أخطاء تقع في رمضان (2)
ينبغي على المسلم (الحريص) أن يستقبل شهر رمضان، أولا: بتوبة صادقة من جميع الذنوب، وثانيا: بتعلم أحكام الصيام لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين»، حتى يعمل بما يعلم، ولا يرتكب الأخطاء، وإن جهل شيئا فعليه أن يسأل، أو يقرأ ويتفقه، وثالثا: بالاجتهاد في العبادة؛ فقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة على استقبال شهر رمضان بقوله: «فأروا الله من أنفسكم خيرًا»، والمعنى كما يقول سماحة الشيخ ابن باز -رحمه الله-: «أروا الله من أنفسكم خيرًا: يعني سارعوا إلى الخيرات وبادروا إلى الطاعات، وابتعدوا عن السيئات»، ورابعا: بترك المعاصي، ويقول صلى الله عليه وسلم : «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم»، ويقول صلى الله عليه وسلم : «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»، ومن الأخطاء عند بعض الصائمين في شهر رمضان مايلي:
في الجهل بفضل شهر رمضان
- يجهل بعض الصائمين فضل شهر رمضان، ويتصرفون فيه كباقي الشهور، وينسون أنه شهر بركة ورحمة، ويحط الله به الخطايا، ويستجاب فيه الدعاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أتاكم شهر رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه؛ فينزل الرحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب الدعاء؛ فأروا الله من أنفسكم خيرًا؛ فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله»، كما يغفر الله فيه الذنوب المتقدمة، يقول صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه»، ويقول صلى الله عليه وسلم : «يقول الله -جل وعلا-: كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك».
في صلاة التراويح/القيام
يعمد بعض أئمة المساجد إلى القراءة السريعة ابتغاء الانتهاء من الركعات سريعا؛ فيخلّ بواجب الطمأنينة والخشوع في الصلاة، كما يقوم بعض المأمومين بحمل المصحف في أثناء الصلاة، وهذا كما قال سماحة الشيخ ابن باز -رحمه الله-: «لا أعلم لهذا أصلًا، والأظهر أن يخشع ويطمئن، ولا يأخذ مصحفًا، ولو كان واحدٌ يحمل المصحف ليفتح على الإمام عند الحاجة؛ فلعل هذا لا بأس به، أما أن يحمل كلُّ واحدٍ مصحفًا؛ فهذا خلاف السنة»، وبعض المصلين يغادر الصلاة قبل أن ينتهي الإمام، ويفوت عليه أجر قيام الليل كله، للحديث الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم : « إنه من قام مع الإمامِ، حتى ينصرفَ، كُتِبَ له قيامُ ليلةٍ».
وينبغي للأئمة مراعاة الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه الكرام؛ فهو أولى وأعظم بركة من الأدعية المسجوعة، والأوراد المتكلفة بغرض التأثير في نفوس المصلين وتحريك مشاعرهم إلى درجة أنك ترى تأثر كثير من المأمومين بالدعاء أكثر من تأثرهم بسماع القرآن الكريم في الصلاة!
لذا ينبغي أن يخشع المسلم عند سماع القرآن الكريم كخشوعه حال الدعاء. والله من وراء القصد.
لندن 13/5/2019
لاتوجد تعليقات