رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سوريا - خاص بالفرقان 17 مايو، 2011 0 تعليق

أساليب البعثيين في التصدي لمطالب الشـعب

نصف قرن والنظام البعثي النصيري جاثم على صدور الغالبية السنيه في سورية الشقيقة واستخدام كل وسائل التعذيب والتنكيل والذل والقهر من أجل بقائه، فلا حياة كريمة ولا وظائف ولا رواتب ولا أمن ولا استقرار بل ولا عبادة يخشع فيها المصلين.

لأن العداوة دينية ولذلك فتحوا لإيران كل الأبواب لادخال المجوسية والتأثير على عقيدة الشعب بأسلوب الجزرة والعصا وانشأوا أجهزة قمعية لمساندة النظام مع تصور تام أن البقاء يفيدنا جميعا وهذا الشعب عدونا جميعا.

        فكان هذا الصراع بين الحق والباطل باللسان وتارة بالسيف والسياسة، والحرب سجال ولكن العقبى للحق والعاقبة للمتقين.

        لقد عزلوا سوريا عن العالم وحجبوا أجهزة الإعلام وفرضوا قيودا قانونية «نظام الطوارئ» الذي لا يكون مع الحزب فهو ضده، وحزب واحد ومن غيره  يجب أن يقهر!

        قال تعالى: {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا}، فتجرد البعث عن إنسانيته بالتهديد والوعيد والحصار فلا «دواء، أو غذاء، أو ماء، أو كساء، أو كهرباء، وهم أحياء».

        تمر سورية بلحظة تاريخية مضيئة وشعور بمسؤولية دينية ووطنية وأخلاقية حيال جبابرة جثموا على صدورهم دون رحمة ولا هوادة بل ساموهم سوء العذاب وظلم واستبداد وتجرعوا ولا يكادوا يسيغه فلذلك ارادوا استخدام الوسائل المتاحة دون استخدام العنف للتعبير عن مطالبات حقوقية مشروعة تتفق مع الدين وكل المواثيق الدولية وعرضوا حياتهم للخطر وابتدعوا عن جميع أشكال التخريب؛ لأن هذا وطنهم وهذه ممتلكاتهم ولم يستفزوا رجال الأمن وارتقوا بالحوار والنقاش عبر المواقع والفضائيات..

        ورافضين كل أشكال التدخل الخارجي في شؤونهم وعلى أي مستوى ولأي هدف ومن أي جهة لاعتقادهم بأن لديهم من الحكمة والبصيرة والشعور بالمسؤولية بما يمكنهم بعد توفيق الله عز وجل من تصحيح أوضاعهم وإصلاح شؤونهم.

        لقد شارك جميع السوريون في هذه المطالبات على اختلاف طوائفهم وأعراقهم وانتماءاتهم كما عاشوا في تلاحم ووئام قرونا طويلة، ولكن هذا النظام والحزب سلبهم كل أنواع الحقوق والحريات، فلا عدالة ولا كرامة ولا أبجديات التنمية.

        ليست هناك دول أو جماعات أو عناصر مخربة وراءهم، بل الظلم الواقع هو الذي وحدهم، وسياسات النظام القمعية التي كرست التخلف والعزلة، وتهميش الشعب العريق المتعلم والمثقف والمبدع والمتعاون والصابر والطالب لمطالب متواضعة لإعادة هيكلة النظام ومنظوماته وأجهزته ومحاسبة المقصر ووضع خطوات إصلاحية حقيقية، ولقد قابلهم النظام بالإبادة والدبابة والسلاح، أو سياسة الأرض المحروقة، وخطف الناس وقتلهم وتعذيبهم والاعداء على الأعراض والممتلكات!!

        فالصراع بين الحق والباطل إلى قيام الساعة فأهل الباطل مستكبرون ويطلبون العلو فوق الناس، وعندهم العصبية المقيتة والجحود والتمسك بالظلم والقوة، واغتروا بالدنيا وكثرة الأتباع وكراهية الحق: {وأكثرهم للحق كارهون}، واستخدام الحيل والمكر والكذب وطغوا وتمادوا فيه: {أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون}، وكونوا علاقات مع الاتحاد السوفيتي فكانوا له خدماً مع النظام الإيراني، واتبعوا أمر كل جبار عنيد واتبعوا أهواءهم: {وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل امر مستقر}.

        اغتروا بسكوت الدول العربية والإسلامية، وراهنوا على وقوف الصهاينة معهم وسكوت أمريكا عن جرائمهم: {وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون}.

        ودعم إيران لهم والسوفيت في مجلس الأمن وحزب اللات وقادة حزب البعث والنصيرين، قال تعالى: {شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض}، ويكفي الشعب حسن التوكل على الله عز وجل: {وكفى بربك هاديا ونصيرا}.

        فالله عز وجل يمهلم ولا يهملهم، فجرائمهم كثيرة ومعاصيهم قبيحة ومخالفاتهم جسيمة وفتكهم بالشعب وإبادتهم كبيرة مهما أخفوا الحقيقة وطمسوا فضائحهم، قال تعالى: {نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين}، ولا يجوز الركون مع الظالم أو تسويغ مواقفه أو مساندته ودعمه أو الدفاع عنه: {فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون} وهذا الظالم لا يملك لك حياة ولا نشور ولا يدفع عنك الضر والعذاب، {فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة} فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين.

        لقد قام البعثيون منذ بداية احتجاجات السوريين ومطالباتهم العادلة بأمور عدة: توجيه الاتهامات إلى مصر ثم الحريري «رئيس وزراء لبنان السابق»، ثم السعودية، ثم السلفيين، ثم جهات أجنبية، ثم الصهيونية، ثم اختراق عناصر مجاورة، وقاموا منذ الوهلة الأولى بحملة اعتقالات واسعة وزج الناس في السجون وتعذيبهم ثم باقتحام المساجد ومنع الناس من الصلاة ثم حصار للمناطق وقطع الماء وقطع الاتصالات والكهرباء عنهم ومنع التجول، ثم وضع قناصة على المارة فوق أسطح البنايات العالية ثم رمي جميع خزانات المياه ثم إرسال عناصر الأمن والشبيحة إلى تعذيب الناس في الشوارع، ثم إرسال قوات الجيش والشرطة وكل عسكري يرفض الأوامر يرمى ويردى قتيلا، ومنعوا الصحافة من التغطية كما اغلقوا الحدود وبأحكام، ثم لما بدأت حملة الاستقالات من حزب البعث السوري وبلغ عدد المستقيلين 550 شخصا وعدد نواب مجلس الشعب المستقلين 5 أعضاء ثم اعتقالهم. وكل من يدلي بتصريحات إلى القنوات الفضائية يعتقل ولم ينج حتى الأطفال والنساء من القتل في الشوارع والاعتقالات والتعذيب، ومنعوا وصول المصابين إلى المستشفيات، وحتى الذين وصلوا أطلقوا عليهم الرصاص حتى الموت، ومنعوا وصول قوافل المساعدات إلى درعا وبانياس والمناطق الأخرى التي بها مطالبات.

        قام بعض رجال الأمن بالاستهزاء بالقرآن والشعارات الدينية، فضلاً عن محاولة رمي المصاحف على الأرض لاستفزاز السوريين وكتابة شعارات داخل المسجد تمجد بالنظام، وقاموا بالصد عن سبيل الله، فلا أذان يرفع في مساجد درعا إلا مسجداً صغيراً قلوبهم قاسية كالحجارة أو أشد قسوة.

        ولم يعتبروا بما حدث في مصر أو تونس أو ليبيا، وما حدث للأمم السابقة عندما بغت وطغت وأسرفت في القتل.. {فما استكانوا لربهم وما يتضرعون}، {ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون}.

        ثم أثاروا الطائفية وبدؤوا يرفعون شعار البعث ثم أسرة الأسد ثم النصيرية والاعتداء على غيرهم بكل غرور وإعجاب بالنفس وغلظة وجفاء وسوء أخلاق.

        لقد سعوا إلى خراب بيوت الله وتعطيلها: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها}.

        وارتكبوا الفواحش واعتدوا على أحوال الناس وسارعوا في الإثم والعدوان والفساد في الأرض: {ويسعون في الأرض فسادا}، واستغلوا النكبات والأزمات للطعن والتشكيك، ولكن لن يستمر الظلم، والله سبحانه لهم بالمرصاد، فحسبنا الله ونعم الوكيل.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك