آثار دعوة جماعة أنصار السنة المحمدية في تصحيح العقيدة في السودان (1)
تمكنت الجماعة من تعريف الناس بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، فصارت حركة المجتمع ذاتية في نبذ الخرافة والبدع والرجوع لمنهج أهل السنة والجماعة
تكونت جماعة أنصار السنة في عام 1939، وفق مبادئ وأسس دعوية محددة للدعوة لتصحيح فهم الناس للدين وتصحيح العقيدة والعبادة وتزكية النفوس والسلوك إلى الله تعالى وفق الكتاب والسنة
ظهرت بوادر دعوة التوحيد في السودان قبل قرن من الزمان، في منطقة كردفان – غرب السودان – في مدينة النهود. ثم بدأت الدعوة في الانتشار في بقاع السودان المختلفة، ثم تكونت جماعة أنصار السنة باسمها في العام 1939 للميلاد، وفق مبادئ وأسس دعوية محددة للدعوة لتصحيح فهم الناس للدين وتصحيح العقيدة والعبادة وتزكية النفوس والسلوك إلى الله -تعالى- وفق الكتاب والسنة، مع السعي لصبغ الحياة بدين الله في كل المجالات الدينية والاجتماعية والسياسية، والاقتصادية، والقيام بالدعوة إلى الله -تعالى- بالحكمة والموعظة الحسنة، والرفق بالمدعوين، وبذل المعروف والخير والإحسان للناس دون تفرقة، والتعاون في الملمات.
وأنشأت الجماعة المساجد والكليات الجامعية،والمعاهد والخلاوي لتخريج الأئمة والدعاة، وأرسلت القوافل الدعوية والمحاضرين والوعاظ إلى شتى بقاع السودان بلا كلل ولا ملل، وأخيراً أطلقت إذاعة (البصيرة) و(قناة الاستجابة) لإيصال صوت الدعوة للناس كافة، فوفق الله لنجاحات عظيمة، والحمد لله نذكر هنا طرفاً من ذلك في المجال العقدي وبالله التوفيق:
المخالفات العقدية ومظاهر الشرك المباشرة:
1- مظاهر الشرك في الألوهية:
القبورية: كانت القبورية مما انتشر في السودان بطريقة طاغية في معظم ولايات السودان وقراه، ومظاهر ذلك: بناء القباب والبنايات (جمع البَنِيَّة: بفتح الباء وكسر النون وتشديد الياء مع فتحها) وهي غرفة على القبر.
البيانات: جمع بيان وهو أعلام ورايات تجعل في مكان معين، يزعمون أن الشيخ أرى فلاناً رؤيا، وأمره أن يعمل له بياناً في هذا لمكان؛ فيصبح فينصب هذه الأعلام والرايات في هذا المكان، ويسمى بيان الشيخ فلان، وسرعان ما يتحول إلى مزار، ويعامل مثل القبة والضريح؛ فينذر له، ويدعى من دون الله.
إدخال القبور في المساجد:
وفي كل هذه الأماكن يمارس الشرك الأكبر: من شد الرحال إليها وزيارتها بطريقة دورية أو عارضة؛ حيث يمارس الطواف حولها كما يطاف بالبيت الحرام، ودعاء الموتى والاستغاثة بهم والنذر لهم والذبح عند هذه المقامات، والتبرك بترابها وحمله معهم لبيوتهم، وإذا كان هناك ماء بالقرب منها يعتقدون بركته؛ فيحملون منه معهم، وكل ما يمكن أن يخطر بالبال من المنكرات واجتماع الجنسين من الرجال والنساء في هذه المواسم.
دعاء غير الله تعالى: والاستغاثة والاستعانة والاستعاذة بغير الله.
الحلف بغير الله تعالى: أنواعه: الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم ، والحلف بالشيوخ والأولياء، والحلف بالطلاق،و الوالدين وغيره.
التوسل المبتدع: بالنبي صلى الله عليه وسلم والجاه والذوات المختلفة، وكثيراً ما يكون استغاثة ودعاء غير الله ويسمونه توسلاً.
2- الاعتقادات الفاسدة في الربوبية:
عقيدة وحدة الوجود، والحلول والاتحاد: واعتقاد أن الأولياء يديرون الكون «يسمونهم المدركين للكون، وهم مملكة متكاملة على رأسهم القطب أو الغوث، ثم تحته أربعة باسم النجباء، ثم تحتهم ثمانية، ثم تحتهم أربعون تحتهم ثلاثمائة ولي» وهذا موجود في كتب غلاة المتصوفة، وقد لا تعرفه العامة منهم، وممن أظهر هذه العقائد محمود محمد طه الذي ادعى رسالة ثانية للإسلام، وقتل بعد محاكمته بالردة.
اعتقاد أن هناك من الأولياء من ينزلون الأمطار؛ فيدعونهم عند القحط ويقولون: «فلان بياع المطر، أي يبيع المطر».
اعتقاد معرفة الغيب: الكهان – التنجيم - والرمال (من يضرب الرمل) – ست الودع (التي تتعامل مع الودع لمعرفة الغيب بزعمهم) – فتح الكتاب لمعرفة الغيب - قراءة الفنجان (هو قليل) – الأبراج...
3- الاعتقادات الفاسدة في الأسماء والصفات:
كانت العقيدة الأشعرية تمثل الأساس لعقيدة غالب أهل السودان بكل ما تحتويه، ولاسيما في الصفات:
اعتقاد أن الله في كل مكان، وتكفير من يعتقد أن الله في السماء، وتحريف آيات الصفات والاستواء والعلو، نفي عامة الصفات الاختيارية كالرضى والغضب والنزول والمجيء كما يليق به سبحانه وتعالى.
4- مسائل الإيمان:
انتشار عقيدة الإرجاء بين المواطنين تحت شعار أن أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بخير وأنها لا تتأثر طالما هم يقولون: (لا إله إلا الله محمد رسول الله)؛ ومن ثم يستهينون بالمعاصي والذنوب، وتشيع بينهم بعض المقالات والأشعار مثل قولهم: (عصاة تشرب (الدكاي) مع الصديق سديد الرأي والدكاي نوع من الخمر، وقولهم (جيناك يا كاب الهمل لا دين لا دنيا لا عمل) ويقصدون مجيئهم للرسول صلى الله عليه وسلم بلا طاعة لكنهم يطمعون في شفاعته صلى الله عليه وسلم .
وكثير من شيوخ المتصوفة يعدون أتباعهم ويزعمون أنهم من أهل الجنة طالما هم على طريقتهم، بل يقولون من رأى الشيخ فإنه يدخل الجنة، بل من رأى الذي رأى الشيخ وهكذا إلى عشرة أو عشرين أو مطلقاً، ويذكرون أذكاراً مبتدعة، تروج لترك الطاعات والوقوع في المعاصي.
عقيدة الخوارج والتكفير:
وجدت في المقابل عقيدة التكفير للمجتمع، وبدأت لدى مجموعات صغيرة ثم توسعت وتحولت إلى أعمال مسلحة وعنف بعد الجهاد الأفغاني، وتضررت الدعوة، ونالها الأذى منهم بسبب كشفها لعقيدتهم الفاسدة. وعقيدة الخوارج الآن تجد رواجاً بسبب انتشارها عبر الإنترنت والتواصل الاجتماعي والأفكار الواردة عبر أبناء الأسر التي تقيم في الخارج ولاسيما أوروبا. وتُولي الجماعة هذا الجانب عناية ولاسيما في المحاضن التربوية، ووسط طلاب المدارس والجامعات، وتدريس العقيدة الصحيحة بطريقة منهجية، ونشر كتب العقيدة الصحيحة، بجانب الرد على الشبهات المتجددة.
5- اعتقاد أن هناك علماً ظاهراً وآخر باطناً:
سار على هذه العقيدة أكثر أتباع التصوف مستشهدين بقصة موسى والخضر -عليهما السلام- بل اعتقاد أن الخضر ما زال حياً.
وبفضل الله -تعالى- ثم جهود دعاة التوحيد تبين لعامة الناس بطلان هذه العقيدة، وانهارت بذلك كثير من عقائد التصوف.
اعتقاد أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت، وتضليل من قال بذلك، ويبنون على ذلك جواز دعائه والاستغاثة به. وقد انكشف بطلا ن ذلك والحمد لله.
ثالثاً: عقائد باطلة داخل بعض المناسبات الاجتماعية والعادات والتقاليد والموروثات الشعبية:
1- عقيدة الزار (وهي عبادة للجن): تمارس لعلاج من به مس من الجن أو يدَعي ذلك، وذلك بإقامة حفلات يتقرب فيها للجني بالذبح له وشرب الدم وبالرقص والاختلاط وشرب الخمر وتشبه النساء بالرجال والعكس.
2- عادات في مناسبات الزواج والختان: تتعلق بالتطير والعين والبحث عن السعد ونحوه:
التطير بالأشهر والأيام؛ فلا يتزوجون في صفر ويسمونه (الويحيد يعني الوحيد) ويقولون: (الويحيد الما فيه جديد).
عمل حفلات ما يسمى بـ(الجرتق) بفتح الجيم أو كسرها وهي طقوس وثنية بتزيين العروسين أو الأطفال عند الختان بالحناء وبأدوات وزينة مبتدعة، تعلق عليهم مع ترانيم تدل على البحث عن السعد واستغاثات بالرسول صلى الله عليه وسلم . وتكتمل هذه الطقوس بزيارة العروسين للنيل والتبرك بذلك، ويزعمون أن من لم تصنع له هذه الطقوس فإنه يصيبه النحس (الكبسة) ولا ينجب. والذين يكونون بعيدين من النيل يزورون القبور وأضرحة الأولياء وقبابهم للتبرك.
الأغاني في الزواج: يحتوي الكثير منها على الغلو والحلف بغير الله -تعالى- كالمحبوبة مثلاً، وربما صرح بعبارات العبادة لها، وقد غنى أحدهم فقال: (البعبدا...) (أي التي أعبدها !!!!) وربما غنى أحدهم وذكر الشيوخ وأضرحتهم.
عمل التمائم للمولود ما يسمى بالحرَّاسات، وربما وضعوا المصحف عند رأس النفساء.
عادات استقبال العائد من السفر أو في الفرح بالقادم: بذبح الخروف أو غيره ثم يقفز فوقه (ينط) تبركاً.
3- عادات العلاج عند الشيوخ: بالأحجبة والتمائم والحروز البدعية: والعلاج بالبخرات (كتابة القرآن وحرقه والتبخر به) والمحاية.
التبرك بماء وضوء الشيوخ وماء غسلهم بل والتنازع عليه بين الحيران والمريدين، وكان بعض الشيوخ يصب ماء وضوئه في حوض أو إناء كبير لتتسع دائرة البركة بزعمهم..
العلاج بضرب المريض الممسوس وجلده بشدة وربطه، وتجويعه زمناً في مقر الشيخ (المسيد).
اعتقاد أن بعض الموتى يقومون من قبورهم ويعودون إلى أهليهم، وهو ما يسمى محلياً (البعاتي)، ويعتقدون أن هنالك قبائل بعينها يحصل منها ذلك.
4- الغلو في شعر المدائح النبوية:
يكثر فيها أوصاف الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم والغلو في الأولياء والصالحين، وكثرة الاستغاثات والنداء لهم، بجانب الإشارات لوحدة الوجود والحلول والاتحاد.
لاتوجد تعليقات