رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: إيمان الوكيل 24 فبراير، 2014 0 تعليق

أثر التفاهم والحوار في استقرار الأسرة وسعادتها



     الحوار والتفاهم هما أساس الأسرة الإيجابية بعد عبادة الله تعالى، فهما أسلوب الترابط والتعامل والمواجهة لكل ظروف الحياة التي يتعرض لها أفراد الأسرة خلال رحلة الحياة التي يسيرون فيها معاً، وهو ميزة للأسرة الناجحة ولا سيما بين الزوجين، فهو الحديث الودود بينهم لتبادل وجهات النظر أو لاتخاذ أي قرار في شأن أحد الأمور التي تهم كيان الأسرة، وهو سبيل إلى السعادة والحب واستمرار العطاء الدائم وصمام الأمان وسبيل لمستقبل كله أمل وتفاؤل، ويساعد على نشأة الأبناء نشأة سوية صالحة بعيدة عن الانحراف الخلقي والسلوكي، ويخلق التفاعل بين الطفل وأبويه مما يساعدهما على دخول عالم الطفل الخاص، ومعرفة احتياجاته فيسهل التعامل معه، ويجعل الأسرة كالشجرة الصالحة التي تثمر ثماراً صالحة طيبة، ويتعلم كل فرد في الأسرة أهمية احترام الرأي الآخر، فيسهل تعامله مع الآخرين، ويعزز الثقة في أفراد الأسرة مما يجعلهم أكثر قدرة على تحقيق طموحاتهم وآمالهم.

فاصنع السعادة لك ولأسرتك بالحوار والتفاهم والهدوء، واجعل لنفسك مبدأ ألا وهو مبدأ الحوار والتفاهم في جميع أمور حياتك؛ فالحوار نبض فؤاد الأسرة الدائم، فلو صلح صلحت الأسرة بأكملها.

     تعالوا نجرب أن ننصت كل منا للآخر وهو يوضح لك رؤيته للموضوع حسب تفكيره، واسأله عن سبب تفضيله لأمر ما واختياره لقرار معين، ومحاولة معرفة توجهاته ومكنونات صدره ولاسيما عند اختلافنا على موضوع بعينه، فمثلا زوجك يمنعك عن الذهاب لمكان معين تحبينه، أو يرفض إحدى رغباتك التي تعني لك الكثير، لا تعترضي مباشرة أو تتخذي أسلوب الهجوم، أو حتى أسلوب الترجي بسرد قائمة طويلة عريضة من المسوغات كلها وسائل لا تقودك لما تريدين ولن تحقق لك النتيجة المأمولة، تفهمي ما لديه ودعيه يتحدث حتى ينتهي كلامه، وأثناء ذلك وضحي احترامك الشديد لوجهة نظره وفكري في كلامه الذي يقول، بقصد فهمه واستيعابه وليس باستهداف التصدي له وكأنك في حرب؛ بل العكس من ذلك تماما أظهري رغبتك في تحقيق الانسجام والموافقة والخضوع لرأيه، ثم بعد ذلك ابدئي في كلامك ستجدينه أكثر استعداد لسماعك، وهذه حقيقة علمية ومجربة أيضا أغلب الناس يكونون مستعدين للاستماع للآخرين بعد أن يقولوا هم ما يريدون، وكوني حريصة على انتقاء العبارات الودودة التي تثبت نيتك الحسنة وهي التوصل إلى اتفاق قولي: أتفهم ما تقول وأقدر حرصك عليّ، وأعرف مدى اهتمامك بسعادتي، والحقيقة أنني أريد أن نصل إلى حل يرضي الطرفين، وأكره أن يضيع وقتنا في الخلاف (لو كان هناك خلاف) بمجرد أن تنطقي هذه الجمل التي تعبر عن دافعك الأساسي من النقاش سوف يهدأ ويتقبل ما تقولين بصدر رحب، ويزول شعوره الذي يدفعه نحو التهجم أو الاستبداد بالرأي. وهكذا أحبائي مع الأبناء فهم أيضاً لهم آراؤهم ورغباتهم الخاصة، فعلينا التفاهم والحوار لانصياع أحدنا للآخر مع إرضاء جميع الأطراف لتربية الطفل تربية صالحة وسليمة متوازنة في جميع جوانب الشخصية الفكرية والعاطفية والسلوكية والحفاظ على ذلك قائم على الحوار والتفاهم، فهو مدخل لتربية ديمقراطية فضلا عن صدق وراحة نفسية واجتماعية يكتسبها طفلك من مناقشة الأهل معه وطريقة حوارهم.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك