رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: إيمان الوكيل 22 سبتمبر، 2014 0 تعليق

أخطاء شائعة في تهذيب سلوك الأطفال

الإسراف في النصائح والتوجيهات بلهجة الأمر هو أمر ممل وغير محبب بل وغير مجد

حق الطفل الطبيعي هو شعوره بالأمان والاستقرار والحب

 

تربية الأبناء موضوع يحدث قلقا عند الآباء، وما يهمهم أكثرهي الأمور الخاصة بكيفية توجيه أطفالهم إلى اتخاذ القرارات السليمة والتطبع بالسلوكيات السوية؛ فإن كثيراً من الأطفال يشبون على السلوكيات السيئة، وهذا يرجع إلى الطريقة التي تربوا عليها منذ الصغر فإذا كان الطفل يعامل بطريقة عنيفة جداً وبأسلوب يتميز بالقهر دون اقتناع أو تشاور فهذه طريقة جافة تزرع في الطفل سلوكيات غير سوية، فسلوك الطفل يتم اكتسابه عن طريق التعلم والخبرة والتدرج التي مر بها من خلال تفاعله مع البيئة؛ حيث تزداد القابلية للتعلم أثناء مراحل النمو الأولى، فيبدأ بتعاون الأب والأم مع الطفل وتعليمه السلوك الجيد، ويُستخدم أسلوب الإثابة والعقاب في تعليم السلوك، وتقع المسؤولية الأكبر على الأم؛  فهي التي تغرس فيه السلوكيات الإيجابية أو العادات المرضية، لكن مع ضغوط الحياة اليومية تقع الأم في بعض الأخطاء أثناء تهذيب سلوكيات طفلها، وتؤثر سلباً عليهم، ونذكر بعض الأخطاء الشائعة التي يقع كثير منّا فيها:

1. من الخطأ ألا تبحثي عن السبب الكامن خلف سوء سلوك طفلك؛ ففي الغالب كل ما يحدث هو رد فعل لسلوك الطفل السيئ دون التفكير لأساس السلوك وما دفع الطفل لفعله أو ما يحتاجه ولا يحصل عليه.

2. قتل روح الفضول عند طفلك بتجاهلك أن العقلية التي تتعاملين معها عقلية طفولية لا تدرك المعاني الكبيرة التي يرغبون بتوصيلها، وبعدم إجابته الإجابة الكافية الوافية بكل هدوء وبكلمات بسيطة يستطيع استيعابها.

3. الوقوف بعنف عند السلوك السيئ وإعطائه أكبر من حجمه، وتجاهل السلوك الجيد دون تشجيعه والإثابة عليه، فيرى الطفل أنه يفعل الجيد ولا يُكافأ عليه ولا يُنتبه له، وما يلفت الانتباه فقط هو السلوك السيئ لذلك لن يفعل غيره؛ لذا يجب عليكِ أن تلحظي أي لمحة إيجابية تصدر عن طفلك فتشجعيه عليها، وتعبري له عن سرورك وامتنانك لما صدر عنه من سلوك حسن مرغوب، فالحنان والحب والتقدير والتشجيع له فعل السحر في تغيير سلوكه إلى الأفضل.

4. غياب المصداقية بينك وبين طفلك، فإن وعدت يجب عليكِ الوفاء بالوعد.

5. التأنيب والتأديب والزجر أمام رفقائه، أو تحقيره على أي خطأ يقع فيه بصورة تشعره بالنقص والمهانة، وتخلق فيه روح العناد والتمرد بوصفه رد فعل على شعوره بالإحراج والإهانة المستمر، أو جعل الطفل عديم الثقة بنفسه قليل الجرأة في الكلام والتعبير عن رأيه وكثير الخجل أمام الناس ومنطٍو في المواقف الاجتماعية المحرجة.

6. فرض الأوامر على الطفل طوال الوقت «قم، نم، البس، ذاكر، رتب..» فيتظاهر طفلك بعدم السماع والتجاهل التام لأوامرك وعدم الاستجابة؛ لأنك لم تتركي له حرية الاختيار والشعور بكيانه وشخصيته، فالإسراف في النصائح والتوجيهات بلهجة الأمر هو أمر ممل وغير محبب بل وغير مجد في كثير من الأحيان.

7. عدم اتفاق الوالدين على نهج تربوي لتهذيب سلوك الطفل، فحين تتفقين مع طفلك بأن عليه القيام بواجب ما ومكافأته بالذهاب إلى نزهة أو شراء لعبه يحبها ويأتي والده يحقق له ما وُعد به دون القيام بما طُلب منه، وذلك من أكبر الأخطاء الذي يقع فيه الآباء تؤدي بالطفل إلى حيرة أيهما صواب الأم أو الأب؟ وهذا ما يجعله ينجذب لأحدهما دون الآخر، ويؤثر على احترامه وثقته فيه ولاسيما إذا حدثت مشاجرة أمامه بسبب هذا الاختلاف، فالترابط والاتفاق يؤثر جدا على تطور طفلك النفسي والعاطفي والاجتماعي والمعرفي.

8. إطلاق الصفات والسمات السلبية على الطفل كأن تقولي لطفلك: «أنت شقي، أو غير مطيع»، فهنا يتقبل الطفل تلك الصفات السلبية، وتستقر في ذهنه، ويبدأ في ممارستها بوصفها سلوكا في حياته، وكان من الأولى عليكِ إطلاق صفات إيجابية وحسنة تؤدي إلى تعزيز السلوك الصحيح في حياة الطفل كأن تقولي له: «أنت مطيع، أنت مهذب وهذا يجعلني أحبك أكثر ودائما».

9. عدم إدراكك بأن طفلك يعكس الثقافة اللغوية لأسرته؛ فعند امتناعه عن الكلمات المهذبة مثل «شكراً، لو سمحت، بعد إذنك، اتفضل، حضرتك..» أو أنه يتلفظ بألفاظ غير مرغوب فيها فتأكدي أن هذه هي اللغة المتبعة أمامه وهذا ما تربى عليه، فلم يجد من يعلمه حسن السلوك لذلك لم يدرك فرق المعاملة بين الصغير والكبير والقريب والغريب مع اعتقادك بأن طفلك صغير، ولم يدرك ما يحدث في الأسرة من أخطاء سلوكية، فطفلك يقلد الأساليب التي تتم أمامه دون التفكير في الأسباب الكامنة خلف ذلك السلوك، فالطفل لا يولد ومعه قواعد السلوك الجيد فهذه آداب يتعلمها من خلال تربية والديه.

10. الضحك على الكلمات السيئة التي يتلفظها طفلك منذ الصغر، فضحكك رسالة لطفلك على أن ما يقوله ليس بخطأ بل كلام لطيف يُثير ضحك من حوله فلم لا يتمادى مستقبلاً في قول المزيد من العبارات الخارجة عن اللياقة ما دامت أثارت الضحك؟

11. التدليل الزائد وعدم وضع حد على احتياجات طفلك؛ فاحتياجاته تزداد كلما تقدم في السن؛ فيجب الانتباه إلى ذلك ووضع حد وضوابط للطفل فيما يتعلق بذلك وعدم الانسياق له ولكل ما يطلبه، هذا الخطأ يجعل الطفل يشعر دائماً بأنه مُجاب لأوامره، ويتوقع دائماً المعاملة نفسها ولا يقبل بأدنى منها وبالطبع هذا لا يدوم؛ مما يجعل انفعالاته دائماً طفولية، وتقل قدرته على تحمل المسؤولية، فشراء كل ما يحتاجه طفلك تجعله لا يشعر بقيمة أي شيء، وإعطاؤه أشياء كثيرة تجعله يركز دائما على الأشياء التي يريد الحصول عليها و لا يكترث بالأشخاص.

12. وعكس التدليل الإهمال وعدم تخصيص وقت لطفلك؛ وهذا يؤدي إلى هلاك أسرة بأكملها، فعليك بقضاء القليل من الوقت لتدليل نفسك فأنتِ مربية من الطبيعي أن تشعري بالإرهاق، وينفد صبرك فتُجبرين على إهمال أسرتك وأطفالك لحاجتك أنتِ إلى شحن عاطفتك وطاقتك حتى تستمري بالعطاء والصبر على أبنائك , ولأن الإهمال يجعل الطفل يشعر بالغيرة من أقرانه الذين يحظون باهتمام والديهم، وينعكس ذلك على تصرفاته التي تتسم بالعدوانية في معاملاته ليلفت الانتباه له.

13. تسرعك بتعديل ما يترتب على سلوكه السلبي، طفلك بحاجة لتعلم كيفية تحمل المسؤولية وتصحيح أخطائه بنفسه، مثلاً إذا اتسخت ملابسه يجب أن يتعلم أن ينظفها بنفسه، ويتعلم الاعتراف بالخطأ؛ فالأم تضر أبناءها أكثر مما تنفعهم عند قيامها بكل شيء، فعدم تعويد الطفل على تحمل أخطائه أو المشاركة في تحمل بعض الأعباء المنزلية حسب سنه وقوته البدنية حتى لو كانت  مجرد أعمال بسيطة كترتيب فراشه يعني أنه سينشأ كسولاً وخاملاً وغير قادر على تحمل المسؤولية ولن يمسك في يده بزمام المبادرة أبداً بل يبحث دائماً عمن يقوم له بالأعمال بدلاً منه.

     وأخيراً حق الطفل الطبيعي هو شعوره بالأمان والاستقرار والحب فإن لم نستطع توفير له حقه في الحياة فكيف لنا بتهذيب سلوكه؟! ونتذكر دائماً أن الطفل ليتعلم يجب أن يكون سوياً، ليس فقط من مشاهدة سلوكيات غيره، ولكن أيضاَ من شعوره بالحب والعطف والتقييم والرعاية من قبل الأسرة؛ فالتربية تحتاج للكثير من الجهد والعناء، فهي لا تعني تقديم المسكن والملبس والطعام والشراب، بل تشمل إشباع الحاجات النفسية والمعنوية التي قلما ينتبه إليها الوالدان، فكوني إيجابية عند تصحيح سلوك طفلك أو عند تقديم المساعدة له؛ فإن ذلك يساعده على تنمية حس الثقة والتقدير الذاتي.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك