آفاق التنمية والتطوير – ركائز العمل الخيري والدعوي ومفاتيح النجاح والتطوير (4)
- يجب التواصل بطريقة فعالة مع الجهات المعنية لتعريفهم بأهداف العمل الخيري والدعوي وإنجازاته واحتياجاته
- يُعدّ الوقف الإسلامي من أهمّ أدوات ضمان استدامة العمل الخيري والدعوي والإغاثي
- ينبغي تأهيل الصف الثاني من خلال العمل على إلحاق المميزين منهم بالجامعات وبرامج الدراسات العليا في التخصصات المهمة
- يُعدّ التسويق الرقمي أداة قوية يمكن للمؤسسات الخيرية والدعوية استخدامها لتطوير عملها وتعزيز الأثر والتغذية الراجعة
نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قياما بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.
ما زال حديثنا مستمرا حول ركائز العمل الخيري والدعوي ومفاتيح النجاح والتطوير، وكنا قد بدأنا في استعراض أهم مفاتيح النجاح في مؤسسات العمل الخيري، وذكرنا منها ستة مفاتيح، وهي: وضع الخطط الاستراتيجية المناسبة، وتطبيق مبادئ الحوكمة الرشيدة، وبناء القدرات وتبادل الخبرات، وتطوير آليات العمل، ودراسة الوضع القائم وتقييم الاحتياجات، وتنويع المصادر وتنمية الموارد، واليوم نكمل الحديث عن هذه المفاتيح.7- تعزيز الشراكات والتحالفات
وذلك من خلال إقامة الشراكات مع مختلف الجهات ذات الصلة بالعمل الخيري والدعوي والإغاثي؛ من أجل تبادل الخبرات والتعاون في تنفيذ المشاريع المستدامة، وتحقيق التكامل، وتلاقي الأفكار، ولا سيما في المجالات التخصصية بالاستعانة ببعض المؤسسات في القطاع الخاص والعام على سبيل المثال.8- تفعيل المسؤولية الاجتماعية
وذلك من خلال دمج مبادئ المسؤولية الاجتماعية في عملها، والاهتمام بحماية البيئة وتعزيز التنمية المستدامة، وخدمة المجتمع والمساهمة في تخفيف المعاناة وتحمل أعباء الخدمات العامة، ورعاية الفئات الأكثر احتياجا.9- الإعلام ونشر الوعي والثقافة
يجب التواصل بطريقة فعالة مع المستفيدين، والجمهور، والجهات المعنية، لتعريفهم بأهداف العمل الخيري والدعوي، وإنجازاته، واحتياجاته، واستثمار التغذية الراجعة في ذلك، مع تطوير وسائل التواصل وفق المعطيات المعاصرة من وسائل التواصل الاجتماعية وغيرها؛ ما يعني الحرص على الوصول إلى شرائح جديدة من المستفيدين، وتقديم خدمات متنوعة تلبي احتياجاتهم، مع التطوير النوعي للخدمات والمنتجات المقدمة لجذب المزيد من العملاء وتحقيق رضا أهل الخير والإحسان، كما يسهم الإعلام الإسلامي في نشر الوعي بأهمية العمل الخيري والدعوي، من خلال نشر المقالات والبرامج التلفزيونية والإذاعية التي تُسلّط الضوء على إنجازات المؤسسات الخيرية والجمعيات الدينية.10- التسويق الفعال
وذلك من خلال ابتكار الحملات التسويقية الفعّالة وتطويرها؛ لجذب المزيد من الدعم، باستخدام قنوات التواصل المختلفة للترويج للعمل الخيري والدعوي، مثل وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، كما يمكن استهداف الإعلانات بناءً على العمر، والجنس، والموقع الجغرافي، والاهتمامات، وغيرها من العوامل. ويُعدّ التسويق الرقمي أداة قوية يمكن للمؤسسات الخيرية والدعوية استخدامها لتطوير عملها وتعزيز الأثر والتغذية الراجعة، وينبغي التركيز في صياغة المحتوى على تطوير رسائل مقنعة تخاطب عقول وقلوب الجمهور المستهدف مع تعزيز دور القيم الإنسانية والأخلاقية في توجيه التبرعات والتركيز على أثرها في تحسين واقع المحتاجين.11- مواكبة التطورات وتوظيف التكنولوجيا
وذلك من خلال توظيف التقنيات الحديثة وأتمتة المعلومات ورقمنتها وأدوات الذكاء الاصطناعي في العمل الخيري والدعوي، بما يُعزّز كفاءة الأداء ويُوسّع نطاق التأثير الإيجابي لخدمة الفرد والمجتمع، كما يمكن استخدام التكنولوجيا لجمع التبرعات استخداما أكثر فعالية، من خلال المنصات الإلكترونية وتطبيقات الهواتف الذكية، كما يمكن استخدامها في تقديم الخدمات للمستفيدين بطريقة أفضل، مثل التعليم عن بعد والرعاية الصحية الإلكترونية، هذا إلى جانب استثمارها في الإعلان والتسويق الرقمي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الويب، وإدارة البيانات والمعلومات، بما يسهم في اتخاذ قرارات أفضل، وتوفير الوقت والجهد والمال.12- الدقة في اختيار الكوادر البشرية
وذلك وفق معايير الكفاءة بعيدا عن الواسطة والمحسوبية، ورفع كفاءة العاملين في المؤسسات الخيرية والدعوية، بما يُؤدّي إلى زيادة فاعلية مبادراتها وبرامجها، وتحقيق أثر أكبر على المستفيدين، والسعي إلى زيادة الفاعلية من خلال توظيف الموارد البشرية بنظام أفضل، وتوفير بيئة عمل مناسبة تُحفّز على الإبداع والإنتاجية.13- دعم الموهوبين ورواد الأعمال
ينبغي تأهيل الصف الثاني في المؤسسات الخيرية والدعوية، وذلك من خلال العمل على إلحاق المميزين والموثوقين بالجامعات وبرامج الدراسات العليا في التخصصات المهمة، وذلك تمهيدا للاستفادة منهم وتوظيفهم لاحقا، كما تعمل العديد من المؤسسات الخيرية على دعم رواد الأعمال من خلال تقديم القروض والمنح والتدريب في المجالات والتخصصات التي من شأنها أن تصب في صالح العمل الخيري والدعوي.14- تشجيع ثقافة الابتكار والإبداع
والتفكير خارج الصندوق، وفتح المجال أمام المبادرات الطموحة والأفكار والمشاريع المبتكرة، وبناء علاقات قوية مع مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك المستفيدين والجهات المانحة والحكومات، والحرص على توسيع نطاق تحالفات القوة والنظرة التكاملية، وبناء الوحدات المتخصصة لتقديم أفضل الخدمات والمنتجات الدعوية والخيرية.15- التوسع أفقياً ورأسيا في العمل الخيري والدعوي
بحيث تنشأ جمعيات لا ربحية متخصصة لمكافحة السرطان، وحماية المستهلكين، وللتعليم المستمر، وحماية الحياة الفطرية، ومساعدة المرضى المحتاجين، وتعليم المهن للعاطلين وتمكين المحتاجين ولا سيما النساء، ورعاية المسنين، ورعاية المعاقين، والتبرع بالدم، وخدمة الحجيج وغير ذلك من الخدمات والمشاريع التنموية والإغاثية.16- الوقف الإسلامي.. الرافد المستدام
يُعدّ الوقف الإسلامي من أهمّ أدوات ضمان استدامة العمل الخيري والدعوي والإغاثي؛ وذلك لأنّ منافع الوقف تستمرّ في الصرف على الجهة التي أوقفه عليها الواقف على مرّ الأجيال، ما يُؤدّي إلى استمرارية العمل الخيري ودعم المحتاجين باستمرار، مع الإبقاء على الأصل والصرف من الريع، وتتنوع مجالات الوقف الإسلامي، مثل بناء المدارس والمستشفيات والمساجد ودور الأيتام، ودعم الفقراء والمحتاجين، ونشر الوعي الديني والثقافي.17- ربط العمل الخيري والدعوي بمفهوم الاستدامة
تُشير الاستدامة في هذا السياق إلى ضمان استمرار العمل الخيري والدعوي والإغاثي بشكل فاعل على المدى الطويل دون إلحاق الضرر بالبيئة أو الموارد الطبيعية؛ كما أن ربط العمل الخيري والدعوي والإغاثي بمفهوم الاستدامة يُسهم في تقليل التأثير البيئي لهذا العمل، وحماية البيئة من التلوث، وفي هذا المجال بالتحديد يجدر ذكر النقاط التالية: نشر الوعي بأهمية التطوع، استخدام الطاقة المتجددة، بناء مشاريع صديقة للبيئة، دعم برامج التوعية البيئية.
لاتوجد تعليقات