رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 17 سبتمبر، 2018 0 تعليق

أربعة أعوام على تكريم سمو الأمير«قائدًا للعمل الإنساني» العمل الخيري الإسلامي … يداً بيد مع العمل الإنساني

 شهد التاسع من سبتمبر عام 2014 محطة تاريخية فيما يمكن عَدُّه مفهومًا دبلوماسيًّا جديدًا أطلقته دولة الكويت، هو الدبلوماسية الإنسانية في رسالة غايتها الإنسان وإغاثته أينما وجد، وهو اليوم الذي كرمت فيه الأمم المتحدة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد قائدًا للعمل الإنساني والكويت مركزًا للعمل الإنساني، وأصبح سموه موضع اهتمام دولي كبير بصفته أميرًا للإنسانية، التي هم أهم خصائص وميزات ديننا الإسلامي الحنيف.

 

عهد الإنسانية

ولا شك أن الجهود التي بذلها ويبذلها سمو الأمير في تعزيز العمل الإنساني التي توجت بتسمية دولة الكويت عاصمة للإنسانية تعكس الصورة المشرفة للكويت وتشكل إضافة جديدة ناصعة لصورة الكويت الحضارية الحافلة بالمبادرات الإنسانية.

الجمعيات الخيرية الكويتية

تعد الجمعيات الخيرية الكويتية علامة بارزة في ساحات العطاء الإنساني بفضل تحركاتها الميدانية السريعة في المناطق جميعها وجهودها تعد جزءا من الواجب الإنساني الذي يعبر عنه الموقف الرسمي للكويت قيادة وحكومة وشعبا.

سبل العمل الخيري

     وتتنوع سبل العمل الخيري في الكويت؛ حيث تعمل الدولة جاهدة، وكذلك المواطنون، على تقديم المساعدات لكل من يحتاجها في أي مكان حول العالم، بغض النظر عن الدين أو الوطن أو الجنس أو اللون، وإيصال الاحتياجات الأساسية من طعام وشراب وخدمات صحية وتعليمية إلى المجتمعات الفقيرة. وتحاول الجمعيات والمنظمات الخيرية الكويتية إغاثة المنكوبين في حالات الكوارث والنكبات والحروب والمجاعات، وأي ظروف مشابهة، لإيوائهم وإعانتهم على التأقلم مع الأوضاع وإنشاء المشاريع التعليمية والتدريبية المختلفة، بهدف تنمية الطاقات البشرية واستغلالها والعمل على القضاء على الأمية لفتح الطريق أمام التقدم والتنمية.

المشاريع التنموية

     كما يتضمن العمل الخيري الكويتي إنشاء المشاريع التنموية الإنتاجية في المجتمعات الفقيرة بغرض تمكينها من استثمار مواردها البشرية والمالية وثرواتها وتوفير فرص العمل ليتمكن أفراد المجتمع من العيش الكريم معتمدين على أنفسهم. ويبرز عمل الجمعيات واللجان الخيرية الكويتية في الفترة الأخيرة من خلال إغاثة اللاجئين السوريين في دول الجوار، مثل الأردن ولبنان وتركيا، فضلا عن إغاثة الأشقاء في اليمن والعراق وفلسطين وإقامة المشاريع في الدول الأفريقية الفقيرة وبعض الدول الآسيوية.

المواطن الكويتي

     جبل المواطن الكويتي على العمل الإنساني والخيري منذ القدم، ويعد تنامي الإيرادات الخيرية وأموال التبرعات لدى الجهات الخيرية خير دليل على حرصه على العمل الإنساني والخيري، ويحرص القائمون على العمل الخيري على جذب المتطوعين والمتطوعات للمشاركة في الأعمال الخيرية من خلال زيادة الوعي بالأعمال التطوعية وأعمال البر والإحسان فضلا عن التنسيق مع الجهات والمنظمات الخيرية الإنسانية ذات الاهتمامات المشتركة والتعاون معها؛ بحيث يتفاعل ويتكامل بعضها مع بعض.

قائد العمل الإنساني

      ولم يكن تتويج سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد من فوق منبر الأمم المتحدة قائدًا للعمل الإنساني والكويت مركزًا للعمل الإنساني من فراغ بل هو انعكاس لما قدمه صاحب السمو من مبادرات خلاقة، عبرت حدود القارات ومكرمات إنسانية وخيرية ومن أبرز مبادرات سموه ما يلي:

مشروع رحلة الأمل

     تكرم صاحب السمو أمير البلاد بالتبرع بمبلغ مليون دينار كويتي لمشروع رحلة الأمل باسم سموه واسم آل الصباح الكرام؛ حيث انطلقت الرحلة من الكويت إلى مقر الأمم المتحدة بنيويورك؛ حيث مقر الأولمبياد الدولي لذوي الإعاقات الذهنية في واشنطن ثم العودة إلى الكويت.

مكافحة التلوث والتغير المناخي

     أعلن سموه في كلمته السامية في القمة الثالثة لمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض في الفترة من 17 إلى 18 نوفمبر 2007، عن تبرع دولة الكويت بمبلغ 150 مليون دولار لدعم برنامج يمول البحوث العلمية المتصلة بالطاقة والبيئة والتغير المناخي.

صندوق الغذاء للدول الأقل نموًّا

     أنشأت دولة الكويت صندوق الحياة الكريمة، وساهمت بمبلغ قدره 100 مليون دولار برأسمال هذا الصندوق لمواجهة الانعكاسات السلبية لأزمة الغذاء العالمية على الدول الأقل نموًّا، وأطلقت المبادرة خلال المنتدى الاقتصادي الإسلامي الرابع الذي عقد بالكويت خلال الفترة من 29 أبريل إلى 1 مايو 2008.

المشروعات الصغيرة والمتوسطة

     أطلق سموه خلال مؤتمر القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية الذي عقد في الكويت خلال الفترة من 19 - 20 يناير 2009 مبادرة دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتشجيعها، وأمر سموه بتقديم بمبلغ 500 مليون دولار لتفعيل انطلاقة هذه المبادرة التنموية.

جائزة مالية باسم السميط

 كما أعلن سموه عزم دولة الكويت تخصيص جائزة مالية سنوية بمبلغ مليون دولار باسم المرحوم د.عبدالرحمن السميط تختص في الأبحاث التنموية في أفريقيا وتشرف عليها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.

قمة إسطنبول الإنسانية

في 23 مايو 2016 ألقى سموه كلمة في القمة العالمية للعمل الإنساني التي عقدت في مدينة إسطنبول التركية، أكد فيها أن إجمالي مساهمات الكويت في المجال الإنساني خلال السنوات الخمس الماضية تخطى الملياري دولار أمريكي.

جهود الكويت لإغاثة الأشقاء

     ولم تقتصر جهود الكويت على دعم الشعب السوري فحسب بل عملت على التخفيف من معاناة الشعوب المتضررة من خلال تقديم المساعدات للبلدان المحتاجة وفي مقدمتها الدول العربية، كالعراق وفلسطين واليمن والسودان وغيرها، كما امتدت إلى دول آسيوية وإفريقية وعالمية أصابتها كوارث طبيعية.

سوريا .. مؤتمر المانحين

     استنادًا إلى مساعي سموه الدائمة في التعامل مع القضايا الإنسانية، استضافت الكويت 3 مؤتمرات للمانحين لإغاثة الشعب السوري عقد آخرها في أواخر مارس 2015، بحضور أكثر من 120 دولة ومنظمة إنسانية، وبلغ إجمالي التعهدات الدولية خلال المؤتمرات الثلاثة ما يقارب 8 مليارات دولار، ومهدت تلك المؤتمرات الثلاث، الطريق أمام مؤتمر المانحين الرابع لدعم الوضع الإنساني في سوريا الذي أقيم في العاصمة البريطانية لندن في 4 فبراير 2016.

وتخطى إجمالي ما قدمته الكويت من مساهمات في المجال الإنساني خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من ملياري دولار أمريكي، تبوأت معها المرتبة الأولى عالميًّا في تقديم المساعدات بالنسبة لإجمالي الدخل القومي.

العراق

     وفي العراق حرصت دولة الكويت على مد العون والإغاثة للنازحين واللاجئين العراقيين حتى أصبحت من أكبر المانحين، ما دفع بالحكومة العراقية إلى الإشادة بالجهود الإنسانية الكويتية الهادفة إلى تخفيف المعاناة الإنسانية للشعب العراقي، وشاركت الكويت في مؤتمر المانحين؛ لدعم العراق الذي استضافته واشنطن في يوليو 2016، وتعهدت بتقديم مساعدات إنسانية إلى العراق بقيمة 176 مليون دولار بينما وزعت الجمعيات الخيرية الكويتية أكثر من 12 ألف سلة غذائية على الأسر النازحة في إقليم كردستان.

وكانت الكويت قد تبرعت في عام 2015 بمبلغ 200 مليون دولار لإغاثة النازحين في العراق، كما وزعت نحو 40 ألف سلة غذائية من قبل الهلال الأحمر الكويتي على العائلات النازحة في إقليم كردستان العراق.

فلسطين

      وفي يناير 2009 أعلن سمو الأمير تبرع دولة الكويت بمبلغ 34 مليون دولار لتغطية احتياجات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، كما قدمت الكويت إلى الوكالة مبلغ 15 مليون دولار أمريكي في عام 2013، وفي يوليو 2014 أطلقت الكويت حملات لإغاثة أهالي قطاع غزة المنكوبين جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع.

     كما عقدت الكويت مؤتمر الطفل الفلسطيني بالكويت الذي أوصى بضرورة الدفاع عن حقوق أطفال فلسطين في ظل انتهاكات الاحتلال اليهودي وأكد المشاركون في المؤتمر الذي كان برعاية وحضور سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والرئيس الفلسطيني محمود عباس ضرورة تضافر الجهود الدولية للعمل على عدم إفلات المسؤولين (الإسرائيليين) عن انتهاكات حقوق الطفل من العقاب.

السودان

     وخلال مؤتمر المانحين لإعمار شرق السودان الذي عقد بدولة الكويت خلال الفترة من 1 - 2 ديسمبر 2010 تحت رعاية كريمة من حضرة صاحب السمو أمير البلاد تم الإعلان عن مساهمة دولة الكويت بمبلغ قدره 500 مليون دولار أميركي لمنطقة شرق السودان لتنفيذ مشروعات بنى تحتية وخدمات، وقدم المبلغ من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.

اليمن

أعلنت دولة الكويت عام 2015 تبرعها بمبلغ 100 مليون دولار للتخفيف من المعاناة الإنسانية للشعب اليمني، كما قامت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وجمعية الهلال الأحمر الكويتي بإطلاق العديد من الحملات الإنسانية لإغاثة المنكوبين اليمنيين.

الصومال

     في يوليو عام 2011 أرسلت الكويت مساعدات إلى الصومال بقيمة 10 ملايين دولار للمساعدة في التخفيف من آثار الجفاف والمجاعة هناك. وفي عام 2012 قام بيت الزكاة الكويتي وجمعية العون المباشر بتبني مشروع لإعادة توطين النازحين الصوماليين جراء موجة الجفاف بتكلفة إجمالية قدرها 508.6 آلاف دينار.

 

تاريخ ناصع البياض

     من جهته قال المنسق المقيم للأمم المتحدة الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لدى الكويت د. طارق الشيخ، إن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد سطر تاريخا ناصع البياض من العمل الدبلوماسي والتنموي الإنساني الرفيع، على مدى 55 عاما حافلة بالعديد من المحطات التاريخية.

ترسيخ قيم احترام حقوق الإنسان

     وأكد الشيخ أن الكويت كانت، ولا تزال، تقوم بدور بارز في تأصيل قيم احترام حقوق الإنسان وترسيخها، وحسن الجوار، وتحقيق السلم والأمن، من خلال الحوار الدبلوماسي ودبلوماسية التنمية، ولفت إلى حرص سمو الأمير ووزارة الخارجية الكويتية من خلال دبلوماسية العمل الإنساني في الشرق والغرب على نصرة المظلوم، وإغاثة اللاجئين، ودعم ذوي الاحتياجات. وأشاد برعاية سمو الأمير ونصرته للمتضررين من الحروب والمجاعات والكوارث الطبيعية في جميع انحاء العالم. ونوه بيد الكويت الأصيلة التي «تمتد بالسلام والعون إلى العراق لتنهض به بعد طول الحرب متناسية الماضي ومتطلعة لمستقبل أفضل للجميع».

 

 

 

 شكر وامتنان

وفي هذا السياق عبر عدد من الشخصيات العامة ورؤساء الجمعيات الخيرية عن تقديرهم وامتنانهم لجهود صاحب السمو في العمل الخيري التي جعلت الكويت تتبوأ مكانة سامية إقليميًا ودوليًا.

نؤيد سموه وما يقوم به من أعمال خير

     ففي إشادة منه، ودعم لجهود سمو أمير البلاد الشيخ: صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله، قال الشيخ/ طارق العيسى -رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي-: إن ما يقوم به سمو أمير البلاد الشيخ/صباح الأحمد الجابر الصباح من جهود إنسانية كبيرة وإصلاح بين الدول، ولاسيما الدول العربية والإسلامية، وما يقوم به هذه الأيام من جهود للإصلاح في زيارته الحالية للولايات المتحدة الأمريكية هي من أعمال الخير التي عرف بها قائد الإنسانية حفظه الله، وهي من فضائل الأعمال التي دعا لها ديننا الحنيف. يقول الله -عز وجل-: {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً}. النساء: (114).

ندعو الله أن يوفقه

     ونحن إذ نؤيد سموه، وما يقوم به من أعمال خير وبر وإصلاح، فإنا ندعو الله أن يوفقه في جهوده الخيرة، وهي صفة جبل عليها أهل الكويت حكومة وشعباً. ونحن في جمعية إحياء التراث الإسلامي إذ نكرر دعمنا الكامل لسموه لما فيه صلاح بلدنا وأمتنا العربية والإسلامية، فإننا ندعو الجميع في بلدنا الكويت للالتفاف حول المساعي الخيرة بقيادة ولي الأمر صاحب السمو الشيخ/ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفاظاً على نعمة الأمن والأمان التي نسأل الله أن يديمها على الكويت وأهلها، وإنا لنسأل الله -عز وجل- أن يحفظ سموه، وأن يوفقه ويسدده لكل خير، وأن يحفظ الكويت وأهلها من كل شر وسوء.

 

 

 

على الصعيد الدولي

  - في عام 2007 تبرعت دولة الكويت بمبلغ 10 ملايين دولار لبنغلاديش لإغاثة المنكوبين من إعصار (سيدر) الذي خلف آلاف القتلى والجرحى.

 - في عام 2011 وجه سمو الأمير بتبرع الكويت بخمسة ملايين برميل من النفط الخام أي ما يعادل نحو 500 مليون دولار لليابان جراء زلزال عنيف وتسونامي خلفا أضراراً مادية كبيرة.

- في عام 2012 قدمت الكويت تبرعا بقيمة 250 ألف دولار لإغاثة المتضررين في تركيا عقب زلزال (فان).

- في عام 2014 تبرعت الكويت بمبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة الشعب الفلبيني المتضرر من إعصار (هايان).

- في عام 2014 تبرعت الكويت بمبلغ خمسة ملايين دولار لتمكين منظمة الصحة العالمية من مواجهة أزمة انتشار فيروس (إيبولا) عالميًّا.

 - أعلن سمو الأمير في كلمته السامية بمؤتمر قمة الاتحاد الإفريقي عن تبرع دولة الكويت بتكاليف تجهيز المقر الجديد للمفوضية العامة للاتحاد الأفريقي بمستلزماته كافة في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا.

- أعلن سمو الأمير في افتتاح القمة الأولى لمؤتمر حوار التعاون الآسيوي التي استضافتها الكويت في الفترة من 15-17 أكتوبر 2012، عن تبرع دولة الكويت بمبلغ 300 مليون دولار في برنامج يهدف لتمويل مشاريع إنمائية في الدول الآسيوية غير العربية.

- أعلن سمو الأمير في كلمته السامية في القمة العربية الأفريقية الثالثة عن توجيه المسؤولين في الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية بتقديم قروض ميسرة للدول الإفريقية بمبلغ مليار دولار على مدى خمس سنوات مقبلة.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك