رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم أحمد الناشي 4 أغسطس، 2010 0 تعليق

يذبحون المسلمين وحجم التبادل التجاري معهم وصل إلى 133 مليار دولار-أردوغان يصف أعمال القتل ضد مسلمي الإيغور بأنها «إبادة جماعية»

 

 
 

يتألم الإنسان المسلم ويشعر بالأسى والحسرة عندما يعلم أن حجم التبادل التجاري بين الدول العربية والصين وصل الى 133 مليار دولار في العام الماضي (2008)، هذا الرقم الهائل يزداد كل عام بمقدار 40% يمثل فيه الخليج نحو نصفه، وتمثل دولة كالإمارات ثلث نسبة دول مجلس التعاون الخليجي، التي تحوي سوق التنين الصيني بدبي وهو أكبر سوق صيني خارج الصين في العالم.

اللجوء للدول العربية والإسلامية

وهكذا ووسط حالة الضعف السياسي ضاع حق ضعفاء الإيغور على مرأى ومسمع من الدول العربية والإسلامية التي تخشى الدخول في مناقشات مباشرة مع الصين التي ترفع شعار «شأن داخلي» على الرغم من أن عالمنا العربي والإسلامي يستطيع فعل الكثير، ولاسيما أنه يعد سوقًا استراتيجيًّا كبيرًا مفتوحًا أمام المنتجات الصينية؛ ما يعطيه القوة في مطالبة الصين بمنح هذا الإقليم استقلاله الفعلي ورفع الظلم والاضطهاد الواقع على أبنائه.

ويبدو أن مسلمي الإيغور فقدوا الأمل في الدول العربية والإسلامية في تقديم المساعدة لهم ووقف حملات القمع المستمرة ضدهم منذ عقود، فلجؤوا إلى الاتحاد الأوروبي؛ حيث دعا ناشطون حقوقيون من الأقلية الإيغورية المسلمة الاتحاد الأوروبي إلى انتهاج سياسة جديدة تجاه الصين تضع قضية الحريات والحقوق العامة لجميع الأقليات الدينية والإثنية هناك في صدارة أولوياتها.

أردوغان

ويبدو أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أصبح مشهورا الآن بالدفاع عن القضايا الإسلامية في كل مكان في العالم؛ حيث وصف الأحداث في الصين بأنها إبادة جماعية تقع حاليًا في إقليم شينجيانغ الواقع في شمال غرب الصين، وحثّ السلطات الصينية على التدخل السريع والجاد لمنع سقوط مزيد من القتلى الأبرياء.

وقال أردوغان: «الأحداث التي تشهدها الصين لا تعدو كونها أعمال إبادة جماعية، ولا يوجد فائدة من وصفها بوصف آخر». مؤكدا أن بلاده ستطلب من مجلس الأمن إنهاء العنف، بينما تواصل التنديد العالمي بالإجراءت الصينية.

موقف حازم

وطالب رئيس الوزراء التركي في تصريحات أذيعت مباشرة على محطة تلفزيون «إن.تي.في»: «نواجه مشكلة في تفهم كيف تقف الحكومة الصينية موقف المتفرج هذا، ونريد من الإدارة الصينية التي تتحسن علاقاتنا بها تحسناً مستمراً أن تظهر شيئًا من الحساسية».

ولتركيا المسلمة علاقات دينية ولغوية مع الإيجور، ويعتبر المواطنون الأتراك إقليم شينجيانغ الحدود الشرقية للعرق التركماني، ويعيش الآلاف من المهاجرين الإيغور في تركيا.

800 قتيل وجريح مسلم خلال الأحداث الدامية:هذا وقد تسببت المواجهات الدامية بين عرقية الإيغور المسلمة والهان الصينيين في تركستان الشرقية التي تسميها الصين «شينجيانغ» في مقتل 156 شخصًا وإصابة أكثر من ألف - بحسب الإحصاءات الرسمية - وذلك في أسوأ موجة من أعمال العنف العرقية في الصين منذ عقود من الزمان.

وقال الإيغور: إن عدد القتلى منهم أكثر من عددهم لدى الهان. ونفى زعيم الإيغور الصينيين صحة المزاعم التي تروج لها حكومة بكين بشأن حصيلة قتلى المسلمين الذين سقطوا في أحداث العنف الأخيرة، وأكد أنه ووفقًا لإفادات شهود العيان فإن الخسائر بلغت أكثر من 800 قتيل.

وكشف دولكان عيسى الأمين العام للمؤتمر الدولي للإيغور أن الكثير من المسلمين قد أعدموا من قبل عرقية الهان الصينية.

وقال: إن العدد الفعلي للقتلى لا يمكن تحديده بدقة كاملة ولكن روايات شهود العيان تؤكد أن القتلى عددهم يترواح بين 600 و800 قتيل.

وبحسب وكالة (أسوشيتد برس) أشار عيسى إلى أن أربعة نساء مسلمات طالبات تم قتلهن وقطع رؤوسهن عندما داهم غوغاء من عرقية الهان كلية الطب في جامعة أورومكي.

معاناة مسلمي الإيغور

ويتكلم الإيغور لغة محلية تركمانية ويخطون كتاباتهم بالعربية ولهم ملامح القوقازيين، وكانوا يشكلون 90% من سكان المنطقة، لكن هجرة الأقلية الصينية الشيوعية «الهان» قوضت هذه الأغلبية المسلمة.

ومنذ استيلاء الحكومة الشيوعية على إقليم تركستان عام 1949 تزايد عدد أقلية الهان الشيوعية الصينية في الإقليم من 6.7% إلى 40.6% وأصبحوا يسيطرون على كل الوظائف الرئيسة وعلى النشاط السياسي.

إن نحو 30 مليون مسلم «بحسب مصادر تركية مستقلة وليس 8 ملايين كما تسوق الصين والعالم الغربي» يلعقون دماءهم الآن في تركستان، ولا يجدون من يضمد جراحهم، ويحمل مطالبهم العادلة.. ودماء الشهداء هناك جديرة بأن تلهب الأصوات المدافعة عنهم وإحياء قضيتهم واستغلال الفرصة، والدم لم يزل ساخناً لتحشر الصين في زاوية الاستحقاق الحقوقي، وعلى الجميع أدوار، وفي صدارتهم علماء المسلمين وحكماؤهم.

في الوقت الذي أقامت فيه معظم دول العالم الدنيا ولم تقعدها بسبب ما يوصف بالانتهاكات التي تعرض لها مواطنو إقليم «التبت» الذي يخضع لحكم ذاتي في الصين، فإن هذه الدول والمنظمات الدولية غضت الطرف عن القمع الذي يتعرض له سكان «الإيغور» المسلمون في الصين ومحاولات طمس الهوية المستمرة منذ سنوات من جانب حكومة بكين.

وفي النهاية فإن ما يتعرض له مسلمو الإيغور من حملات قمع وتنكيل شرسة من جانب الحكومة الصينية هو أشبه بما يتعرض له المسلمون في فلسطين والشيشان والعراق وغيرها، وأن الدماء المسلمة أصبحت مستباحة للجميع ما دامت لا تجد من يدافع عنها؛ الأمر الذي يحتم على الدول العربية والإسلامية بحكوماتها وشعوبها أن تنتفض من أجل نصرة إخوانهم وانتشالهم من هذا القهر.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك