رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: أحمد فريد 8 سبتمبر، 2014 0 تعليق

أخلاق النصر في جيل الصحابة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعد؛ فقد شهدت كتب التاريخ والسير أن الصحابة -رضي الله عنهم- عاشوا أعلى مراتب النصر والتأييد، ومن عجب أن هذا النصر وذلك التأييد ما كان في ميدان دون ميدان، وإنما كان في كل الميادين، وفي كل الأوقات.

لقد عاشوا هذا النصر وذلك التأييد مع النفس الأمارة بالسوء، فألجموها بلجام الاستقامة والتقوى، وحملوها على التوبة والإنابة إلى الله إن هي تمردت على هذا اللجام، وعاشوا هذا النصر وذلك التأييد مع العدو في أرض المعركة؛ بحيث تمت لهم الغلبة على هذا العدو في أقصر وقت، وبأقل التكاليف.

     وعاشوا هذا النصر وذلك التأييد مع شيطان الجن القاعد لهم بكل طريق، والمتربص بهم الدوائر، فلم يسمعوا لوساوسه وإغراءاته، ولم يعبؤوا بكيده، وعاشوا هذا النصر وذلك التأييد مع الدنيا ببريقها وزخارفها وزهرتها، فلم تفتنهم، ولم تشغلهم لحظة عن ربهم، وهكذا كان النصر حليفهم، وكان التأييد ديدنهم، أينما حلوا، وكيفما حلوا.

وما من شك من أن الناصر والمؤيد لهؤلاء الأصحاب في كل وقت وفي كل ميدان إنما هو الله -عز وجل- الذي بيده مقاليد السموات والأرض، والذي إذا قضى أمراً يقول له كن فيكون.

     بَيْدَ أن هذا النصر وذلك التأييد من الله لم يكن عن محاباة أو مجاملة، فإنه سبحانه لا يحابي ولا يجامل، وإنما كان بسبب من هؤلاء، لقد تحلى هؤلاء بطائفة من الأخلاق كانت هي السبب في نزول النصر عليهم، والتأييد لهم من ربهم، وتبقى هذه الطائفة من الأخلاق إلى قيام الساعة سببا في حصول النصر والتأييد من الله، شريطة الالتزام والتحلي بها.

لا شك في أن التعرف على أخلاق الصحابة الكرام من حبهم لله -عز وجل- ورسوله صلى الله عليه وسلم  وتعظيمهم لأمر الله وأمر رسوله وبذلهم وتضحيتهم، وزهدهم في الدنيا، وغير ذلك من الأخلاق العالية التي سادوا بها الدنيا وحكموا العالم.

التعرف على هذه الأخلاق: تعرف على طريق النصر؛ فمهما توفرت هذه الأخلاق في جيل من أجيال الأمة، لا بد أن يتنزل عليهم نصر الله جل في علاه، فعلى الدعاة والمربين أن يقفوا وقفة مع هذا الجيل الفاضل، حتى يهتموا بتربية الشباب على أخلاقهم.

     ومن فوائد هذه الدراسة أيضاً: أن نزداد حباً لهم وهذا عقد من عقود الإيمان، فقد نص العلماء على أن محبة الصحابة من عقيدة أهل السنة والجماعة كما قال الإمام الطحاوي: «ونحب أصحاب محمد  صلى الله عليه وسلم  ولا نفرط في حب أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، أو بغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان، وبغضهم كفر ونفاق وعصيان».

وحب الصحابة أيضا حب للنبي  صلى الله عليه وسلم  الذي أحبهم وأحبوه، وفدوه بأرواحهم ودمائهم، وهو تحصين للأمة من فكر الروافض وعقائدهم الباطلة القائمة على تكفير الصحابة وبغضهم وسبهم.

قال ابن القيم -رحمه الله- في (الشافية الكافية):

إن الروافض شر من وطىء الحصى

                                             من كل طائفة ومن إنسان.

وقال القحطاني في نونيته:

لا تركن إلى الروافض إنهـــــم

                                              شتموا الصحابة دونما برهان

 لعنوا كما بغضوا صحابة أحمد

                                               وودادهم فرض على الإنسان

حب الصحابة والقرابة سنـــــة

                                              ألقى بها ربي إذا أحيانـــــــي

     قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : متى الساعة؟ قال: «ماذا أعددت لها؟» قال: حب الله ورسوله. فقال صلى الله عليه وسلم : «فإنك مع من أحببت»، فما فرح المسلمون بشيء بعد الإسلام فرحهم بهذا الحديث، قال أنس: فإني أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم  وأبا بكر وعمر -رضي الله عنهما- ونحن نحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم  وأبا بكر وعمر وبقية الصحابة -رضي الله عنهم- فمن عاجل بشرى المؤمن أن يحب من يحبهم الله جل في علاه، وأن يبغض من أبغضهم الله -عز وجل- وكيف لا يحب المسلم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم  ورضي الله عنهم أجمعين، وهم الذين حملوا لنا الكتاب والسنة ووصل الإسلام إلى المشارق والمغارب بجهدهم وجهادهم؟!

فما العز للإسلام إلا بظلهم

                                         وما المجد إلا ما بنوه فشيدوا

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك