وين بتسافرون؟
بدأت الإجازة الصيفية، وبدأ معها الحديث عن السفر، وأين ستقضون العطلة؟ وأخذ يتردد على الأسماع "وين بتسافرون"؟! وكأن العطلة هي فقط للسفر أو كأن السفر ضرورة أو عبادة من لم يفعلها فقد أثم!!
وعلى الرغم من أنني من غير محبي السفر إلا أنني لا أعارض السفر للتغيير والترويح عن النفس، ولكن ما نراه اليوم في مجتمعنا من انتشار مفهوم السفر قد تجاوز ذلك المعنى وأصبح ضرورة اجتماعية عند البعض مؤداها التباهي والمفاخرة؛ إذ نجد من ليس لديه قدرة مالية يلجأ للسفر بالأقساط! أو يعيش حياة التقشف طوال العام حتى يستطيع توفيرما يمكن توفيره من تكلفة التذاكر والإقامة، ويكون همه حين يرجع أن يذيع وينشر بين الناس أنه قد سافرنا!!
إن الإجازة في قناعتي وهي كسر لروتين العمل؛ حيث يتفرغ الفرد لترويحاته واهتماماته الخاصة؛ فلا يعود ينافسه منافس، ولا يكون هناك التزام بالدوام؛ فبالتالي تكون هناك فرصة لاستغلال هذا الوقت في تطوير النفس وإكسابها معلومات ومهارات جديدة يحتاجها المرء في مجمل حياته فيكتسبها من خلال استغلال العطلة إما بالقراءه أو بحضور الدورات المختلفة مما يعود بالنفع عليها، وكلما كان هناك اهتمام بهذا الجانب اكتسبت النفس اتزانا ووعيا، وتغيرت طريقة التفكير، واختلفت الاهتمامات عما سبق؛ فلا يكون هناك فراغ وخواء نحاول سده بالمباهاة بالسفر.
لاتوجد تعليقات