رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: forqan 1 ديسمبر، 2010 0 تعليق

أحوال أهل السنة في إيران!


في مقال له ذكر الكاتب عبداللطيف سيف العتيقي عددا من الحقائق بشأن ما يتعرض له المواطنون السنة في إيران، ولا نسمع المنظمات التي تعنى بحقوق الإنسان تتحدث عن معاناة هؤلاء الذين لا يزالون يتعرضون لأصناف من العذاب والموت البطيء أو الذوبان القسري، فنرجو من جميع الأحرار في العالم ولاسيما في العالم الإسلامي أن يولوا هؤلاء المظلومين اهتماما خاصا.

يتعرض المواطنون الإيرانيون من أهل السنة إلى أشد أنواع التسلط الفكري المتشدد بقيادة حرس الثورة الإسلامية والمتخصصين في فنون الإيذاء والتعذيب التي يمارسونها ضد مواطنيهم من أهل السنة.

ويبلغ عدد سكان إيران 70 مليونا، 35% منهم من أهل السنة، وفي طهران العاصمة يوجد مليون سني لم تسمح لهم حكومة الثورة الإيرانية ببناء مساجد ومراكز ومدارس إسلامية لنشر الوعي الديني.

ويسمح للكنائس وبيوت اليهود وبيوت النار للمجوس، ولهم حرية بناء ما يشاؤون من معابد ومدارس ومراكز وثنية، أما اليهود فيبلغ عددهم 25 ألفا وعندهم 76 كنيسا.

الأوضاع السياسية في إيران

وبالرغم من وجود أكثرية سنية، فإن مستوى تمثيلهم السياسي في البرلمان والتشكيل الوزاري والمناصب القيادية لا يتناسب مع حجمهم الحقيقي، ويظل المواطن الإيراني السني محروما من تولي المناصب العالية مهما بلغ من علم وعمل أو تأييد جماهيري؛ حيث إن الدستور الإيراني وضع على أساس عنصري ذي طائفية محتكرة، ما تسبب في تدهور العلاقات بين الشعب الواحد، ويبقى السؤال: إلى متى يبقى العالم الإسلامي، يجهل أحوال أهل السنة في إيران؟! فهل يتفهمون أن مستقبل إخوانهم في إيران ينذر بكارثة؟! إنهم مواطنون من الدرجة الثالثة؛ لأن الاثني عشرية مواطنون من الدرجة الأولى، واليهود والنصارى مواطنون من الدرجة الثانية، وأهل السنة مواطنون من الدرجة الثالثة، وإن حالهم أسوأ من حال المسلمين في الاتحاد السوفيتي سابقا والصين الشيوعية..!

لقد أصدر النواب الـ 14 في مجلس الشورى بيانا لأول مرة في تاريخ إيران وصفوه بـ: «التمييز الفاضح»! وأرسلوه إلى أربعة مراجع أعضاء في مجلس الثورة الإيرانية.

وما زال مسلسل الإعدامات بلا محاكمات ضد أهل السنة مستمرا.. عدا قتل مئات العلماء الأجلاء في بلوشستان وكردستان والأهواز العربية، أما جرافات الهدم فهي تتعرض لإزالة المساجد والمراكز ومدارس المسلمين، وهذا بدوره أدى إلى حرمان طلبة العلم من تعلم القرآن الكريم وتفسيره والأحاديث النبوية الشريفة.

ولقد عانى الشعب البلوشي والكردستاني وعرب الأهواز مما يشبه المجازر إلى درجة الجريمة المنظمة.

قصفت القرى والمدن في كردستان إيران، وتم تشريد الآلاف المتوزعين بالخيام المشتركة.

كل هذا ورابطة العالم الإسلامي وجامعة الدول العربية ولجان حقوق الإنسان ومنظمات العفو الدولية متقاعسة عن دورها الإنساني من أجل حماية الأقليات السنية المهملة في إيران، وواجب عليها التحرك الإيجابي لنصرة المساكين من أهل السنة في إيران.

نفر من علماء أهل السنة زاروا إيران استجابة لدعوات رسمية من قادة الثورة الخمينية، وهؤلاء جميعا كانوا من الذين أيدوا ثورة الخميني عند قيامها، وظنوا أنها ثورة إسلامية، وليست طائفية؛ فصدمتهم الحقائق عندما شاركوا في مؤتمرات طهران العالمية، ومن بين نشرات وتقارير كثيرة وقع اختيارنا على التقارير الثلاثة الآتية:

1ــ تقرير لنائب الأمين العام لجمعية علماء الإسلام في باكستان الشيخ زاهد الراشدي، وقد نشرته مجلة البلاغ الباكستانية، وهو أجود هذه التقارير وأكثرها رصانة.

2ــ تصريحات للشيخ محمد عبدالقادر آزاد رئيس مجلس علماء باكستان، أدلى بها لأكثر من صحيفة ونشرها في رسالة مطبوعة عنوانها «ماذا يجري لأهل السنة في إيران؟».

3ــ تقرير كتبه محمد سعيد بانو من جنوب أفريقيا ونشره في كتيب عنوانه: «تسعة أيام في إيران».

أحد المواطنين السنة في إيران كتب هذه الكلمات: نطق الدمع بالأحداث غصبا، صبت على مشاعري.. حالنا لا يعلمه إلا القادر الكريم، ونسأله أن يحفظنا من كل سوء ولؤم، وأحوالنا تشيب لها مفارق الولدان وينوء العبد عن حمل أثقالها.

أكتب بقلمي هذا ومداده من دماء إخواننا في إيران، وأنين الآلام في أوطاننا كالغرباء.. يكمل الشاعر الإيراني: منذ أن كنت أترعرع في الصبا أدركت أن الحياة مليئة بالأشواك، فقد مرضت يوما وتطببت في أحد المستشفيات طلبا للعلاج، فأول ما ابتدأ موظف الاستقبال: أأنت سني أم شيعي؟ قلت: سني؛ فأحرقني حيا ومزق كياني وبعثر كل آمالي، ولولا رحمة الله وبركاته لتمزقت إربا، إربا.. أما هو (موظف الاستقبال) فقد نصّب نفسه قاضيا ومفتشا عن غيوب ذي العرش العظيم.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك