رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: معاوية بن أحمد الأنصاري 1 يونيو، 2015 0 تعليق

أجمعوا على أنه عمل إجرامي – العلماء: الإرهـاب يحـاول إثارة الفرقـة في المجتمع وزعزعة الإستقرار

المفتي: هدف الأعداء هو الإفساد وتفريق الأمة واختراق صفوفها

إمام الحرم: الدماء التي تراق دون وجه حق إنما هي ظلم وعدوان ومسالك جاهلية

 كبار العلماء: الإرهابيون لهم أجندات خارجية وليس لهم ذمة ولايراعون حرمة

 

تفجير مسجد القديح عمل إرهابي يتنافى مع مبادئ الدين الإسلامي والقيم الإنسانية، هدفه الأول زرع الفتنة الطائفية وبثها بين شعب السعودية، وتنفيذ أجندة خارجية لتمزيق وحدة السعودية، بتلك العبارات ندد عدد من أصحاب الفضيلة العلماء والمجامع العلمية والدعوية للعمل الإجرامي الذي استهدف عدداً من المصلين الأبرياء أثناء أدائهم صلاة الجمعة.

وأكد العلماء أن شعب السعودية سيقف صفاً واحداً تجاه كل من يحاول بث الفرقة بين أطياف المجتمع وزعزعة استقرار البلاد، وإحداث الفتنة بين أبنائه ووحدة النسيج الوطني.

جريمة خطيرة

     هذا وعدَّ سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، ما حدث في أحد المساجد ببلدة القديح في محافظة القطيف، جريمة خطيرة الهدف منها محاولة إثارة الفتنة وإيجاد فجوة بين أبناء الوطن. وقال سماحته: إن هذا الحادث حادث مؤثم إجرامي تعمدي، وهو حادث خطير يقصد المنفذون من ورائه إيجاد فجوة بين أبناء الوطن ونشر العداوة والفتن في هذا الظرف العصيب، والمملكة تدافع عن حدودها الجنوبية فأرادوا بهذا العمل إشغالها بتنفيذ هذا المخطط الإجرامي الذي يستهدف من ورائه تفريق صفنا وكلمتنا وإحداث فوضى في بلادنا، ولكن -ولله الحمد- الأمة متماسكة مجتمعة متآلفة تحت دين الله -جل وعلا- ثم تحت راية قيادتنا المباركة الحكيمة التي تسعى وتبذل جهدا في توحيد المجتمع وتقوية روابطه فيما بيننا جميعا».

     وأضاف سماحته قائلاً: «إن هذا العمل الإجرامي لم يفعلوه انتصاراً لدين الله وإنما لإحداث كل جريمة وكل فساد وكل إجرام، فواجبنا جميعا تقوى الله في أنفسنا وأن نكون يداً واحدة» مستشهدا بقوله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}(الأنفال: 46).

     وأكد مفتي عام المملكة أنه يجب أن نعلم أن هدف الأعداء من هذا العمل هو الإجرام والإفساد وتفريق الأمة واختراق صفوفها، عاداً ذلك جرماً وعاراً وإثماً عظيماً، لعن الله من خطط له، ودبر له وأعان عليه، وقال «الواجب علينا جميعا تقوى الله، وأن نكون جسداً واحداً خلف ولاة أمرنا نؤيدهم ونشد أزرهم، وندعو الناس للتآلف بينهم، ونحذر أبناءنا وشبابنا من الاغترار بهؤلاء والانخداع بهم؛ فإنهم أمة ضالة لا خير فيها».

ظلم وعدوان

     الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، أعرب باسمه واسم أئمة وخطباء وعلماء ومدرسي الحرمين الشريفين ومنسوبي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن استنكاره للحادث الإجرامي والهجوم الدموي الذي استهدف المصلين أثناء أداء صلاة الجمعة ببلدة القديح بمحافظة القطيف.وعدّ كل ذلك إجراماً وفساداً وعدواناً وإرهاباً وطغياناً، مستشهداً بقوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}(الأنعام: 151)، وقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}(النساء:93).

     ودعا فضيلته إلى الحذر من أعمال العنف والجرائم الإرهابية التي هي من الشر العظيم الذي يُهدد أمن المجتمعات واستقرارها.. وهذه الأفعال الشنيعة والأعمال الإرهابية خديعة أعداء الإسلام بهذه الوسائل الإجرامية، الذين جعلوا بلاد المسلمين ميداناً لتجربتها فيهم، وهم في بلادهم لا يطولهم شيء منها.

     وبيّن الشيخ السديس أن الدماء التي تراق دون وجه حق وبلا سبب شرعي إنما هي ظلم وعدوان وإرعاب وإرهاب ومسالك جاهلية، وقد جاء في الحديث «لَا يَزَالُ الْمَرْءُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا». مشدداً على أن الشريعة الغراء جاءت لحفظ الدماء وتعظيم شأنها.وأهاب بالجميع الحذر من هذه المسالك الضالة، وتحقيق الأمن بجميع صوره، ولاسيما على الأنفس والأبدان، مشدداً على خطورة استهداف بيوت الله والمساجد ودور العبادة والمصلين بمثل هذه الأعمال الشنيعة، فحق المساجد عمارتها وصيانتها وتجنيبها كل ما يخل برسالتها، فضلاً عن أن تُجعل مكاناً للجرائم والموبقات وعدم مراعاة حرمة المكان والزمان وتعريض أمن بلاد الحرمين الشريفين للعبث والفوضى وخرق وحدة شعبها بتصرفات تجسّد الفُرقة وتذكي الطائفية وتخالف ما سارت عليه هذه البلاد المباركة منذ عهد الإمام المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله -.

وعي الشعب أقوى من الإرهاب

     الأمين العام لهيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد قال: إن وعي الشعب السعودي سيكون بعد الله -تعالى- أقوى رادع لهؤلاء الإرهابيين الذين نزع الإيمان من قلوبهم، ويطمعون أن يوقعوا الفتنة بين أفراد هذا الشعب الكريم الذي اجتمع على ولاة أمره، وتحقق له الأمن والرخاء والاستقرار في محيط مضطرب تعصف به الفتن والحروب.

تفويت الفرصة على الأعداء

وطالب الجميع من مواطنين وعلماء ومثقفين أن يتنادوا إلى تقوية اللحمة الداخلية وتفويت الفرصة على الأعداء المتربصين الذين ما فتئوا ومنذ عقود يتحينون الفرصة لخلخلة أمن بلاد الحرمين الشريفين واستقرارها.

حادث نشاز

     من جانبه قال الشيخ د. خالد بن عبدالله المصلح عضو الإفتاء بمنطقة القصيم: لقد فُجِعَ المسلمون في بلاد الحرمين المملكة واحةِ الإيمان وروضة الأمان، بحادثٍ نشازٍ خطيرٍ مؤلمٍ مفزع؛ حيث أقدم مفسد أعمى الله بصيرته، ففجَّر نفسه بين جمع من المصلين، في بلدة القديح، في محافظة القطيف، فعظَّم الله أجرنا في مصابنا، وإنا لله وإنا إليه راجعون!، ومن نافلة القول: إن هذا التفجير الإرهابيَّ الإجراميَّ، لا يستهدف أهل القديح، ومن سقطوا قتلى أو جرحى، بل يستهدف الوطن كلَّه شماله وجنوبه وشرقه وغربه وجميع مكوِّناته، لا فرق في ذلك بين سنَّة وشيعة، ولا بين مدنيٍّ وعسكريٍّ؛ فمقصود هؤلاء المفسدين زعزعةُ أمن بلادنا، وإشاعة الفرقة والتناحر بين أبناء الوطن، وإشعال فتيل الفتنة بين مكوِّناته المختلفة، وتشتيت شمله، وتفريق جمعه، وتمزيق وحدته، وتدمير مكتسباته، ونشر الفوضى في أرجائه. خابوا وخسروا؛ فالله حافظنا وناصرنا، وهو حسبنا ونعم الوكيل.وأضاف المصلح قائلاً: إنَّه لمن المحزن، أن يُجنِّد أعداؤنا ضُلال أبنائنا، فيسلطهم للنيل من أوطانهم وأهليهم؛ سواءً أكان تسليطًا قوليًّا؛ بتكفير وتفريق، وإشاعة الشر والفتنة والفرقة، أم تسليطاً عمليًّا، بتفجير وتدمير وقتل. وهذا يُحمِّلنا جميعا مسؤولية عظمى في تحصين جبهتنا الداخلية، من أن يخترقها أعداؤنا المتربِّصون، وإنَّ مِن أعظم ما نردُّ به كيد هؤلاء المفسدين -بعد تقوى الله والاستعانة به- أن نقف جميعاً صفًّا واحدًا أمام إفساد هؤلاء الإرهابيِّين المخرِّبين، وأن نلتحم مع ولاة أمرنا، وننصرهم بما نستطيع من القول والعمل، وأن نكون عوناً لرجال أمننا وجنودنا في التَّصدي لهذا الفكر المنحرف، بكلِّ الوسائل الممكنة، ومحاصرته وكشفه وقطع الطريق على حَمَلته والمتأثرين به، والمتعاطفين معه، والتبليغ عن كل ما يُريب للجهات المختصة، واحتساب الأجر في ذلك عند الله.. فكلُّنا حماة الوطن ورجال أمنه وحراسه وجنوده.

الهيئات العلمية الشرعية تدين الحادث .

     وفي سياق متصل أدانت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بشدة الحادثة الإرهابية وعدتها جريمة بشعة تستهدف ضرب وحدة الشعب السعودي وزعزعة استقراره، ويقف وراءها -بلا شك- إرهابيون مجرمون لهم أجندات خارجية، وليس لهم ذمة ولا يراعون حرمة، وغاظهم أشد الغيظ قيام المملكة بواجباتها الدينية والعربية والإسلامية.وسألت الله -تعالى- أن يمكن من هؤلاء المجرمين عاجلا غير آجل لإنزال أشد العقوبات بهم ليكونوا عبرة ومثلا لمن تسول له نفسه الاعتداء على أي مواطن أو مقيم على ثرى هذا البلد الآمن الأمين.

مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة التعاون الإسلامي أعرب عن استنكاره البالغ للتفجير الإرهابي.

وأكد وقوفه الكامل والدائم مع جهود المملكة في مواجهة كل أعمال الإرهاب والطائفية والغلو والتطرف، وكل الإجراءات التي تتخذها في ذلك.

وجدد دعوته لأصحاب السماحة المفتين والفضيلة العلماء والسادة المفكرين والإعلاميين للتصدي الحكيم والحاسم والمتواصل لخطاب الغلو والتحريض الطائفي ولاسيما من أولئك الذين لا يتورعون عن الإساءة للرموز الدينية.

وطالب المجمع الجميع بتجنيب أماكن العبادة كل مغذيات الصراع الطائفي والمذهبي، مناشداً العمل الدؤوب لشد أزر الأمة لتصون وحدتها الوطنية والإسلامية، وتسد كل الثغرات أمام المتربصين من المكفرين والطائفيين والمتآمرين والأعداء.

     من ناحيته استنكر مجلس الدعوة والإرشاد الذي يرأسه الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ  الحادث الإرهابي الآثم الذي استهدف أحد مساجد بلدة القديح في محافظة القطيف، وقال وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد د.توفيق السديري عضو المجلس: إن مرتكب تلك الجريمة الشنيعة يعد من الضالين في حق عقيدتهم، ودينهم، وأثم خالف شرع الله، وسفك الدم الحرام، وروع الآمنين.

     وشدد د. السديري على أن ذلك العمل الإرهابي الذي استهدف الآمنين يعد جريمة كبرى منافية للقيم والتعاليم الإسلامية بل هو من أعظم أحوال الإفساد في الأرض، وأن هذا الحادث لن يثني من عزيمة ولاة امرنا في محاربة الإرهاب بكل الوسائل والسبل أياً كان مصدره ومرتكبه، وإن هذا التفجير الإجرامي لن يؤثر في ترابط أبناء الوطن وتكاتفهم في مواجهة هذه الفئة الباغية التي تحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تنشر الفوضى والفتن.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك


X