رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: ذياب أبو سارة 22 يوليو، 2024 0 تعليق

آفاق التنمية والتطوير – خارطة الطريق لتطوير الأسرة وتعزيز استقرارها      (3)

  • تطوير واقع الأسرة وتنمية مواردها وإمكاناتها المادية والمعنوية مسؤولية الجميع حتى تُصبح أقوى  تماسكًا مما يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة والأمن والاستقرار للمجتمع
 

ما زال حديثنا مستمرا حول تطوير استقرار الأسرة وتعزيزها، وقد ذكرنا أنه يعد أمرًا حيويا لضمان تحقيق الاستدامة للمجتمعات، وفي هذه الحلقات، سنستخلص الخطوات العالمية والتقنيات الفعالة التي يمكن للأسرة اتباعها لتعزيز حياتها المادية والمعنوية لتحقيق الاستقرار والرضا، ومن ثم الشعور بالسعادة، وقد ذكرنا بعضًا من التقنيات والإجراءات العملية لتطوير الأسرة التي من شأنها أن تحدث الأثر الإيجابي الفعال والمستدام للأجيال القادمة، والأمن والاستقرار للأفراد والمجتمعات واليوم نستكمل تلك التقنيات.

  1. التوازن بين العمل والحياة الشخصية
من المهم أن يجد أفراد الأسرة التوازن بين العمل والحياة الشخصية؛ حيث يسهم هذا في تعزيز السعادة والرضا العام في الأسرة، ومن ثم يجب على الأسرة تحديد أولوياتها وتخصيص الوقت الكافي للعمل والاسترخاء والتفاعل الاجتماعي، والتنويع في الأنشطة الحياتية والأسرية، كما يمكن للأسرة تحديد أوقات محددة للعمل وإقامة أنشطة ترفيهية مشتركة مثل الرحلات العائلية أو العشاء معًا يوميا.
  1. بناء استراتيجيات لإدارة التوتر والضغوط
يواجه الأفراد في الأسرة ضغوطًا وتحديات في حياتهم اليومية، ويجب على الأسرة تطوير استراتيجيات فعالة لإدارة التوتر والضغوط والتعامل معها بشكل صحيح، ومن هنا تأتي أهمية تقنيات تعزيز الثقة والحوار الذاتي الإيجابي، والتعبير عن الحب والتقدير لبعضنا بعضا، ووضع خطة مشتركة لتحقيق هذه الأهداف معا، وتشجيع أفراد الأسرة على تحقيق أحلامهم، ومساعدتهم على التغلب على التحديات التي يواجهونها، من خلال الإيمان بقدراتهم وإمكاناتهم، وتوفير الحلول الكفيلة بتنمية مهاراتهم وقدراتهم، وحثهم على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، وقضاء الوقت معًا في الأنشطة التي يحبونها، والحرص على بناء علاقات قوية ومتماسكة، والمشاركة في الأفراح والأحزان معًا.
  1. تنمية مهارات التفاوض وحل النزاعات
تعد مهارات التفاوض وحل النزاعات أدوات مهمة جدا لبناء علاقات صحية ومستقرة داخل الأسرة، ويجب على أفراد الأسرة تطوير هذه المهارات للتعامل بفعالية مع الصراعات والتوترات الحياتية؛ حيث يمكن للأسرة ممارسة تمارين التفاوض الدورية واستخدام تقنيات التواصل الفعال لحل النزاعات بطريقة بناءة، واستيعاب الآخر، والتحدث بهدوء واحترام، والاستماع إلى وجهات النظر المختلفة، ومحاولة إيجاد حل وسط يُرضي الأطراف جميعها، والحرص على حل النزاعات حلا إيجابيا.
  1. مساحة الترفيه والسياحة
يعد الاستثمار في الترفيه البناء جزءًا مهمًا من تحقيق التوازن العام في حياة الأسرة؛ ولذلك ينبغي على الأسرة تخصيص الوقت للقيام بأنشطة ترفيهية ممتعة وتثقيفية معًا، ولا سيما من خلال السفر في موسم الصيف، كما يمكن للأسرة القيام برحلات استكشافية إلى الطبيعة أو زيارة المتنزهات أو حضور العروض الثقافية والترفيهية ولا سيما للأطفال لتطوير مداركهم، وزيادة معارفهم.
  1. تحفيز الإبداع والابتكار
يعد تحفيز الإبداع والابتكار جزءًا أساسيا من تطوير واقع الأسرة؛ حيث يمكن للأفراد أن يجدوا حلولًا جديدة وفعالة للتحديات التي تواجههم، ومنذ هنا يجب على الأسرة تشجيع الأفراد على التفكير الإبداعي وتقديم الأفكار المبتكرة؛ حيث يمكن للأسرة إقامة جلسات تفكير إبداعي مشتركة للبحث عن حلول للمشكلات المحتملة أو تنظيم مسابقات للأفكار الجديدة، واستخدام تقنيات العصف الذهني وغيرها، من أجل التحفيز الإيجابي والتفكير خارج الصندوق ولا سيما للقضايا المهمة والمشكلات التي قد تعترض الأسرة.
  1. ورش الفن والإبداع
يمكن للتعبير عن الإبداع والتعبير الفني أن يكون مفيدًا لتحسين الصحة النفسية وتعزيز الرفاهية العامة لأفراد الأسرة، ومن ثم يجب على الأسرة تخصيص وقت لممارسة الفنون والحرف اليدوية والتعبير عن أنفسهم بحرية ولا سيما للأطفال والشباب، ومثال ذلك المشاركة في جلسات الرسم أو النحت أو الاشغال اليدوية المختلفة.
  1. العمل على تحقيق الاستدامة والتوازن البيئي
يعد العمل على تحقيق الاستدامة والتوازن البيئي أمرًا حيويا للحفاظ على صحة الأسرة والبيئة المحيطة بها، وفي هذا الإطار يجب على الأسرة تبني السلوكيات البيئية المستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية لضمان استمرارية الحياة، وتقليل الهدر، والحفاظ على النعمة؛ حيث يمكن للأسرة العمل على تقليل استهلاك الطاقة والمياه والمواد القابلة للتحلل والمساهمة في حماية البيئة من خلال إعادة التدوير والحد من النفايات.
  1. تعلم فنون الإدارة المالية الأسرية
تعد إدارة المال من العوامل الرئيسية لتحقيق الاستقرار المالي للأسرة، ومن ثم ينبغي على رب الأسرة -بالدرجة الأولى- تعلم مفاهيم إدارة الميزانية، والاستثمار، والادخار، وتجنب الديون الزائدة، ويمكن للأسرة إعداد ميزانية شهرية تحدد الإنفاق على الضروريات مثل الإيجار والطعام، وتحديد نسبة معينة للادخار والاستثمار، فمن المهم جدا أن تُدير العائلة ميزانيتها بنهج فعال؛ مما يُساعد على توفير المال وتحقيق الأهداف المالية، كما يمكن للعائلة أن تستثمر أموالها في مشاريع مُدرة للدخل، مما يُساعد على زيادة مواردها المادية. كما يمكن للأسرة استكشاف فرص ريادة الأعمال وتطوير مشاريع صغيرة أو متوسطة الحجم. يتطلب هذا تحديد المجالات المناسبة والبدء بدراسة السوق وتطوير خطط العمل، ومن المهم أن تضع الأسرة خططًا للتقاعد وتوفير موارد مالية كافية لضمان استقرارها في المستقبل. ينبغي على الأسرة البدء في الاستثمار في الضمان الاجتماعي أو صناديق التقاعد أو الاستثمارات العقارية، إلى جانب الاستثمار في التأمين والحماية المالية وفق ضوابط الشريعة الإسلامية لتوفير الاستقرار المالي للأسرة في مواجهة المخاطر المحتملة مثل الحوادث أو المرض أو البطالة.
  1. استخدام التكنولوجيا
ومن شأن ذلك أن يطور نمط حياة الأسرة ويسهل مهامها اليومية، ويحقق المزيد من الراحة والرفاهية، ويحافظ على الجهود والأوقات والأموال، ومن صور ذلك ما يلي: - الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار: يمكن للاستثمار في التكنولوجيا والابتكار أن يعزز من كفاءة العمل ويسهم في تحسين نوعية الحياة لأفراد الأسرة. يجب على الأسرة استخدام التكنولوجيا استخداما فعالا لتحسين الاتصال وتبادل المعرفة وتسهيل العمليات اليومية. - تطبيقات الصحة واللياقة البدنية: يمكن لتطبيقات الصحة واللياقة البدنية أن تساعد أفراد الأسرة على ممارسة التمارين الرياضية وتتبع نظام غذائي صحي بنهج منتظم؛ حيث تقدم هذه التطبيقات خطط تدريبية مخصصة ومتابعة للتقدم ونصائح غذائية مفيدة. التعلم عن بُعد والتعليم عبر الإنترنت: يمكن للتعلم عن بُعد أن يوفر فرصًا تعليمية متنوعة ومرنة لأفراد الأسرة، سواء كان ذلك لتطوير المهارات الجديدة أو الحصول على شهادات تعليمية معترف بها. - التطبيقات المالية الذكية: توفر التطبيقات المالية الذكية أدوات لإدارة الميزانية الشخصية وتتبع النفقات وتوفير الأموال واستثمارها بشكل فعال، مما يساعد على تحقيق الاستقرار المالي للأسرة، كما يمكن استخدام التقنيات الذكية في المنزل، والتي من شأنها أن تسهل الحياة اليومية لأفراد الأسرة وتوفر الراحة والأمان، ومن ذلك مثلا الأجهزة المنزلية الذكية وأجهزة التحكم عن بعد وأنظمة الأمان الذكية التي تساعد في إدارة المنزل بشكل أكثر فعالية وأمانًا.

مسؤولية الجميع

        وختاما فإن تطوير واقع الأسرة وتنمية مواردها وإمكاناتها المادية والمعنوية، هو مسؤولية الجميع، وذلك من خلال اتباع الخطوات والتقنيات التي ذكرناها، وبذلك يمكن للعائلات أن تُصبح أقوى وأكثر تماسكًا، مما يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة والأمن والاستقرار للمجتمع.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك