رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 8 يوليو، 2013 0 تعليق

آداب الانتخـابات


    
لقد ثبت في فقه الشريعة أن ولاية أمور الناس من أعظم الأمانات، وقد أمر الله جل وعلا بأداء الأمانات إلى أهلها - فقال عز وجل: { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} (النساء : 58)، قال ابن عباس ومحمد بن الحنفية: هي للبر والفاجر، أي هي أمر لكل أحد، فهي أمر للحاكم بأن يعطي الولاية لمن يستحقها من أهلها؛ دون النظر إلى قرابة أو منفعة شخصية أو قبلية أو حزبية أو طائفية، وهي كذلك أمر للناخب - وقد أعطي حق تولية المرشحين - بأن يعطي صوته لمن يستحق هذه الولاية .

 والانتخاب تولية للمناصب، وقد أعطيت هذه الأمانة للناخبين كي يولوا هذه المناصب مستحقيها، ممن هم كفؤ لها، وكما أن الأمير أو الإمام مكلف شرعًا بأداء الأمانات إلى أهلها، أي أن يولي ويوظف القوي الأمين كما أراد الشرع ، كذلك فإن الناخب أعطى هذه الأمانة وهي تولية من يعتقد أنه الأصلح للمنصب الذي ينتخب له، وعلى الناخب أن يؤدي الأمانة ولا يضيعها .

     والناخب كذلك مستشار من قبل الأمة في تولية من يصلح لعضوية مجلس الأمة، والمستشار مؤتمن، أي يجب عليه أن يؤدي الأمانة التي استشارته الأمة فيها، فلا يغش أمته؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال: «من غشنا فليس  منا، والمكر والخديعة في النار»، والمرء يغش أمته عندما يولي (ينتخب) قريبًا أو صديقًا وهو يعلم أن مرشحًا آخر أرضى منه لله ورسوله.

      وهكذا يتضح أن الناخب مؤتمن على صوته الانتخابي، وأُمر أن يؤدي الأمانة إلى أهلها، ولا يجوز له بيع صوته، أو حجبه عمن يستحقه، فالصوت أمانة عند الناخب، ولما كانت الانتخابات على الأبواب أردنا أن نقف معكم على بعض الآداب التي يجب على الجميع مراعاتها، سواء الناخب أم المرشح حتى نحقق المصلحة الشرعية والدنيوية من هذه الانتخابات؛ فيعم الخير وتحقق مصالح البلاد والعباد.

 آداب الناخب:

- الحرص على الحضور والإدلاء بالصوت؛ فهو نوع من أنواع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بشرط أن يوجد أهل الصلاح الذين يدعون لشرع الله ويأمرون بالمعرف وينهون عن المنكر.

- الحرص على قراءة برنامج كل ناخب؛ ليسهل الوقوف على الأفضل والأصلح.

- المساعدة في نشر الوعي الصحيح؛ لئلا يغتر الناس بما يفعله الفاسدون من دعاوى ودعايا انتخابية بها تزييف وتزيين.

- الحرص على النظام والهدوء وإنجاح اليوم الانتخابي بدون أي شجار.

- عدم ترويج الكذب والدعايات الكاذبة من القول: إن فلانًا المرشح تقي وورع ومصلح وغيرها؛ ليكسب أصوات الناس بالباطل.

- البعد عن الافتراء على المنافس وقذفه بما ليس فيه؛ ليشهر به ويصرف الناس عنه.

- عدم قبول الرشوة ودفع الصوت بالمال؛ مما ينتج عنه تصدر الفاسدين الذين لا يصلحون لخدمة الناس.

- تعلم كيفية الأداء الصحيح للأصوات؛ حتى لا يخطئ فيبطل صوته.

- قبول النتيجة بصدر رحب؛ فهو تنافس شريف يفوز فيه من فاز ويخسر فيه من خسر.

- العلم بأن إجراء الانتخابات أمر قد نظمته أجهزة الدولة، فالمشاركه فيه من باب تحقيق أعظم المصلحتين ودرء الفساد؛ حتى لا يترك الباب لأهل الشر فيتسلطوا على رقاب الناس.

- معرفة الديمقراطية وأقوال أهل العلم فيها؛ حتى لا نغتر بها ونتحاكم إليها، فنجعلها دعوة ومنهجًا، كما يدعو لها العلمانيون ليل نهار.

آداب المُرَشَّح:

- مراعاة آداب الحديث عن المتنافس، والمراقبة في الأقوال والأفعال.

- عدم الإسراف في الدعاية الانتخابية.

- العلم بعظم المسؤولية، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم : «ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة».

- الحرص على الائتلاف وجمع الكلمة لما فيه مصلحة الإسلام.

البعد عن المخالفات الشرعية أثناء الحملة الانتخابية.

- وضوح الهُوية وقول الحق وإن خالف أهواء الناس، وأقصد أن المرشح نفسه إن أراد أن يدخل في هذا العراك السياسي فعليه أن يكون حذرًا أن يستدرج لقول باطل باسم الدين؛ بل عليه إن حدثت مخالفات شرعية أن ينكرها، فإن لم يستطع فليبتعد عنها، وإن اضطر للخوض في عراك به مخالفات فإن كانت المصلحة المرجوة أكبر خاض الغمار، ولكن يبين وجهة الشرع، وأنه مضطر حتى لا يظن الناس أن هذا إقرار منه بالباطل الذي يراه.

 الحرص على خدمة الناس والقيام على حوائجهم، والدعوة داخل (البرلمان) إلى إقامة شرع الله بالوسائل المتاحة الشرعية.

آداب التكتلات الإسلامية:

الحرص على الاجتماع ونبذ الفرقة والاختلاف، والانحياز لمن يقوم بخدمة المسلمين جميعًا، ويراعي العدل والإنصاف مع كل مخالف.

- الصدق في الخطاب والثبات على المنهج الصحيح، وعدم التنازل والتفريط في ثوابت الدين وأصوله., الحرص على أداء العهود والوعود التي تعهدوا بها.  الحرص على التأصيل والبحث الشرعي لكل مسائل الخلاف التي يتعرض إليها التجمع، من قوانين ودساتير وغيرها.

- الحذر من التحالف مع التيارات التي أظهرت العداوة للشريعة، وعدم التفريط في أصول الدين التي أنشئ التجمع من أجلها ولها.

- استشارة أهل الخبرة في وضع برامج التجمع والحرص على تنفيذها.

 تفعيل مبدأ الشورى في التجمع.

- أن تكون تلك التجمعات لمصلحة الدين، ولمصلحة الأمة، وليس لمصلحة حزبية أو قبلية، وأن تقوم على خدمة الناس دون التفرقة بين لون وجنس.  نسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه صلاح البلاد والعباد.

 

 أكد في بيان له التزامه الكامل بأحكام «الدستورية»

التجمع الإسلامي السلفي: ندعو المخلصين إلى المشاركة في الانتخابات المقبلة.. والإصلاح والتنمية

     أكد التجمع الإسلامي السلفي مشاركته في الانتخابات البرلمانية القادمة، مؤكدًا التزامه الكامل بأحكام المحكمة الدستورية، وداعيا الجميع إلى المشاركة في تلك الانتخابات، وأصدر في ذلك البيان التالي:

     يؤكد التجمع الإسلامي السلفي على ما جاء في كلمة صاحب السمو الأمير يحفظه الله من الدعوة إلى الالتزام بقيم إسلامنا الحنيف وتعاليمه السمحاء، والتحلي بأخلاق الآباء والأجداد الحميدة، والتأسي بقيمهم الكريمة في التسامح والتراحم والتعاون والتكاتف، ودعوة سموه الحكيمة إلى إرساء ثقافة الحوار والتفاهم والتوافق، وقبول الاختلاف واحترام الرأي الآخر، ونبذ العنف والتطرف والتشدد والتعصب، والابتعاد عن الشخصانية والمصالح والأهواء، والحرص على رقي الخطاب وعدم التجريح، أو مس كرامات الآخرين، وجعل مصلحة الكويت العليا فوق كل المصالح؛

     وإذ يعلن التجمع الإسلامي السلفي التزامه الكامل بأحكام المحكمة الدستورية، بِعَدِّ القضاء هو المرجعية النهائية لحسم الخلافات في دول المؤسسات الراسخة ليدعو الجميع إلى احترام القضاء وأحكامه؛ فهو أساس الاستقرار في المجتمعات، وسبيل إلى الإصلاح والتقدم والبناء، وقد كان موقف التجمع الإسلامي السلفي مبدئيا حين دعا إلى تحكيم القضاء - في أزمة المراسيم بالقوانين الأخيرة، مما عرضه - للأسف - لكثير من التجريح والتشكيك، {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }(يوسف: 21).

     كما يرى التجمع أن مبادئ (مبادرة الإصلاح والتوافق الوطني) ومنطلقاتها التي أعلنتها مجموعة من الشخصيات السياسية تشكل قاعدة مهمة للاجتماع والإصلاح للجميع؛ حيث أكدت الوثيقة على الالتزام الكامل بأحكام القضاء، ونبذ خطاب الكراهية والإقصاء، مع التأكيد على احترام الرأي والرأي الآخر، والحفاظ على الثوابت والمكتسبات الدستورية والتنمية ومحاربة الفساد والهدر والتبديد.

     والتجمع الإسلامي السلفي إذ يدعو للمشاركة في الانتخابات القادمة، ليأمل من المخلصين الذين تعاملوا منذ بداية الأزمة بحصافة ولم يقعوا بمخالفة للدستور أو القضاء أو الطعن والتجريح في الآخرين إلى المشاركة الفعالة في عملية الإصلاح والتنمية، وإنقاذ البلد من كل مظاهر الفساد والتردي.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك