رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: ذياب أبو سارة 15 يوليو، 2024 0 تعليق

آفاق التنمية والتطوير-  خارطة الطريق لتطوير الأسرة وتعزيز استقرارها     (2)

  • إدارة الوقت وتحديد الأولويات من الأساسيات لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية وتحقيق الأهداف
  • يعدّ الاستثمار في تقوية العلاقات الأسرية أحد العوامل الرئيسية لتعزيز التواصل والتفاهم بين أفراد الأسرة
  • يجب تقدير أهمية دور كل فرد من أفراد الأسرة في تحقيق النجاح المشترك والتكامل في الأدوار من أجل تحقيق أهداف الأسرة
 

ما زال حديثنا مستمرا حول تعزيز استقرار الأسرة وتطويرها، وقد ذكرنا أنه يعد أمرًا حيويا لضمان تحقيق الاستدامة للمجتمعات، وفي هذه الحلقات، سنستخلص الخطوات العالمية والتقنيات الفعالة التي يمكن للأسرة اتباعها لتعزيز حياتها المادية والمعنوية لتحقيق الاستقرار والرضا، ومن ثم الشعور بالسعادة، وقد ذكرنا بعضًا من التقنيات والإجراءات العملية لتطوير الأسرة التي من شأنها أن تحدث الأثر الإيجابي الفعال والمستدام للأجيال القادمة، والأمن والاستقرار للأفراد والمجتمعات واليوم نستكمل تلك التقنيات.

 
  1. إدارة الوقت وتحديد الأولويات
إدارة الوقت وتحديد الأولويات من الأساسيات لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية وتحقيق الأهداف، وعليه يجب على الأسرة تحديد الأنشطة ذات الأولوية، وتخصيص الوقت بطريقة مناسبة لكل نشاط، وفي هذا الصدد يمكن للأسرة استخدام الجداول اليومية وتطبيقات إدارة الوقت لتحديد الأولويات وتنظيم الجدول الزمني تنظيما فعالا.
  1. الاهتمام بالتنمية الاجتماعية والثقافية
يمكن للأسرة الاهتمام بتنمية الجانب الاجتماعي والثقافي لأفرادها من خلال المشاركة في الفعاليات الثقافية والاجتماعية، واستكشاف الثقافات المختلفة وتوسيع آفاقهم، وقد يكون ذلك من خلال السفر إلى بعض الدول ذات الثراء التاريخي والثقافي.
  1. الاستثمار في العلاقات الأسرية
يعدّ الاستثمار في تقوية العلاقات الأسرية أحد العوامل الرئيسية لتعزيز التواصل والتفاهم بين أفراد الأسرة، ومن ثم ينبغي على الأسرة تخصيص الوقت والوسائل المختلفة لتعزيز الروابط العاطفية وبناء علاقات صحية وقوية، ولا سيما بين الزوجين من جانب، وبين الآباء والأمهات وأبنائهم من جانب آخر، ومن ثم يمكن للأسرة تخصيص وقت أسبوعي لعقد اجتماعات عائلية ممتعة، مع إعطاء مساحة للحوار والحديث حول بعض الأمور التي تهم الأسرة ومستقبلها.
  1. تعزيز القيم والمبادئ الأسرية
يمكن لتعزيز القيم والمبادئ الأسرية أن يسهم في بناء هوية الأسرة وتعزيز الانتماء إليها، ومن ثم يجب على الأسرة تحديد القيم والمبادئ التي ترغب في تعزيزها وتطبيقها في حياتها اليومية، كما ينبغي تشجيع الاحترام المتبادل والتقدير داخل الأسرة ليعزز العلاقات الصحية ويسهم في تعزيز الذكاء الاجتماعي، مع ضرورة احترام وجهات النظر المختلفة، وترك مساحة مناسبة للحرية. وفي هذا الإطار يمكن للأسرة إنشاء مجموعة من القواعد والتوجيهات التي تعكس القيم والمبادئ الأسرية، مثل الاحترام المتبادل والصداقة والمسؤولية، والأمانة.. الخ.
  1. توفير الدعم العاطفي والمساندة
يعدّ توفير الدعم العاطفي والمساندة أساسا لتعزيز العلاقات الأسرية وبناء الثقة بين أفراد الأسرة؛ ولذلك يجب على الأسرة تقديم الدعم والتشجيع في الأوقات الصعبة والمساعدة في تحقيق الأهداف المشتركة. وتعليم أفراد الأسرة كيفية فهم المشاعر وتفسيرها فهما صحيحا بما يعزز الاتصال العاطفي والتواصل الفعّال. وفي هذا الصدد يمكن للأسرة إجراء محادثات مفتوحة وصادقة مع بعضها بعضا لتبادل المشاعر والاحتياجات، وتقديم الدعم في حالات الضغط النفسي أو الصعوبات الشخصية والعاطفية والاجتماعية.
  1. تعزيز العلاقة الزوجية
تعد العلاقة الزوجية أساسًا لاستقرار الأسرة وسعادتها، وينبغي على الشريكين في الزواج العمل معًا على تعزيز الاتصال وتعزيز الثقة وبناء علاقة صحية ومستقرة، ولا شك أن أي توتر قد يصيب العلاقات الزوجية سيكون له أثر سلبي على بقية أفراد الأسرة؛ ومن هنا تأتي أهمية العمل على تحقيق الترابط وتجاوز الخلافات، والحرص على تماسك الأسرة وكيانها، حتى يشعر أفرادها بالأمان والاستقرار، فالطلاق أعظم آفة يمكن أن تبتلى بها الأسرة وتتسبب في تفكيكها وتشرذم أفرادها، وما يتبع ذلك من الضغوط النفسية، وانعدام الثقة، والدخول في الأزمات والمشكلات، فلابد من العمل على وحدة الأسرة وتماسكها، والبعد قدر المستطاع عن مسببات الخلافات والأزمات، وإحسان الظن، واستيعاب الآخر، واعتماد مبادئ التعاون والتكامل بين أفراد الأسرة وليس العدائية والندية.
  1. تعزيز العلاقات العائلية والمجتمعية
تؤدي العلاقات الاجتماعية دورًا حيويا في دعم الأسرة وتعزيز مواردها المعنوية؛ فيجب على الأسرة بناء علاقات قوية مع الأصدقاء والجيران والمجتمع المحلي للحصول على الدعم والمساعدة في الأوقات الصعبة، ويعدّ تعزيز العلاقات الاجتماعية والعائلية أمرًا حيويًا لتحقيق الرفاهية الشخصية والعائلية، يجب على الأسرة الاستثمار في بناء الروابط الاجتماعية والعائلية القوية من خلال الاحتفال بالمناسبات الخاصة والقيام بأنشطة ترفيهية مشتركة. يمكن للأسرة تعزيز الروابط مع المجتمع المحلي وزيادة التأثير الاجتماعي من خلال المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والمبادرات التطوعية؛ ومن شأن ذلك أن يسهم في بناء شبكات دعم قوية وتعزيز الانتماء إلى المجتمع؛ حيث يمكن لأفراد الأسرة المشاركة في حملات تنظيف الشواطئ أو التطوع في المؤسسات الخيرية المحلية لدعم الفئات الأكثر احتياجًا، ويعد التطوع وخدمة المجتمع فعالين في زيادة الشعور بالفخر والرضا الذاتي وتعزيز الانتماء الاجتماعي. يجب على الأسرة البحث عن فرص التطوع المحلية التي تسمح لهم بتقديم المساعدة للآخرين والمساهمة في تحسين المجتمع.
  1. تحفيز القيادة والمسؤولية
يعتبر تحفيز القيادة والمسؤولية أمرًا حيويًا لتطوير واقع الأسرة، حيث يمكن للأفراد أن يتحملوا دور القادة ويسهموا في اتخاذ القرارات المهمة بشكل فعال؛ ولذلك يجب على الأسرة تشجيع أفرادها على تطوير مهارات القيادة والمسؤولية وتحفيزهم لتحقيق النجاح في مختلف جوانب حياتهم، ويمكن للأسرة تعزيز القيادة والمسؤولية من خلال تكليف الأفراد بمهام محددة داخل الأسرة وتشجيعهم على تحمل المسؤولية عن تنفيذها بنجاح.
  1. الاحتفاظ بروح الفريق والتعاون
يعد العمل فريقا واحدا والتعاون المستمر أساسًا لتحقيق أهداف الأسرة وتطوير واقعها؛ فلابد أن تعمل الأسرة على تعزيز روح الفريق وتشجيع الأفراد على التعاون وتقدير أهمية دور كل فرد في تحقيق النجاح المشترك، والتكامل في الأدوار من أجل تحقيق أهداف الأسرة منعا لتكرار الجهود وضياع الطاقات، ومن هذا المنطلق يمكن للأسرة تنظيم أنشطة مشتركة مثل ألعاب الفريق أو الرحلات العائلية لتعزيز روح الفريق وتعزيز التعاون بين أفرادها، ولابد من تعزيز ثقافة التعاون والمساعدة المتبادلة من أجل تعزيز التفاهم، ودعم بعضهم البعض في الأوقات الصعبة، والتدريب على ذلك من خلال الأنشطة التعاونية مثل إعداد الطعام معًا أو المساعدة في الواجبات المنزلية.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك