أخلاق المرأة المسلمة مع والديها
من أبرز ما تتميز به المرأة المسلمة برها بوالديها والإحسان إليهما ومعرفة قدرهما، يقول الله -تعالى-: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا}، وقوله -تعالى-: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}، ولما سُئل النبي -[- عن أحب الأعمال إلى الله قال: «الصلاة على وقتها ثم بر الوالدين»، فعلى الأخت المسلمة أن تعلم أن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «أكبر الكبائر؛ الإشراك بالله وعقوق الوالدين» رواه البخاري، ومهما فعلنا لهما لن نستطيع أن نوفي حقهما، فهذا ابن عمر -رضي الله عنهما- يشهد رَجُلًا يمانيًا يطوف حول البيت وأمه على ظهره فقال: أتُراني جزيتها يا ابن عمر؟ فأجابه: لا، ولا بزفرة واحدة.
وإليك أختاه بعض الأفكار العملية غير التقليدية لإسعاد الوالدين:
(1) الذكريات: تحدثي معهما عما كان يضايقك منهما عندما كنت صغيرة، ثم بيني لهما أنهما كانا على صواب فيسعدان بما ذكرتيه لهما.
(2) المشاعر: إذا أعطياك أعطية احرصي على التعبير عن مشاعر الفرح وبيني لهما مدى حاجتك لهذه العطية واستفادتك منها. مهما كانت بسيطة.
(3) الهدية: احرصي على شراء هدية لهما بين الحين والآخر؛ فهي تعبر عن حبك لهما وليس بالضرورة أن تكون غالية.
(4) الحديث: تحدثي معهما باستمرار وأكثري من زيارتهما إن كنت بعيدة عنهما.
(5) المشاورة: شاوريهما في قراراتك الكبيرة والصغيرة فالمشاورة تشعرهما بأهميتهما.
(6) الدعابة: كوني دائمًا مصدر سعادة لهما بذكر القصص التي حدثت لك معهما في الطفولة أو مع إخوانك وفيها دعابة ونكتة وطرافة أو أي موقف طريف تذكرينه لهما.
(7) الحنان: كوني حنونة معهما خاصة اذا كانا كبيرين في السن، واذا تصرفت تصرفا أغضبهما فعجلي في طلب رضاهما.
(8) الأصدقاء: عرفيهما بأصدقائك أو ادعي أصدقاءك للجلوس معهما فإن ذلك يسعدهما.
(9) عمل خيري: أوقفي لهما وقفًا أو صدقًة وأخبريهما به فهذا مما يسعدهما ويرضيهما عنك.
(10) تحدثي عنهما بخير: ، واذكري فضائلهم عليك؛ فهذا مما يسعدهما ويعزز رضاهما عنك.
بين التأني والتأخر في حل المشكلات
فرق كبير بين التأني في حل المشكلة والتأخر عن الحل، فإن اتخاذك القرار السريع وأنت غير مهيأة للحل قد يزيد المشكلة ويضخمها، لكن لابد من الروية والعمق والمشورة والتثبت ليكون قرارك في حل المشكلة أساسًا متينا ينبني عليه قرارًا صائبًا، ففي الغالب لن تندمي بعده بإذن الله -تعالى.
أختــاه متــــى تعتــــــذرين؟
هل فكرت أن تعتذري يومًا أم أخذك الكبرياء وحب الذات ومنعك هذا كله من أن الاعتذار عن خطأ فعلتيه وانتبهت له، أم لم تنتبهي وأخذتك الأيام والليالي، ومرت ومر معها قطار الزمان، ووجدت نفسك بدأت تفقدين عزيزا وغاليا؟ لماذا؟ لأنك لم تستطيعي أن تتفوقي على نفسك وتواجهي من أخطأت في حقه، أو ترفعي سماعة الهاتف أو ترسلي رسالة جوال تعتذرين فيها عما أجرمت.
أعلم أنه ليس من السهل أن نقدم على الاعتذار، وأن الكثيرين يرون فيه ضعفاً، ولكنه في الحقيقة منتهى القوة والتغلب على الذات، وكثير منا يستصعب هذه الكلمة «أنا آسف» فهي كالسهم إذا خرجت في وقتها للشخص الذي أخطأنا في حقه، وسيكون لها دوي قوي داخل نفسه، وسيذوب أي غضب أو ضغينة من الطرف الذي أخطأنا في حقه.
متى تعتذرين؟
إذا قلت أو فعلت شيئا يستوجب ذلك وتسببت بقوة في إيذاء شخص ما، وشعرت بتأنيب الضمير، هنا يجب علينا أن نصحح ما ارتكبناه من خطأ بأن نقول للشخص الذي أخطأنا في حقه: أنا آسفة وأعتذر لك.. وهنا قمة المسؤولية والتواضع.
كيف يكون الاعتذار؟
- يجب أن يكون الاعتذار صادقا من القلب إلى القلب.
- حسن توقيت الاعتذار فلا أترك شقوق الزمن تنخر في هذا القلب، بل يجب أن يكون الاعتذار سريعًا وفي الوقت المناسب.
- لا تجعلي الاعتذار يتضمن لوما أو كلمة «لكن» كأن أقول: أنا أخطأت ولكن؛ بحيث أجعل الاعتذار يبدو وكأني أحمل أثرا من اللوم أو الحقد للطرف الآخر.
- لا تقومي بتقديم الأعذار بدلاً عن الاعتذار، أي أن تقلبي الدفة على الطرف الآخر بمعنى أن تقدمي أعذارا بأنك لم تفهميه أو أنك لم تكوني تقصدين ذلك، فتجعلين الطرف الآخر يبدو وكأنه هو الذي أخطأ.
- إن أثمن ما في الحياة هو القدرة على ملامسة قلوب من نحب، ولكن يبقى الأسوأ هو جرح هذه القلوب دونما سبب.
هند بنت عتبة -رضي الله عنها
هي هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة، أم معاوية، زوجة أبي سفيان بن حرب. أمها صفية بنت أمية بن حارثة بن الأوقص بن مرة بن هلال، من أولادها معاوية بن أبي سفيان وعتبة بن أبي سفيان وجويرية بنت أبي سفيان.
حالها في الجاهلية
كانت هند بنت عتبة عند الفاكه بن المغيرة المخزومي، وكان الفاكه من فتيان قريش، فاتهمها بالفاحشة خطأ فطلقها، فأخبرت هند أباها أنه كاذب عليها، فحاكمه أبوها عتبة بن ربيعة إلى بعض كهّان اليمن، فبرأها مما رماها به زوجها، وبشّرها بأنها ستلد مَلكًا، فوثب إليها الفاكه فأخذ بيدها، فنترت يدها من يده، وقالت له: والله لأحرصن أن يكون هذا الملك من غيرك. فتزوجها أبو سفيان بن حرب، فجاءت منه بمعاوية.
قصة لم تثبت
أمّا عن قصة أكل هند من كبد سيدنا حمزة بن عبد المطلب فلم تَثْبُت أحاديث فيها على الإطلاق، ولكنها نُقِلت من كتب السِّيَر والتاريخ، وحتى قصة تأجيرها وحشيًا لقتل حمزة لم تثبت أيضًا، بل الثابت ما رواه البخاري في الصحيح أنّ الذي أمر وحشيًا بقتل حمزة هو جبير بن مطعم انتقامًا لقتل عمه ببدر وقال له: إن قتلت حمزة بعمي فأنت حُرْ.
إسلامها
أسلمت هند بنت عتبة -رضي الله عنها- يوم الفتح بعد إسلام زوجها أبي سفيان بليلة وحَسُن إسلامها. ولمّا أسلمت جعلت تضرب صنمًا لها في بيتها بالقَدوم حتى فَلَذَتْه فلذة فلذة، وهي تقول: كنا معك في غرور.
مبايعتها للنبي - صلى الله عليه وسلم
عندما أسلمت هند يوم فتح مكة، جاءت إلى رسول الله - - تصلى الله عليه وسلمبايعه على الإسلام وهي متخفية، وعندما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم- في البيعة: «ولا يسرقن ولا يزنين»، قالت هند: وهل تزني الحرة وتسرق؟ فلمّا قال: «ولا يقتلن أولادهن»، قالت: ربيناهم صغارًا وقتلتهم كبارا، ولمّا قال: «ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن»، فقالت: إن إتيان البهتان لقبيح. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم- لعمر: «بايعهن واستغفر لهن الله إنّ الله غفور رحيم»، فبايعهن عمر، وكان الرسول لا يُصافح النساء. ثم شَكَتْ شُحّ زوجها أبي سفيان إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال لها: «خذي ما يكفيكِ وولدك بالمعروف».
وفاتها
توفيت هند بنت عتبة -رضي الله عنها- في السنة الرابعة عشر من الهجرة النبوية بعد تاريخ حافل بالبطولات، وصادف ذلك فترة خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.
لاتوجد تعليقات