رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سامح أبوالحسن 10 سبتمبر، 2012 0 تعليق

أثنوا عليه خيراً وتحدثوا عن دوره الدعوي- الدعاة السلفيون لـــ«الفرقان»: وترجَّل شيخ السلفية عبد الله السبت


الحاي: ترك لنا العديد من الرسائل الماتعة التي تحارب البدع وتعلي شأن السنة

أحمد الكوس: كانت له جولات علمية دعوية بشتى دول العالم لإلقاء المحاضرات وتوعية الناس بأمور دينهم

العليمي: كان للشيخ عبدالله الأثر الكبير في نشر الدعوة السلفية في الكويت

حمد الكوس: أسهم في نشر الدعوة السلفية ودعا الناس لها شعاره فيها الكتاب والسنة بفهم الصحابة

العيناتي: كان يدعو إلى التمسك بالسنة ويحذر من التعصب المذهبي ويحارب اﻷفكار المنحرفة والآراء الشاذة

هو الشيخ الفاضل أبومعاوية عبدالله بن خلف السبت، ولد في الكويت سنة 1946م، يرجع نسبه إلى قبيلة الحوسني من النصوريين من بني خالد من عينات عرب فارس، كانت بداية تدينه مع جماعة التبليغ عام 1966م في منطقة الفيحاء بمسجد الإمام أحمد بن حنبل، ثم تركهم وبدأ دعوته إلى السلفية في آخر عام 1968م في الكويت في المسجد نفسه. وله من الأبناء سبعة.

نشره للمنهج السلفي

       للشيخ -رحمه الله- جهود كبيرة في نشر دعوة التوحيد والمنهج السلفي في كثير من البلدان الإسلامية وغير الإسلامية. استفاد من الشيخ محمد الأشقر ولازمه مدة طويلة، وكان للشيخ عبدالله الأثر الكبير في نشر الدعوة السلفية في الكويت، ومنها المساهمة في تأسيس جمعية إحياء التراث الإسلامي سنة 1982م، وإنشاء الدار السلفية لطباعة ونشر وتوزيع الكتب النافعة، وفي سنة 1996م انتقل إلى إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وقد أنشأ دار الفتح فيها قبل ذلك سنة 1986م والتي تعنى بطباعة الكتب السلفية والأدبية النافعة، وكذلك مكتبة علمية خاصة يدعو ويدرس فيها طلبة العلم الوافدين إليه من الخارج مختلف فنون الشريعة كالتوحيد والفقه والعربية وغيرها. ودعوة الشيخ هي الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح، وقد تأثر بالأئمة الثلاثة: الألباني، وابن باز، وابن عثيمين رحمهم الله.

       من صفاته كان الشيخ -رحمه الله- يتميز بسعة الصدر، ودقة الألفاظ، وسهولة العبارة، وحِدّة الذكاء، وكان باراً بوالدته رحمها الله.

       وقال الداعية الإسلامي الشيخ أبو عمر حاي الحاي: إن الراحل الشيخ أبا معاوية عبدالله السبت كان أول داعية سلفي يلتقيه، مشيرا إلى أنه انشرح صدره وقرت عينه بلقاء السبت ولازمه سنوات عدة وكان أول لقاء جمعه مع الراحل الشيخ عبدالله السبت في عام 1969 في مسجد الإمام أحمد بن حنبل في منطقة الفيحاء؛ حيث كان يجلس مع مجموعة من الشباب ورحب بي وأبلغني أنه يعقد درساً في شرح كتاب الاعتصام للشاطبي، وحدثنا وقتها عن السنة واتباعها.

       وأضاف الحاي: بعد ملازمتي له- رحمه الله-عدة سنوات، أخبرني الراحل أن شيخا جليلا ظهر في الشام وهو الراحل العلامة الألباني وعرض عليّ زيارته، وبالفعل ذهبت لزيارة الشيخ الألباني ومكثت هناك 15 يوما وأخذنا من علمه وتوجيهاته، ثم عدت إلى الكويت والتزمت الشيخ السبت وأوصاني بعدد من الكتب التي اشتريتها آنذاك.

       وتابع الحاي يقول: لقد تلقيت على الشيخ علم الحديث وطريقة البحث العلمي وسير العلماء الفطاحل، فضلا عن الدروس والمحاضرات التي استمعتها منه، على الرغم من أنه كان هناك علماء من التيار السلفي قبل بزوغ نجم الداعية الراحل، إلا أن السبت له دور في تأصيل الدعوة السلفية والذب عنها فقد كان جل دروسه عن تلك الدعوة ورجالها من أمثال ابن القيم ومحمد بن عبدالوهاب وابن باز.

       وبين الحاي أن الراحل دائما ما كان يحث على مكارم الأخلاق، مشيرا إلى أنه كان حريصاً على تجنب الغيبة والنميمة، وعلى المناقشة بأسلوب راق دون تجريح.

وأردف: الراحل ترك لنا العديد من الرسائل الماتعة التي تحارب البدع وتعلي شأن السنة.

       ومن جانبه قال الشيخ جاسم العيناتي رئيس لجنة القارة الأفريقية بجمعية إحياء التراث الإسلامي والداعية المعروف: عرفت الشيخ عبدالله منذ 37 سنة داعية إلى الله على منهج السلف الصالح وكان بداية ذلك في مسجد العبدالجليل في منطقة الفيحاء وكان يدعو للتمسك بالسنة ويحذر من التعصب المذهبي ويحارب اﻷفكار المنحرفة والآراء الشاذة، وكان يحث الشباب على طلب العلم ودعوة الناس بالحكمة والموعظة الحسنة، وكان ينشر الكتب العلمية السنية في أي مكان في العالم ويحثنا على التبرع لذلك ويقول: «تبصير الناس بسنّة النبي صلى الله عليه وسلم من الجهاد في نصرة الحق في اﻷرض»، وللشيخ عبدالله علاقات كبيرة مع علماء السعودية ومشايخها وخاصة مع العلامة الشيخ صالح الفوزان ومع علماء أهل السنّة في العالم الإسلامي.

       فيما قال الشيخ أحمد الكوس: بذل الشيخ عبدالله السبت – رحمه الله- جهده وماله ووقته لدعوة الناس إلى العقيدة الصحيحة والتمسك بالكتاب والسنة ونبذ البدع والخرافات والرجوع إلى منهج السلف، فقد كان هدفه هو التمسك بالمنهج الحقيقي للعقيدة الصحيحة والدعوة الموافقة للكتاب والسنة ومنهج السلف والصحابة رضي الله عنهم فقد ربى الدعاة على السُنة وعلى الأدلة بعيدا عن البدع التي شوهت هذا الدين الحنيف، وأسس الدار السلفية في الكويت، وطبع فيها كتب كبار مشايخ الدعوة السلفية كابن باز والألباني والأشقر وبعض دعاة الكويت واهتم بالجاليات ودعوة الأجانب، وله أسلوب جميل في تحبيبهم بالإسلام والتركيز على العقيدة ومبادئ الإسلام واللغة العربية، وله أسلوب جميل ومقنع وقوي في محاضراته ومناظراته يستميل الحضور والسامعين بقوة حججه وطرحه وأدلته ولغته الجميلة.

       وتابع الكوس: كانت له جولات علمية دعوية بشتى دول العالم لإلقاء المحاضرات وتوعية الناس بأمور دينهم في الهند وتركيا وماليزيا وأغلب الدول العربية. وله محاضرات قيمة تأصيلية في العقيدة والمنهج لا يستغني عنها طلاب العلم وبعضها فرغت وطبعت ككتيبات، وكذلك له بعض المؤلفات في العقيدة والدعوة من أشهرها مختصر مدارج السالكين لابن القيم في مجلد، وكان له اهتمام كبير رحمه الله بالجاليات ودعوة الأجانب وله أسلوب جميل في تحبيبهم في الإسلام والتركيز على العقيدة ومبادئ الإسلام واللغة العربية، وكان يحرص أشد الحرص على جمع الصدقات والزكوات لمساعدة المحتاجين منهم.

       وفي السياق نفسه قال المستشار الأسري والداعية الإسلامي الشيخ راشد العليمي: إن والدنا الشيخ عبد الله السبت ما كان المرض وهو في المستشفى ليمنعه من السؤال عن المسلمين في الصين وعن أحوالهم العلمية والمعيشية، مبينا أنه بذل وقته وفتح بيته وديوانه وأنفق ماله وطاف في بلدان كثيرة لشاغل واحد وهو نشر العلم الصحيح، فقد أخبرني أكثر من مرة أنه جالس الشيخين ابن باز وابن عثيمين في جلسات خاصة ليتعرفا على أحوال المسلمين رحمهم الله.

جبل الدعوة

       وبين أنه عندما كنا نتحدث معه نتعجب من همة تناطح الثريا على الرغم من أن المرض يصارعه وهمته تجول بالسؤال عن أحوال المسلمين وهو في المستشفى.واضاف العليمي أن الشيخ عبد الله السبت كان يحرص على بناء الإنسان قبل تشييد العمران! وفي الصين وجدت طلبة علم نهلوا من علمه الكريم ومن جالسه عرف يقينا سمو علمه ورقي فكره ونظرته الثاقبة في التعامل مع الأحداث وقوة حجته العقلية والنقلية همة تسمو عن التعلق بالدنيا وفكر يتطلع إلى كل نافع ورحلات علمه لم تتوقف، مبينا أنه كان في المستشفى يسأل عن الدعوة وطباعة الكتب، ولم ينقطع سؤال الإمام ابن باز حينما كان يلتقي بالطلبة الكويتين في الرياض عن الشيخ عبد الله رحمهما الله.

       وتابع: نحسبه عند الله وهو حسيبه أنه من بقية السلف الذين شغلت قلوبهم الدعوة إلى الله ولم تهدأ نفوسهم عنها حتى في المرض، مشيرا إلى أن المرء ليحزن لفقد والده والزمن ينسيه ويعالج قلبه، لكن فقد العالم جرحه بالغ وألمه فادح ولنا مع ربنا الدعاء له بالرحمة، فمنذ أن رزقنا الله الجلوس بين يديه وأكرمنا ربنا بالتعلم منه لم تسمع منه الأذن إلا علما سديدا ومنهجا كريما وقولا رشيدا.

       وأضاف العليمي: تعلمنا منه كيف نتعامل مع المدلهمات الحادثة والفتن الواقعة من خلال النظر إلى أقوال العلماء وفق ما عمله سلفنا، وما من داعية يدعو إلى السنة الصحيحة والمنهج الحق إلا وللشيخ عليه لمسة تعليم أو كلمة استفاد بها منه، فقد كان له القدح المعلى وقصب السبق بفضل من الله في نشر العقيدة الصحيحة الصافية من البدع والعقائد الباطلة.

       فيما قال الشيخ حمد الكوس: العالم الفاضل السلفي عبدالله السبت هو من أبرز الداعين للسنة والعقيدة السلفية في الكويت منذ أكثر من40 سنة  رحمه الله رحمة واسعة، فكنت إذا زرت العلامة ابن باز رحمه الله دائماً يسأل «عن حال الشيخ عبدالله السبت وأهل الكويت» فكان يحبه كثيرا وكان الشيخ عبد الله سبت كثير الترحال إليه، مشيرا إلى أنه كان يتردد على العلماء (الألباني ثم ابن باز ثم العلامة الفوزان).

       وبين الكوس أن الدعوة السلفية هي الدعوة الإسلامية التي أسهم فيها الشيخ عبدالله السبت ودعا الناس لها، شعاره فيها الكتاب والسنة بفهم الصحابة، فقد كان هذا العالم الفاضل له أثر كبير في الكويت بنشر دعوة الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، مشيرا إلى أنه من المبشرات للشيخ عبدالله السبت ثناء المنصفين عليه ووفاته ليلة الجمعة بالسرطان، كتبه الله شهيدا.

مؤلفاته العلمية

- بغية القاصدين بتهذيب مدارج السالكين.

- صلاة الجماعة.

- الإسبال.

- الرحمن على العرش استوى.

- صوفيات شيخ الأزهر.

- الطريق إلى وحدة المسلمين.

- الأخطار الداخلية التي تهدد وحدة الأمة الإسلامية.

- الخوارج فتنة العصر .

- الشخصية المسلمة بين التميز والتحيز.

- هوية المسلم بين الأصالة والتقليد.

- المرأة المسلمة بين الأصالة والتقليد.

- الأمة بين الآمال والواقع.

- هذا بيان للناس.

- بل هو الفرية.

- خواطر دعوية.

- همسات دعوية.

- حكم العمل الجماعي.

- دعوة للتأمل.

- العواصم من تلبيس إبليس على المتعلم والعالم.

- ضرورة التناصح بين الدعاة.

 

 العيسى: سخر وقته في الدعوة والتدريس

 

       لقد فقدنا أخا وشيخا كريما ورفيق درب منذ أكثر من ثلاثة عقود، وكان -رحمه الله- ذو همة عالية في الدعوة إلى الله والبحث والتواصل مع العلماء، وكان صاحب حجة والقدرة على الإقناع والمحاورة، ويتمتع بأسلوب سهل ممتنع مما أكسبه تميزا وجعله علما من أعلام الدعوة السلفية المعاصرة ، وكان فارسا في ميدان الردود على أصحاب المناهج المنحرفة من أهل البدع والأهواء، وكان يتابع كتاباتهم ويرد على زلاتهم ناصحا ومحذرا.

       وكان -رحمه الله- معروفا في الساحة الإسلامية ولا سيما لدى العلماء  الكبار باهتمامه في نشر التوحيد ومنهج السلف الصالح.

       سخر وقته -رحمه الله- في الدعوة والتدريس، وكان يقصده إليه طلاب العلم من أنحاء العالم للاستفادة من علمه ومكتبته في الشارقة، ومن مآثره الكثيرة أن له مؤلفات ورسائل دعوية طبعت ونشرت من خلال الدار السلفية التي أسسها في الكويت،  ثم من خلال دار الفتح للطباعة والنشر في الشارقة.

       وكان له - رحمه الله - زيارات عديدة للخارج يطلع على أحوال الجمعيات والمؤسسات السلفية وكانت خاتمة زياراته تلك الزيارة الدعوية التي زار بها في ماليزيا حيث ظهر عليه التعب وتم اكتشاف اصابته  بمرض السرطان ونقل  على إثرها للعلاج من ماليزيا إلى أمريكا، وقد تلقى العلاج هناك ولكن قدر الله وإرادته سبقت، وكانت آخر زياراته الدعوية.

       فنسأل الله تعالى له الرحمة والمغفرة والشهادة، وقد ختم رحلته في نشر الدعوة والعلم الشرعي، فرحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.

 

 سالم الناشي: شخصية متواضعة واشتهر -رحمه الله- بالتصدي للبدع والخرافات

       وبدوره قال عضو التجمع السلفي سالم الناشي: «بعد إنهاء دراستي في الولايات المتحدة الأمريكية، كان الراحل الداعية عبدالله السبت أول من قابلته في الكويت بعد عودتي، وكان -رحمه الله- شخصية متواضعة جدا فقد كان يرفض إطلاق لقب «الشيخ» على نفسه ولا يحب أن يميز نفسه، وكان واسع الاطلاع ولديه مكتبة عامرة ضخمة وشغوف بالقراءة».

التصدي للبدع

       وتابع بأن الراحل: «أنشأ الدار السلفية للطباعة والنشر، واشتهر -رحمه الله- بالتصدي للبدع والخرافات، وكان يذهب بنفسه لمناقشة أهل البدع إذ كان صاحب حجة وإقناع، وكان له الفضل، بعد المولى عز وجل، في تطوير حملات الحج بحيث توافق السنة قدر الإمكان».

       وأشار إلى أن: «للراحل كتباً كثيرة ومفيدة، كان الهدف منها تبيان الصحيح وغير الصحيح في المسائل التعبدية، وكان له دور في تأسيس جمعية إحياء التراث ولكن ليس بشكل مباشر، كما كانت له إسهامات في مجالات مختلفة إلى أن غادر الكويت وذهب للإقامة في الإمارات».

       وأردف الناشي أن أبا معاوية - رحمه الله - «كان له نشاط أيضا معروف في الإمارات، وكان يتردد على الكويت وتلاميذه فيها.وكان منهجه -رحمه الله- قائماً على الرد على كل ما يخالف الشريعة وهو ما كان واضحا في مؤلفاته ومحاضراته، ونقل ذلك المنهج إلى تلاميذه فقد كان له أثر كبير».

إمكانات بسيطة

       وأضاف «أن المرحوم عبدالله السبت استطاع أن يسهم في نشر الدعوة السلفية والنهوض بها بعمله الدؤوب على الرغم من إمكاناته البسيطة، والتف حوله عدد كبير من التلاميذ والمحبين، وسيبقى اسمه لامعاً في سماء الدعوة السلفية في الكويت».

 

 الحساوي: كانت له بصمات واضحة في مسار الدعوة السلفية

 

       قال د.وائل الحساوي: لا شك أن فقدان الشيخ عبدالله السبت شيء محزن بشكل كبير، وإن هذا الرجل كانت له بصمات واضحة على مسار الدعوة ليست في الكويت فقط ولكن في جميع بلدان العالم الإسلامي، وكان من الشيوخ القلائل الذين أسسوا الدعوة السلفية في الكويت، ورسخ كثيرا من القضايا الأساسية التي تتبناها هذه الدعوة، وقد عشت معه سنوات طويلة استفدت منها الكثير، وقد أثرى الساحة بالعديد من الأشرطة والمؤلفات الإسلامية التي تؤصل المفاهيم الإسلامية، وقد حزنت أشد الحزن على وفاته، ولكن قدر الله ان يصطفي من يشاء برحمته، ونرجو الله أن يكون مات على الشهادة لأنه عانى من المرض سنوات طويلة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك