الله سبحانه وتعالى، ولكن لا يسقط عنه حج الفريضة Nذا لم يكن حج من قبل، ومتى تيسر له وتمكن من أن يؤدي فريضة الحج فليؤدها ولا يتأخر فيها؛ فهي لا تسقط عنه.

     وأرى أن له أجرا وثوابا، أما مقدار هذا الثواب فعلمه عند الله عز وجل، ولعل الشيخ الشثري أطلع على ما نطلع عليه وهو نية المسلم، فمن كان يعزم على أمر ولم يقدر عليه فكأنما قام به، والخلاصة أن له أجرا وثوابا، ذلك في حق المتنفل والذي سبق له أن اعتمر وكان ذلك بنية إعانة الحكومة على إتمام مشروعها الذي سيخدم ملايين المسلمين، كما أنه ترك المجال لمن لم يحج ولم يؤد الفريضة.

     ويؤكد الداعية د.محمد الحمود النجدي أن الشريعة الإسلامية قد بنيت على التيسير للناس، ورفع الحرج عنهم، قال تعالى: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} (البقرة:185)، وكذلك تشترط الاستطاعة لأداء الفرائض، وكذا الأركان والواجبات، كما قال تعالى: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} (البقرة:286). ففي الحج والعمرة الاستطاعة والقدرة شرط أساسي لتؤدى هذه الشعيرة العظيمة على أكمل وجه، ومن الاستطاعة الآن: مراعاة القدرة الاستيعابية للمشاعر المقدسة، أي قدرتها على استيعاب العدد الذي يمكن معه أن تؤدى شعيرة العمرة، وكذلك الحج بيسر وسهولة؛ إذ لا يمكن عقلا أن تستوعب المشاعر المقدسة الأعداد المهولة من المعتمرين والحجاج من جميع بقاع الأرض، مع وجود أعمال التوسعة والبناء.

     ولفت د.النجدي إلى  أن ما تبذله المملكة العربية السعودية من جهود جبارة كل عام في الحرمين، ونهضة عمرانية كبيرة، أمر ظاهر وواضح للعيان، لمحاولة استيعاب أكبر عدد ممكن من المعتمرين والحجاج، ولكن مع هذا كله ستظل هذه المشاعر لها حدود لا يمكن تجاوزها، لذلك يجب على المسلمين أن يستوعبوا هذه الحقيقة وأن يراعوا العدل في إعطاء الفرص لغيرهم بالحج والعمرة حسب الأولوية، وأن يلتزموا بالتعليمات الرسمية في ذلك، وفق الله الجميع لعمل الخيرات والأعمال الصالحات.

     ويضيف الداعية حاي الحاي موافقا للداعية الشثري: إن هذه الفتوى صحيحة، ولا سيما في أيام الزحام الشديد وأن هناك أعمالا إنشائية مكثفة لتوسعة الحرم الشريف، وأن اكتظاظ الناس سيعرقل هذه الخدمات، ويسبب لهم أنفسهم المتاعب الشديدة.

لذا أرى أن الفتوى متوافقة مع الأصول التي أساسها التخفيف والتيسير ورفع المشقة والعنت عنهم، وتقول القاعدة الفقهية: المشقة تجلب التيسير.

     وأضاف: وهذا له أدلة كثيرة منها الإيثار والبر، كما قال جل وعلا: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}(الحشر:9)، وكذلك للذي آثره غيره له أجر ومثوبة، كما قال  صلى الله عليه وسلم : «إن إخوانكم بالمدينة حبسهم العذر ما سرتم واديا إلا أعطاهم الله الأجر».

     ويضيف رئيس لجنة إحياء التراث الاسلامي فرع الجهراء الداعية د.فرحان عبيد الشمري موافقا أيضا رأي د.سعد الشثري أن من ترك العمرة للتوسعة على المسلمين فله أجر العمرة والحج كاملا، وقال هو كلام جيد لأنه ترك العمل لئلا يضايق المسلمين وكانت نيته العمرة، لذلك أخذ الأجر بالنية لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «إنما الأعمال بالنيات» ولحديث: «من سأل الله الشهادة بصدق بوأه الله منازل الشهداء ولو مات على فراشه» ونصح د.الشمري المعتمرين بتأجيل عمرتهم والله أعلم بما نووا وأن يجعلوا نفقات العمرة لإخوانهم في سورية إغاثة ونصرة، ويحتسبوها عند الله، فيكون لهم الأجران: أجر نية العمرة، وأجر الصدقة لأهلنا في سورية، والله أعلم.

     ويرى د.سعد العنزي إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ، ما نوى وأن النيات أمرها عند الله جل وعلا. أما الجزم بحصول العمرة والحج كاملا وهو لم يقم بها عملا ويأخذ ثوابهما كاملا، فلم اسمع أحدا قال مثل ذلك، ولكن الأمر بمجمله يرجع  إلى  الله عز، وجل وهو الذي يحاسب على النية؛ لأنها أمر خفي لا يعلم  أمرها إلا الله.

     ويقول الداعية د.راشد العليمي: إن الشيخ سعد الشثري يقصد أن من ترك العمرة تيسيرا لغيره فله الأجر على نيته، أي منعه العذر من المزاحمة مع الناس، وحذرا من إيذائهم وله أجره بالنية الصادقة.

أما أستاذ الفقه د.يوسف الشراح فيعلق على هذه الفتوى قائلا: إذا كانت الفتوى صحيحة فكيف أرد؟!

نص فتوى الشثري: تأجيل العمرة هذا العام توسعة على المسلمين يعادل أجر عمرة وحجة كاملة.

     دعا عضو هيئة كبار العلماء السابق في المملكة العربية السعودية د.سعد الشثري المسلمين  إلى  التخفيف من القدوم  إلى  المسجد الحرام في موسم رمضان والحج؛ تقديرا للتوسعة التي يشهدها الحرم المكي والأعمال الإنشائية المتعلقة بتوسعة ساحة الطواف، وقال: «من ترك الذهاب  إلى  مكة بنية التوسعة على المسلمين، فإن له أجر العمرة والحجة كاملة».

     ووفقا للزميلة صحيفة «الحياة» عدّ الشثري ترك العمرة من الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، إذ كان يترك بعض أفعال الطاعة من أجل عدم المشقة على الآخرين، كما قالت عائشة رضي الله عنها: «إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم».

وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إني لأقوم  إلى  الصلاة وأريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه».

وأوضح أن المؤمن يؤجر متى قصد بتركه للنسك التوسعة على المسلمين امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «الراحمون يرحمهم الرحمن».

وقوله: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».

وتابع: «ومن ترك الذهاب  إلى  مكة بهذه النية فإن له أجر العمرة والحج كاملة».

فقد قرر الفقهاء «أن قاعدة الشريعة أن من كان عازما على الفعل عزما جازما وفعل ما يقدر عليه منه كان بمنزلة الفاعل».

     وزاد: «ويدل على هذه القاعدة عدد من الأحاديث النبوية منها قول النبي صلى الله عليه وسلم : «إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يؤديه وهو صحيح مقيم»، ولما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك وكانوا قد أدوا أعمالا صالحة هناك قال صلى الله عليه وسلم : «إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا ولا أنفقتم من نفقة إلا وهم معكم حبسهم العذر»، وكما جاء في السنة فيمن تطهر في بيته ثم ذهب  إلى  المسجد ليدرك الجماعة فوجدها قد فاتت فإنه يكتب له أجر الجماعة».

     ولفت الشثري  إلى  أن الفقهاء عقدوا فصلا في المقارنة بين الحج والصدقة، فقد قيل لأحمد أيحج نفلا أم يصل قرابته، قال: «إن كانوا محتاجين يصلهم أحب إلي»، وقال أحمد: «يضعها في أكباد جائعة أحب إلي»، وفضل طائفة النفقة في بناء المساجد وتعليم القرآن على النفقة في الحج والعمرة، لأن الصدقة يتعدى نفعها، ومن تصدق بنفقة الحج وأدى أعمالا بدنية في الخير فإنه يرجى أن يحصل على أفضل من أجر الحج، ولا سيما إذا كان تركه للحج مراعاة لمصلحة عموم المسلمين، فإن من كان كذلك جمع الأجور كلها: أجر الحج وأجر الصدقة وأجر من صلى في ذلك المسجد وأجر من تعلم العلم والقرآن وأجر من استجاب لدعوة هؤلاء المتعلمين.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك