رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: ذياب أبو سارة 1 أبريل، 2024 0 تعليق

آفاق التنمية والتطوير (15) دور التفكير الإبداعي في تنمية الذات

 

  • الابداع هو عملية ذهنية مصحوبة بتوتر وانفعال صادق ينظم بها العقل خبرات الإنسان ومعلوماته بطريقة خلاقة تمكنه من الوصول إلى ما هو جديد ومفيد
  • حث الإسلام على إعمال العقل والفكر وعلى الإبداع من خلال النظر في المسائل المستجدة لاستخراج الأحكام الشرعية والفتاوى المناسبة لفقه الواقع
  • من العوامل المؤثرة في الإبداع: الصفات الشخصية للفرد: كالمرونة والمبادرة والحساسية والدافعية والمزاجية والاستقلالية وتأكيد الذات.
 

نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.

التعريف والاصطلاح

       لا يوجد تعريف جامع لمفهوم الإبداع، وقد يرجع ذلك الى أن الإبداع ظاهرة متعددة الجوانب، وكذلك إلى اختلاف وجهات نظر الباحثين للإبداع باختلاف مدارسهم الفكرية ومنطلقاتهم النظرية، ومن أبسط التعريفات للإبداع أنه استعداد ذهني لدى الفرد هيأته بيئته لأن ينتج شيئًا جديدًا غير معروف سلفا؛ تلبية لمتطلبات الواقع الاجتماعي، كما يعني القدرة على إنتاج الأفكار الأصيلة والحلول باستخدام التخيلات والتصورات، مثلما يشير إلى القدرة على اكتشاف ما هو جديد وإعطاء معاني للأفكار -بحسب (كورت)- ومن أجمل التعريفات للإبداع أنه عملية ذهنية مصحوبة بتوتر وانفعال صادق ينظم بها العقل خبرات الإنسان ومعلوماته بطريقة خلاقة، تمكنه من الوصول إلى ما هو جديد ومفيد.

الإسلام والإبداع

       وقد حث الإسلام على إعمال العقل والفكر، وإلى الإبداع من خلال النظر في المسائل المستجدة على سبيل المثال؛ لاستخراج الأحكام الشرعية والفتاوى المناسبة لفقه الواقع، كما حث على التدبر في الكون والسماء والأرض والنظر في خلق الإنسان؛ لتتفتح المدارك وتسمو العقول كما في قوله -سبحانه وتعالى-: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ}، وقوله -سبحانه-: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} وغيرها من الأيات الكريمة.

العوامل المؤثرة في الإبداع

  • الصفات الشخصية للفرد: كالمرونة والمبادرة والحساسية والدافعية والمزاجية والاستقلالية وتأكيد الذات.
  • المحاكاة: وهو عامل سلبي لأن تقليد الآخرين يحد من قدرة الفرد على الإبداع، بينما الاستقلالية عن الآخرين، وعدم الاكتراث بآرائهم، يسهم في تطوير السلوك الإبداعي.
  • الرقابة: حيث تحدّ طرائق التنشئة الاجتماعية القاسية من قدرة الأفراد على التفكير الإبداعي؛ حيث النقد والسخرية والتسلط والقمع، وذلك على عكس من لديهم الفرص لأن يعيشوا في أسرة تشجع الاستقلالية والمرونة، وحرية التعبير والدعم المعنوي والعاطفي.
  • أساليب التربية والتعليم: حيث نجد أن أساليب التعليم التي تعتمد على التلقين وحشو أدمغة الطلبة بالمعلومات لا تفسح أمام الطلبة لأن يقدحوا زناد فكرهم وتسخيرها للتفكير الإبداعي، بينما الأساليب التربوية غير المقيدة تفسح المجال للتفكير الحر.

عوامل تنمية التفكير الإبداعي

  • البيئة الغنية: والمقصود بذلك أن تكون بيئة الأسرة مليئة بالميزات التي تقود الفرد إلى خبرات معرفية متراكمة خلال مراحل حياته، وهذا لا ينفي خروج مبدعين من أسر غير غنية ثقافيا وعلميا وتقنيا؛ فالمجتمع يعوض النقص في الأسرة أحيانا.
  • الدافعية: ويقصد بذلك دافعية الفرد نحو التعلم، وهي محركات داخلية للسلوك وظيفتها تحريك السلوك نحو تحقيق الهدف المنشود.
  • مخزون الذاكرة: تزيد سعة المخزون اللغوي من عمليات التفكير؛ حيث نستطيع الحصول على حقائق دون التفكير، لكن لا نستطيع التفكير دون حقائق.
  • طبيعة التفاعل الاجتماعي: وقد يكون عامل تنمية أو معيقًا؛ فهناك أثر لبيئة العمل أو المدرسة ورفاق العمل والمدرسة والضغوطات الاجتماعية المتمثلة في بعض العادات والتقاليد.
  • ممارسة النقد البناء: فإذا امتلك الفرد مخزوناً جيدا من المعارف والخبرات والمهارات والاستراتيجيات والقدرة على التفكير، فإنه سيكون قادراً على ممارسة النقد البناء، ومن  ثم حل المشكلات وتقديم البدائل المناسبة.

صفات المبدعين

هذه بعض صفات المبدعين، التي يمكن أن تتعود عليها وتغرسها في نفسك، وحاول أن تعود الآخرين عليها من حولك: - يبحثون عن الطرائق والحلول البديلة ولا يكتفون بحل أو طريقة واحدة. - لديهم تصميم وإرادة قوية. - لديهم أهداف واضحة يريدون الوصول إليها. - يتجاهلون تعليقات الآخرين السلبية. - لا يخشون الفشل (أديسون جرب 1800 تجربة قبل أن يخترع المصباح الكهربائي). - يبتكرون ولا يحبون الروتين. - يبادرون ولا يجمدون. - إيجابيون ومتفائلون. وإذا لم تتوافر فيك هذه الصفات لا تظن بأنك غير مبدع، بل يمكنك أن تكتسب هذه الصفات وتصبح تلك عادات متأصلة لديك، تدفعك إلى الإبداع والابتكار وحل المشكلات.

أساليب تنمية الابداع

لعل من أشهر الأساليب لتنمية عملية الإبداع وأكثرها شيوعاً ما يلي:
  • العصف الذهني.
  • القبعات الست لتحسين التفكير (نموذج دي بونو).
  • الأدوار أو الشخصيات الأربع (نموذج روجر).
  • الاسترخاء الذهني والبدني.
  • التركيز العقلي.
  • الأسئلة الذكية.
 

أهم معززات الإبداع

كما إن هناك عوامل تعزز الإبداع منها ما يلي:

  • الرغبة لقوية: وهي الوقود الذي يحرك الأحاسيس ويعطي قوة للسلوك، ويحفزك للتغيير الإيجابي.
  • القرار القاطع: فالقرار الذي يتخذه الشخص يجب أن يكون قراراً قاطعاً مهما كانت الظروف أو التحديات أو المؤثرات الداخلية أو الخارجية.
  • تحمل المسؤولية كاملة: عندما تأخذ مسؤولية في حياتك فإنك بذلك تركز كل أفكارك وطاقتك نحو تحقيق تلك الأهداف.
  • الإدراك الواعي: كن مدركاً لما تفكر فيه، وقرر أن تتحكم في التفكير السلبي وتحوله لصالحك، لأن التغيير الحقيقي يبدأ في الأفكار.
  • تحديد الأهداف: فالأهداف من أهم عوامل التفكير الإيجابي، لأنها تجعلك تركز على ما تريد، وليس على ما لا تريد. والأهداف تجعل لحياتك معنى؛ وكن على يقين أنك عندما تعرف أهدافك، وتخطط لحياتك، لن تكون حياتك كما كانت بل سيصبح لها معنى آخر.
  • التوكيدات المتضامنة: فالبرمجة الأولية في حياتنا تعدّ أقوى برمجة تعودنا عليها، ثم نضيف عليها من العالم الخارجي، فاحذر أن تؤثر عليك أراء الناس وأقوالهم فيك؛ لأنها تعبر عنهم وليس عنك، واجعل التوكيدات الذاتية عاملا محفزا نحو النجاح والإيجابية في حياتك.
  • التنمية الذاتية: وقد أصبحت من أهم متطلبات العمل في الشركات والمؤسسات اليوم؛ فقد تكون حاصلا على شهادات عليا من جامعات عالمية ولكنك لا تجيد التعامل مع الآخرين؛ ولذلك احرص على النمو في الأركان السبعة (الركن الروحي، والصحي، والشخصي، والعائلي، والمهني، والمادي).
  • الهدوء والاطمئنان النفسي: وذلك من خلال التحكم في ردة الفعل والانفعالات، والاستعانة بالصلاة والخشوع والتدبر والتأمل لتحقيق الطمأنينة النفسية، لقوله -سبحانه وتعالى-: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
  • الاهتمامات الشخصية والنشاطات اليومية: فالهوايات لها قوة علاجية رائعة، فهي تبعدك عن ضغوط الحياة اليومية وتأخذك إلى الراحة والسعادة والإبداع.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك