آفاق التنمية والتطوير (10) – آفـاق الإبـداع فـي بيئـة التعليم
- يعدّ التفكير الإبداعي من أهم القدرات التي ينبغي على الأنظمة التربوية توجيه عناية خاصة بها للقيام بالدور المنوط بها في عمليات التنمية والتطوير
- يتمتع المعلم المبدع بصفات شخصية وعقلية ونفسية متنوعة من أهمها حب الاستطلاع والحماس المستمر والمثابرة في حل المشكلات
نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.
تقع مسؤولية تنمية العقول المفكرة على عاتق مؤسسات الدولة، وعلى رأسها المؤسسات التعليمية، وذلك من خلال تطوير المناهج الدراسية المختلفة داخل المؤسسات التعليمية؛ بحيث تسهم في تنمية التفكير والقدرة على حل المشكلات لدى الطلاب، وتسهم في زيادة قدراتهم في أنواع التفكير المختلفة إذا توفر لتدريسها الإمكانات اللازمة، وقد خاطب القرآن الكريم الإنسان وأمره بالتفكر في الكون والتدبر في كثير من المواضع بقوله -تعالى- : {لقوم يعقلون}، {أفلا يتدبرون}، {لقوم يتفكرون}، كما جعل العلم من أسمى الأعمال، وحث على القراءة والاستزادة من العلم والمعرفة بقوله -عز وجل- : {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، وقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَن سلَك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهَّل الله له طريقًا إلى الجنَّة، وإنَّ الملائكة لَتضعُ أجنحتها رضًا لطالب العلم..». ويعدّ التفكير الإبداعي من أهم القدرات التي ينبغي على الأنظمة التربوية توجيه عناية خاصة بها للقيام بالدور المنوط بها في عمليات التنمية والتطوير، ولا سيما في ظل تزايد حدة التنافس والصراع من أجل البقاء وإثبات الوجود. ومن الجدير بالذكر أن مهارات التفكير قابلة للتعلم والاكتساب بما يزيد من مستويات الذكاء، ولا شك أن التربية السليمة هل السبيل الأمثل لتحقيق ذلك؛ ذلك أن الطفل الذي يجد الرعاية الكافية والمناسبـة في سنواته الأولى، يكون مهيأً أكثر للإبداع في واحدة أو أكثر من مجالات الإبداع المختلفة خلال مراحل حياته.تطوير البيئة التعليمية
تتعدد آفاق الإبداع في بيئة التعليم بوصفها عملية تفاعلية بين المعلم والمتعلم، وهي تسمح بتطوير ممارسات تعليمية أكثر فاعلية وجاذبية، وذلك من خلال استخدام تقنيات التعلم الحديثة باستخدام وسائل التكنولوجيا من قبل المعلمين والمتعلمين على حد سواء، إلى جانب التعلم القائم على المشاريع التعليمية والعملية من خلال ورش العمل والزيارات الميدانية، بما يعزز من إبداعاتهم ومهاراتهم، ويسهم في تطوير التطبيقات والبرمجيات والمواقع الإلكترونية وغيرها. كما أن من أفضل الوسائل استخدام التعلم التعاوني والتفكير النقدي لتشجيع الطلاب على التعاون وتبادل الأفكار والآراء، بما يسهم في تطوير مهارات التفكير النقدي وتوليد الأفكار الإبداعية بتنظيم المناقشات الجماعية وغيرها.دور المعلم المبدع
يتمتع المعلم المبدع بصفات شخصية وعقلية ونفسية متنوعة، من أهمها حب الاستطلاع والحماس المستمر والمثابرة في حل المشكلات، إلى جانب الدافعية والانتماء الحقيقي للتدريس واعتباره رسالة ومهنة، مع الإيمان بتميز الطلاب وتفردهم والاهتمام بمراعاة الفروق الفردية، مع البراعة وسرعة البديهة وتعدد الأفكار والإجابات، مع احترام أراء الطلاب وأفكارهم مع ضرورة الإلمام بالأساليب والطرائق التربوية والتعليمية المختلفة والمتجددة، مع التحلي بالمرونة والاستيعاب.كيف تكون مدرسا مبدعا؟
- استخرج من طلابك أفضل ما لديهم من أفكار، وحثهم على إيجاد حلول مبتكرة، وأظهر لهم مدى قدرتك ومساعدتك على تنمية تلك الأفكار لديهم وإخراجها لهم بالمستوى المطلوب عن طريق التوجيه والنصح والإرشاد.
- حاذر من أن تفرض عليهم نمطا معينا من أنماط التفكير، أو أن تقدم لهم حلولا جاهزة لمشكلاتهم.
- شجع طلابك من خلال تقدير إنجازاتهم، وساعدهم في معرفة المصادر الكفيلة بتطوير معارفهم والطرائق المناسبة لتطوير مهاراتهم باستخدام الحاسب الآلي وشبكة الإنترنت والالتحاق بالدورات التدريبية المناسبة.
دور المعلم في البيئة التعليمية
- تعليم مهارات التفكير الإبداعي
- الإدارة الفاعلة: فالمعلم يضبط البيئة الصفية ويدير الحوار والعملية التعليمية بطريقه تتيح المجال للأفكار الإبداعية للظهور.
- العرض المبتكر: عرض المادة التعليمية بطريقة منظمة ومشوقة ومبتكرة تستدعي استجابة المتعلمين
- الأسئلة المفتوحة: وذلك من خلال طرح أسئلة تثير تفكير المتعلمين وتمكنهم من رصد البدائل وعدم التوقف عند الأسئلة المغلقة.
- التصميم الإبداعي: فالتصميم الشامل والمتنوع للدرس يجعل التعلم منتبها، من خلال ما قد يتضمنه من معلومات وأفكار ووسائط سمعية وبصرية.
- الأنشطة التحفيزية: وذلك من خلال تزويد المتعلمين بأنشطة متنوعة ومشوقة لإزالة الملل وتحقيق الجذب والاهتمام، وبما ينشط عملية التفكير وحل المشكلات.
عناصر التربية الإبداعية
- تأهيل المعلم: التربية الإبداعية تحتاج إلى معلم معدٍّ إعدادًا جيدًا، ويستمر تدريبه بطريقة منظمة مخططة؛ ليكون باستمرار ملما بالمادة العلمية التي يدرسها، وبما يستحدث في مجال التربية وعلم النفس فضلا عن قوة الشخصية وتفاعله مع طلبته بطريقة تفاعلية تضمن هامشا من الحرية المنضبطة، وذلك بعيدا عن التسلط وفي مناخ تربوي سليم.
- تطوير المناهج الدراسية: المنهاج الدراسي في التربية الإبداعية يجب أن يكون منظما تنظيما رأسيا مع ما سبقه في المستويات الأدنى ومنظما تنظيما أفقيا مع غيره من المواد الدراسية في المستوى الواحد، وأن يكون متماشيا مع متطلبات المجتمع وفلسفته زمانيا ومكانيا وأن يكون في مستوى الطلبة وأن يتضمن ثلاثة جوانب هي:
- تحفيز الطلاب: لكونهم العنصر الأساس الذي تسخر له جميع العناصر من أجل إعدادهم وفقا لمتطلبات التنمية المجتمعية المستدامة.
- البيئة المدرسية: تتوقف فاعلية التربية الإبداعية على التفاعل الإيجابي بين المعلم والطلاب والمنهاج في مناخ علمي يسوده الحب والتقدير وحسن الإدارة والتعامل بصورة تمكن الطالب من تدعيم ثقته بنفسه وبقدرته على الإبداع والتفكير الخلاق.
لاتوجد تعليقات