آفاق التنمية والتطوير (1) أثر الالتزام بأخلاقيات المهنة على الأداء الوظيفي والدعوي
نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)؛ لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.
تعدّ أخلاقيات المهنة من الجوانب المهمة في أي مجال عمل، سواء كانت تجارية أم صحية أم تعليمية، وتؤدي دورًا كبيرا في تحقيق النجاح والاستمرارية في العمل والإنتاج.
تعريف أخلاقيات المهنة
ويمكن تعريف أخلاقيات المهنة بأنها المبادئ والقيم التي تحكم سلوك المهنيين في مجال عملهم، وتوجههم نحو اتخاذ القرارات الصحيحة والمسؤولة، ولا شك أنها رديفة الإتقان والإخلاص وثمرة الأمانة وحسن الخلق.
تأثير أخلاقيات المهنة على الأداء الوظيفي
ويؤثر الالتزام بأخلاقيات المهنة بشكل كبير على الأداء الوظيفي، وذلك لأسباب عدة.
أولاً- بناء السمعة الجيدة للفرد وللمؤسسة
يسهم الالتزام بالأخلاقيات في بناء السمعة الجيدة للفرد وللمؤسسة التي يعمل فيها، وعندما يتصرف الموظف والمهني بنزاهة وأمانة، فإنه يحوز على الثقة والاحترام من قبل الآخرين، ومن ثم يكون قادرًا على بناء علاقات مهنية قوية ومستدامة، وهذا بدوره يؤدي إلى تعزيز فرص النجاح والتطور المهني.
ثانيًا- تحقيق الرضا الوظيفي والمشاركة الفعالة
يؤثر الالتزام بأخلاقيات المهنة على الرضا الوظيفي والمشاركة الفعالة في العمل، وعندما يشعر المهني بأنه يعمل في بيئة مهنية تحترم القيم والمبادئ الأخلاقية، فإنه يشعر بالاحترام والتقدير والرضا عن عمله، وهذا بدوره يعزز رغبته في تحقيق الأهداف المنشودة وتقديم أفضل ما لديه، ومن ثم يؤدي إلى تحسين الأداء الوظيفي.
ثالثًا: تعزيز القرارات السليمة والأخلاقية
يسهم الالتزام بأخلاقيات المهنة في تعزيز القرارات السليمة والأخلاقية في مجال العمل، عندما يكون الموظف والمسؤول -على حد سواء- ملتزمًين بمعايير النزاهة والشفافية والعدالة، فإن من ثمرات ذلك اتخاذ القرارات الصائبة والمسؤولة، مع تقديم المصلحة العامة والمصلحة العليا للمجتمع، والعمل على المصلحة الشخصية، بما يسهم في تعزيز المصداقية والشفافية في العمل، ومن ثم إلى تحسين الأداء الوظيفي ويقود إلى تحقيق النتائج المرجوة.
رابعا: تعزيز روح الفريق وتحقيق التعاون والتكامل
يعزز الالتزام بأخلاقيات المهنة روح فريق العمل، وروح التعاون والتكامل؛ فعندما يتعامل الموظفون مع بعضهم بنزاهة واحترام ومصداقية، فإن من شأن ذلك أن تصبح بيئة العمل إيجابية بما يعزز التعاون والتفاعل الإيجابي بين أفراد المؤسسة؛ بما يحقق المزيد من الإنتاجية وحسن الأداء، ومن ثم يؤدي إلى تحسين الأداء الوظيفي في تلك المنظمة.
تأثير كبير وإيجابي
وعموما يمكن القول بأن الالتزام بأخلاقيات المهنة له تأثير كبير وإيجابي على الأداء الوظيفي؛ كونة يعزز الالتزام بالأخلاقيات المرغوبة، ويحقق السمعة المهنية المشرفة، ويحقق الأمن والرضا الوظيفي، ويسهم في اتخاذ القرارات الصحيحة، ويقلل من نسبة الهدر في المخصصات المالية والجهود المبذولة؛ لذلك، ينبغي للمهنيين والمؤسسات العمل على تعزيز الوعي بأهمية الأخلاقيات المهنية وتشجيع الالتزام بها، من خلال وضع سياسات وإجراءات تشجع على تلك الممارسات الأخلاقية، وتعزز التدريب عليها والتوعية بها.
ضرورة قصوى
ولا شك أن تحقيق ذلك في العمل الخيري والدعوي له ضرورة قصوى، وأولوية مقدمة، لأن التزام الحوكمة والشفافية وتحقيق العدالة والمصداقية، وحمل الأمانة أصل في الشريعة، ومطلب رباني، كان وسيظل من أعظم أسرار تفوق هذه الأمة وخيريتها إلى قيام الساعة.
أهداف أخلاقيات المهنة وغاياتها
من أبرز أهداف أخلاقيات المهنة -بحسب علمي الإدارة والاجتماع- ما يلي:
- تحديد ما هو الصواب والخطأ، وما يجب أن يكون عليه سلوك الموظف.
- ضمان تصرف الموظف في الشؤون العامة تصرفا موضوعيا ونزيها وغير متحيز، وذلك عن طريق التوفيق بين مفهومي السلطة والمسؤولية؛ حيث إن الأخلاق هي جزء من المفهوم الواسع للمسؤولية، وأحد الضوابط التي تحول دون التعسف أو إساءة استعمال السلطة.
- مساعدة الجمهور في توضيح حق الموظف وما يجب عليه في أدائه لعمله عند تقديم الخدمات لهم؛ مما يسهل عليهم محاسبته عند الانحراف عن هذه الحدود الأخلاقية.
- ضبط السلوك المهني الشخصي بما يحقق المصلحة العامة.
- فهم الواجبات المهنية والتذكير بنظام الجزاءات الإيجابية والسلبية بوصفها وسيلة من الوسائل الناجحة؛ لتفادي بعض المظاهر السلوكية المحظورة.
- ضمان تحقيق التوازن بين الأحكام الأخلاقية وضرورة المحافظة على حريات الموظفين وحقوقهم.
- إزالة الطابع التسلطي الذي يمكن أن تتصف به إدارة ما .
- تحقيق الطمأنينة والتماسك والنظام والتقدم والحضارة للمجتمع، ومحاربة الفوضى وتقليل المشكلات بين الأفراد.
لاتوجد تعليقات